الأمين مسعد حجل… قوميّ قدوة!
الأمين فاروق أبو جودة
كنت غِرّاً، يوم تزوّجتْ شقيقتي الثانية، شقراء العائلة ناديا، من المهندس مسعد معوض الحجل.
علّلتْ شقيقتي فريال، شقارها، بأنها وُلِدتْ خلال النهار، عكسنا جميعاً السبعة الآخرين.
لم تصطحبنا والدتي، شقيقاتي الثلاث: فوزية وليلا وفريال… وأنا، لحضور حفلة العرس الأول في عائلتنا، لأنها، رحمها الله، لم تعوّدنا ولم تسجّل سابقة لرفقتها إلى أيّ مناسبة كانت، حتى إلى كنيسة الضيعة في الزلقا.
وقفتُ حزيناً مع الصغرى فريال، وراء نافذة تُطِلّ على السلّم الذي نزلت عليه العروس بصحبة شقيق العريس، جان، وجَدّ العروس لوالدتها، الياس ضومط زينون مع رهط من أقارب العريس، وهَرَعَت الأخريان ـ فوزية وليلا ـ إلى الشرفة الغربية المُطلّة على الطريق العام، حيث وقفت سيارات موكب العروس.
من مرويات والدي المرحوم «أبو فاروق»:
سألتُ العروس وهي تبكي إن كانت لا ترغب في «الروحة» إلى زواجها؟ قالت إنها ترغب!
قلتُ: ولِما تبكين إذن؟ قالت: أبكي وأروح… فذهب القول نكتة ومثلاً!
زرتُ برفقة والدي، شقيقتي وصهر العائلة الأول، زيارتين يتيمتين زمن وجودهما في ريف حلب: بئر السبع وأمّ حوش.
سافرا مع ولديهما ـ معوض وسوسن ـ إلى أفريقيا ـ بُعيد حادثة العقيد المالكي 1955.
عندما حصّلتُ قليلاً في علم اللغة العربية وأجدتُ بعض الكتابة فيها، شجّعني والدي للكتابة إلى صهري وشقيقتي، كما كان هو مغزاراً في هذا المجال.
كانت أجوبة صهري، غالباً ما تحمل، خلا المشاعر، توجيهات وتوضيحات وإشارات تعني في مجملها، الاستماع الدائم إلى الوالدين والعمل بمشورتهما ونصائحهما وتوصيات، إلا، «ألا أكون قومياً اجتماعياً؟!».
وعندما بلغتُ السنّ القانونية أقسمتُ يمينَ الانتماء ـ تشرين الأول/ أكتوبر 1958 ـ عضواً في مديرية الزلقا.
بعد خروجي من المعتقل على إثر الثورة القومية الانقلابية الثانية ـ 1962 ـ سافرتُ إلى الكاميرون عند صهري وشقيقتي وعملتُ معهما مدة إقامتي هناك.
بعد وصولي إلى الياوندي بفترة قصيرة، خضعتُ لإجراء عملية جراحية مع بنج عمومي لدقة العملية.
سَمحَ الطبيب بإخراجي من المشفى والذهاب إلى المنزل، وكنتُ لما أزل تحت تأثير مفعول البنج، فلا أقوى على المشي ولا على التوازن ولا الاستيعاب. فحملني هو، صهري الحبيب، بين ذراعيه ولم يكلّف عمّاله أو موظفيه، الكثر، للقيام بذلك؟!
تبوّأ الأمين مسعد، أرقى المراكز وأعلى المسؤوليات، منها:
الإنسانية ـ نيابة رئاسة الصليب الأحمر الكاميروني مدى الحياة.
والدبلوماسية ـ مستشار السلك الدبلوماسي الكاميروني وقنصل فخري للدولة الكاميرونية في لبنان.
والاغترابية ـ رئاسة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بالتزكية والإجماع.
والحزبية ـ منفذ عام، عميد، عضو المكتب السياسي، عضو المجلس الأعلى ورئاسة الحزب لمرّات عدّة.
كان له ذلك، لأنه قدوة في الإخلاص والولاء ونظافة الكفّ والالتزام بمرجعية المؤسّسة والوفاء لقائده وزعيمه ومثاله الأعلى رائد الأمة: الخالد أنطون سعاده.
15 آب 2017
المناسبة السنوية لزواج الأمينين مسعد وناديا حجل