500 مسلّح من داعش محاصَريْن… ومصيرهم مقابل العسكريين المخطوفين نتنياهو إلى موسكو برفقة رئيس الموساد بحثاً عن ضمانات بوجه حزب الله
كتب المحرّر السياسي
تتسارع التطوّرات السياسية والعسكرية في المنطقة ولبنان وسورية في قلبها، فاليوم يلتقي رئيسا الأركان الروسي والتركي في أنقرة، حيث يصل وزير الدفاع الأميركي للقائهما منفردَيْن ومجتمعَيْن، والموضوع هو الحرب على داعش، والهمّ الروسي مصير النصرة، بينما الهمّ التركي مصير الوضع الكردي. واليوم يصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لموسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويرافقه في الزيارة رئيس الموساد بعد إنهائه زيارة لواشنطن وصفتها تل أبيب بالفاشلة، وكان هدفها الحصول على تعهّدات أميركية بتعديل التفاهم مع موسكو حول جنوب سورية بما يضمن ما يسمّيه «الإسرائيليون» «إبعاد حزب الله عن الحدود»، بينما تقول مصادر إعلامية روسية إنّ نتنياهو سيسمع من الرئيس الروسي دعوة للعقلانية والواقعية السياسية والتعايش والتأقلم مع فكرة أنّ حزب الله بات جزءاً من الصورة الإقليمية الجديدة للمنطقة، ويجب الاعتياد على هذه الحقيقة وتقبّلها.
بالتوازي، كانت مفاعيل التفاهم التركي الإيراني حول مواجهة مخاطر الانفصال الكردي في سورية والعراق تظهر في الإعلام التركي والإيراني، كعزم مشترك على مواجهة مساعي الانفصال والاستعداد لتحرّك عسكري مشترك نحو سنجار العراقية تحت شعار مواجهة جماعات كردية مسلّحة متطرّفة لحزب العمال الكردستاني، هدفها فصل الجغرافيا الكردية في سورية عن الجغرافيا الكردية في العراق.
في الداخل السوري، حيث الجيش ومعه المقاومة يسجّلان التقدّم المتزايد على محاور البادية وينجحان في فصل انتشار داعش في محافظات الرقة ودير الزور عن بعضهما، وفصل جماعات داعش عنهما في كلّ من محافظتي حمص وحماة، فشلت المعارضات السورية المجتمعة في الرياض لممثلي هيئة التفاوض ومنصتي القاهرة وموسكو في تشكيل وفد تفاوضي موحّد، قالت مصادر مشاركة في الاجتماعات إنّ سبب الفشل يعود إلى الإصرار السعودي على الحصول على ثلثي الوفد الموحّد بعدما تمّ التفاهم على تثبيت المبادئ العامة مثل وحدة سورية ورفض التطرّف والسعي لدستور مدني، وترك قضايا الرئاسة وسواها لمسار التفاوض، وفقاً لتقديرات المفاوضين، ووفقاً للمصادر المشاركة، فالطلب السعودي يعني إلحاق الآخرين بالقرار السعودي الذي يريد الوفد ورقة تفاوضية تخصّه في معادلات المنطقة، بعيداً عن مسار التسوية السورية، وهذا ما تسبّب بفشل المفاوضات، بينما كان عرض منصة موسكو تسمية هيئة تفاوض موحّدة مكوّنة من هيئة عامة قوامها خمسون شخصاً يتم الاتفاق على مكانتهم المعنوية بين المعارضين بمعزل عن توزّعها على المنصات الثلاث، ومنحها تفويضاً كاملاً لاتخاذ القرار المناسب سواء بسقوف التفاوض أو بتشكيلة الوفد المفاوض.
الحرب على داعش تواصلت بزخم الأيام الأولى على جبهتي الحدود اللبنانية السورية وتلعفر العراقية، محققة إنجازات متسارعة، حيث تمكّنت وحدات الجيش العراقي والحشد الشعبي من تحرير عشرات البلدات والقرى في قضاء تلّعفر وبلغت نقاطاً متقدّمة في أحياء المدينة، بينما على جبهة الحدود اللبنانية السورية فقد نجح الجيش اللبناني في تحرير عشرين كليومتراً إضافية، بحيث بلغ مجموع ما حرّره منذ بدء العمليات قبل ثلاثة أيام مئة كيلومتر مربع وبقيت مساحة عشرين كيلومتراً فقط تحت سيطرة مسلحي داعش، مقابل بقاء قرابة الخمسين كيلومتراً من الأرض السورية في القلمون بيد مسلحي داعش بعد نجاح الجيش السوري ومقاتلي المقاومة من أصل مئة وثمانين كيلومتراً كانت تحت سيطرتهم مع بدء العمليات. وتقع المناطق التي بقيت تحت سيطرة داعش في طرفي الحدود تحت حصار الجيشين اللبناني والسوري والمقاومة، محاطة من الجهات كلّها، حيث لا طريق إمداد ولا فرار متاح لها، تواجه خيار السحق أو الاستسلام، وقد سعى قادة داعش لفتح قنوات تفاوض تحت عنوان تأمين انسحاب المسلحين إلى دير الزور ومعهم مسلحو داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود قرب دمشق ومسلحو مخيم عين الحلوة، وكان الجواب أنّ مصير العسكريين المخطوفين أولاً، وبعدها يكون البحث بفرص التفاوض، لأنّ المعادلة تغيّرت عن لحظة بدء العمليات، والشروط للتفاوض لم تعُدْ هي نفسها.
الجيش: حرّرنا 100 كلم2 من الجرود وباقي 20
ضيّق الجيش اللبناني الخناق على تنظيم «داعش» بعدما سيطرت وحداته على معظم المساحة التي كان يحتلّها «التنظيم» من الجرود اللبنانية، حيث حرّر أمس 20 كلم2، ومن المرجّح أن يتمكن من السيطرة على المساحة المتبقية خلال أيام قليلة، وعندها يكون قد حرّر الجرود اللبنانية بالكامل من الإرهابيين بسرعة قياسية وبأقل كلفة بشرية، وبالتالي إن نهاية معركة «فجر الجرود» لمصلحة الجيش وإعلان النصر على الإرهاب بات وشيكاً وفق مصادر عسكرية.
ووجّه الجيش ضربات عسكرية قاسمة لـ «داعش» أمس، أفقدته القيادة والحركة وأضعفت قدرته على المقاومة والصمود، من خلال غارات جوية استهدفت مواقعه وعبر السيطرة الميدانية على مواقعه الرئيسية لا سيما الكهف، وهو الموقع الاستراتيجي لـ «التنظيم».
وقالت مصادر عسكرية لـ «البناء»، إن «الجيش أنجز بنجاح وبسرعة لافتة المرحلتين الأولى والثانية من عملية «فجر الجرود»، والمرحلة الثالثة مدخل لبداية المرحلة النهائية من فجر الجرود ميدانياً، ويبقى فقط عملية المسح النهائية للجرود التي تحررت من الإرهاب». وأكد المصدر «أن الجيش حرّر نحو 100 كلم2 من إرهابيي داعش ولم يبق سوى 20 كلم مربع في وادي مرطبيا ومحيطها».
وأعلنت قيادة الجيش في بيان مساء أمس، إحكام السيطرة على كامل البقعة الشمالية لجبهة القتال حتى الحدود اللبنانية – السورية، والتي تضمّ: تلة خلف، رأس الكف، رأس ضليل الضمانة، قراني شعبات الإويشل، المدقر، مراح درب العرب، قراني خربة حورتة، مراح الدوار، الدكانة، و«بذلك بلغت المساحة التي حرّرها الجيش بتاريخ اليوم حوالى 20 كلم2، وبالتالي بلغت المساحة المحرّرة منذ بدء معركة فجر الجرود وعمليات تضييق الطوق نحو 100 كلم2 من أصل 120 كلم2».
وكان مدير التوجيه في قيادة الجيش العميد الركن علي قانصو قد أعلن في مؤتمر صحافي حول العمليات العسكرية، أنه تم تدمير جميع مراكز الإرهابيين ولاذ الباقون بالفرار، وتمّ تدمير 9 مراكز لهم، وتمّ ضبط أسلحة وذخائر ومتفجّرات وسيطرنا على حوالي 20 كلم مربع، وبالتالي يتبقى لنا نحو 20 كلم مربع». ولفت إلى أن «الوحدات القتالية تستعد لمتابعة عملية فجر الجرود، مع الأخذ بعين الاعتبار احترام القانون الدولي الإنساني». ولفت إلى أنه «سقط لنا شهيد و4 جرحى نتيجة انفجار عبوة ناسفة بآلية عسكرية اليوم». وأشار إلى أن «لا موقوفين أو أسرى من داعش لدينا، ولا معلومات حتى الآن عن العسكريين المخطوفين».
.. وتقدّم سريع في القلمون
وفي المقلب الثاني من الحدود، ولليوم الرابع من معركة «وإنْ عُدْتُم عُدْنا»، تابع الجيش العربي السوري، ومجاهدو المقاومة تقدّمهم الميداني. وجاء الإنجاز النوعي إثر عملية إطباق واسعة، هدفت إلى السيطرة على عددٍ من المعابر الحدودية المهمة سن فيخا، وميرا، والشيخ علي ، بين سورية ولبنان.
كما شهدت المحاور الثلاثة المحور الشمالي، والشرقي، والجنوبي في القلمون الغربي مواجهاتٍ عنيفة ضد إرهابيي تنظيم «داعش»، تخللها رميٌ مباشرٌ للقنابل اليدوية، أسفرت عن مقتل عدد منهم وإصابة آخرين، بالتوازي مع غاراتٍ لسلاح الجو السوري، استهدفت تجمّعات ونقاط انتشار الإرهابيين في «مرتفع حليمة قارة»، و«القريص»، ومعبري مرطبيا والروميات.
وبلغت المساحة المحرّرة ـــ اليوم ـــ 44 كيلومتراً مربعاً، حيث التقت القوات المتقدّمة من المحور الشرقي، وتحديداً من جهة «مرتفع الموصل» «سن فيخا» غرباً، بتلك المندفعة جنوباً من المحور الشمالي، وتحديداً من «مرتفع عجلون الكبير»، عند «شعبة الراسي»، لتبسط سيطرتها مباشرةً على معبر سن فيخا المُعبّد، والذي يصل جرود البريج السورية، بجرود القاع اللبنانية.
وسقطت «تل صطفوف»، و«وادي الصقور»، و«شعبة علي أمين»، و«قلعة الحمام»، و«وادي الزويتينة»، و«مرتفع حرف الجب»، و«خربة بيت الآغا»، و«شعبة بيت أبو علي»، و«شعبة الكنز»، و«شعبة الخابية»، و«شعاب الحديقة»، و«مرتفع شميس الحمايل»، و«شعبة النظاعي»، و«شعبة فنيش»، و«جب خولة»، و«ظليل خمام»، و«شعبة الحالوش»، و«وادي خمام»، و«جب خولة»، و«شعبة الصبوة»، و«شعاب البخاش»، و«شعبة المسروب القبلي»، و«حرف شعبة بيت الشيخ»، و«شعبة المسروب الشمالي»، و«شعبة بيت الشياح»، و«وادي النجاص»، بيد قواتنا بمجرّد إطباقنا على مسلحي «داعش»، في تلك المنطقة من القلمون الغربي.
وساهم تقدّم القوات ــــ صباحاً ـــ في «مرتفع شعبة عجلون الكبير»، الواقع على بعد كيلومتر واحد جنوب «مرتفع قرنة عجلون»، في تحرير معبر سن فيخا، حيث تواصل مجموعات الهندسة عملها في تمشيط المعبر لتفكيك العبوات الناسفة، والألغام التي زرعها إرهابيو التنظيم.
كما سيطرت قواتنا على 75 في المئة من مساحة معبر ميرا، الواصل بين جرود قارة السورية وجرود عرسال اللبنانية يتصل أيضاً بمعبر سن فيخا في ظل انهيار معنويات الإرهابيين وانسحابهم إلى خطوطهم الخلفية، وذلك بعد استعادة مرتفعات «سن ميري الجنوبي»، و«ضليل حسن»، و«خربة ميري الفوقا».
وكان لافتاً ما عثرت عليه القوات خلال تقدّمها في المحور الجنوبي، وتحديداً في منطقة الزعرورة الواقعة بعد قرنة شعبة عكو الاستراتيجية ، حيث وجدت في إحدى غرف الإشارة الميدانية التابعة للتنظيم أجهزة اتصالات لاسلكية مشفّرة، بعضها متطوّر، إضافةً إلى أسلحةٍ متوسطة وثقيلة، في وقت تستمر فيه الاشتباكات المتقطعة ضد الإرهابيين في «قرنة شعبة البحصة».
أما في المحور الشرقي، فقد سيطرت القوات ــــ صباحاً ـــ على «مرتفع شعبة صدر بيت بدران» غرب «مرتفع الموصل» الاستراتيجي، إضافةً إلى «وادي شعبة حرفوش»، و«شعبة البطيخ»، و«المصطبة». كما تقدّمت القوات باتجاه «أرض ضهر علي»، و«خربة مشقتة»، و«مرتفع سن وادي الكروم» المشرف على معبر «الشيخ علي»، حيث بسطت سيطرتها عليه ظهراً. وتكمن أهمية المعبر في وصله جرود قارة السورية، وتحديداً عند مرتفع حليمة قارة، بجرود عرسال اللبنانية.
ودخلت «إسرائيل» على خط المعركة، حيث أبدت وسائلها الإعلامية اهتماماً بالغاً بالمشاهد التي وزعها الإعلام الحربي التي تضمّنت صوراً تعرض لأوّل مرة، لطائرات من دون طيار تابعة لحزب الله وهي تقصف مواقع لداعش في القلمون. كما أعرب ضباط «إسرائيليون» كبار في شمال فلسطين المحتلة عن خشيتهم من تآكل الردع في مقابل حزب الله.
انهيار «الاتفاق» في عين الحلوة
على ضفة مخيم عين الحلوة، لم يصمد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل اليه، أمس، أكثر من ساعات، بعد أن اشتدت وتيرة الاشتباكات في المخيم بعد ظهر أمس، في الشارع الفوقاني – حي الطيرة، معقل مجموعتي بدر والعرقوب، حيث سمعت أصوات انفجارات القذائف الصاروخية مترافقة مع إطلاق رصاص كثيف، ما أدّى الى انهيار الاتفاق.
وأحكمت حركة «فتح» سيطرتها ورفع راياتها على نحو سبعة منازل كانت تسكنها عناصر للإرهابيين بلال بدر وبلال العرقوب. وسجل احتراق منزلين في الحي بعد استهدافهما بقذائف صاروخية.
كما شهد المخيم مساء أمس، اشتباكات عنيفة تركزت على محور الطيري – الصحون وسوق الخضار، حيث علت أصوات انفجارات القذائف وإطلاق الرصاص الكثيف، واستمرت الاشتباكات حتى وقت متأخر من الليل.
وقالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن «ما يجري في المخيم من أحداث أمنية وعلى مدى جولات متتالية من القتال وبالتزامن مع معارك الجرود ضد الإرهاب، مرتبط بالوضع الإقليمي وليس عملاً فردياً»، وأوضحت أن «القوى والفصائل الإسلامية في المخيم لم تتخذ إجراءات حازمة ضد مجموعات بلال بدر وبلال العرقوب. وبالتالي الأمر لا يتطلب مواقف كلامية فقط بل عملاً سياسياً وأمنياً لإنهاء هذه الظواهر وليس تكرار الحل العسكري الذي يؤدي الى قتل الأبرياء وتدمير المخيم فقط». كما لفتت المصادر الى «مسؤولية حركة فتح حيال ما يجري والى تعدّد الآراء داخل قيادتها السياسية وانقسام في قيادتها العسكرية، حيث لم تستطع الحركة الحسم العسكري مع هذه المجموعات في جولات قتالية عدة، بل أعطتهم جرعات قوة ما يبقي النار تحت الرماد في المخيم».
واستبعدت المصادر أن تمتد شرارة المواجهات الى خارج المخيم، مشيرة الى أن «جميع جولات القتال لم تتمدّد الى الجوار، لوجود قرار فلسطيني بعدم نقل الصراع الفلسطيني الفلسطيني على النفوذ في المخيم لتهديد أمن الجوار، فضلاً عن الجهود التي تبذلها عصبة الأنصار على هذا الصعيد».
وفي حين انشغلت القيادات الفلسطينية في الاجتماعات التي استمرت حتى وقت متأخر من ليل أمس، لمتابعة الوضع الأمني في المخيم، قالت مصادر قيادية في الأمن الوطني الفلسطيني لــ «البناء» إن الوضع مقعد في المخيم والجهود والاتصالات مستمرة لوقف النار، لكن لم تتوصل الى أي اتفاق حتى الآن والمعركة ربما تستمر لبعض الوقت».
وعقدت قيادتا حركة فتح وحركة حماس اجتماعاً طارئاً أمس، بحضور سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور في مقر السفارة لمتابعة تطورات الأوضاع الأمنية في المخيم.
وتم الاتفاق على «العمل بموقف وطني موحّد، وجهدٍ مشترك وجماعي يحقق مصالح شعبنا وأمنه واستقراره من جهة وأمن الجوار من جهةٍ أخرى».
جلسة مساءلة الحكومة
وحضرت معركة الجرود في الجلسة النيابية العامة لمساءلة الحكومة التي عقدت أمس، برئاسة الرئيس بري، وسط أجواء من التضامن الوطني مع الجيش اللبناني والتعاطف مع شهدائه، حيث بدأ النواب الذين تحدثوا بتوجيه التحايا الى الجيش ودعوا للوقوف خلفه لاستكمال تحرير الجرود من الإرهاب.
وأوضح رئيس الحكومة سعد الحريري، في كلمة له رداً على مداخلات النواب في ختام الجلسة، أن «ما يحصل في الجرود هو أكبر ثقة بدور الحكومة والدولة والجيش».
وعن قضية التبادل مع جبهة «النصرة» أكد أنه لم يخرج لبناني واحد او أجنبي محكوم بمعرض هذا التبادل.
وفي الملفات الحياتية والاقتصادية والمالية والبيئية التي أثارها النواب، أشار الحريري الى أننا «لم نستطع حتى اليوم الذهاب إلى عقد جديد مع الشركات الخلوية»، لافتاً إلى «أننا اليوم نجدد مرة تلو الأخرى حتى الوصول الى دفتر شروط لتدخل كل الشركات بمناقصة حقيقية لنزيد مدخول الدولة من قطاع الاتصالات».
وكشف أن هناك وزراء ونواباً يحملون هواتف والحكومة تدفع ثمن اتصالاتهم واتخذنا قراراً بأن نوقف كل هذه الأمور في أقرب وقت ممكن.
وأوضح الحريري أن «الكلام عن وجود هدر مقونن ناتج عن إيجارات مبانٍ لدولة، أؤكد ان الحكومة بصدد تجميع عدد من المباني الحكومية في بيروت، ما يؤدي لتخفيض الإيجارات الرسمية»، مشيراً إلى أن «الوجه الخطير للهدر المقونن يقوم على دعم الكهرباء منذ سنوات، فالدولة دفعت حتى الآن 30 مليار دولار لدعم الكهرباء».
وكانت الجلسة قد بدأت صباحاً بكلمة لرئيس الحكومة، واستكملت في المساء، وتناوب النواب من مختلف الكتل النيابية في الجلستين على مساءلة الحكومة وتوجيه الأسئلة إليها في ملفات متعددة، لكن لم تخرج غالبية الكلمات عن المألوف والتكرار، ولم تشهد الجلسة سجالات حادة لتجنب خرق الإجماع الوطني حول الجيش في معركة الجرود.
مقاربة مشتركة للأزمة السورية بين الحريري وأنصاري
في سياق آخر تمنى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري، للبنان المزيد من الوحدة الداخلية والتوافق السياسي والمزيد من المكتسبات والإنجازات السياسية البناءة لهذا البلد. وواصل أنصاري، الذي يزور بيروت راهناً، لقاءاته كبار المسؤولين فزار في اليوم الثاني على التوالي والوفد المرافق الذي يضم السفير الإيراني محمد فتحعلي، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتم عرض آخر التطورات في لبنان وسورية والمنطقة.
وزار الأنصاري، بيت الوسط والتقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يرافقه السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، بحضور النائب السابق باسم السبع، وعرض معه آخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار أنصاري الى أن «لبنان قد تمكّن من إنجار الكثير على طريق الانتصارات الميدانية المؤزرة ضد قوى الإرهاب والتطرف، ونحن على ثقة تامة أنه انطلاقاً من هذه الروحية، سوف يتمكّن لبنان من وضع حدٍّ نهائي لخطر الإرهاب والتكفير في ربوعه».
وشدّد المسؤول الإيراني على أن «تعزيز العلاقات والروابط بين إيران ولبنان لا يترك آثاراً إيجابية على البلدين فحسب، وإنما ينسحب في مجال إيجاد مناخات إيجابية ومؤاتية على صعيد المنطقة برمتها. ونأمل أن نوفق من خلال التعاون الثنائي بتطوير مستوى التعاون في المستقبل في المجالات كافة».
وأضاف أنصاري في رده على سؤال: «تطرقنا خلال هذا اللقاء إلى آخر مجريات الأوضاع في سورية، كان هناك اتفاق في وجهات النظر على ضرورة مواجهة قوى التكفير والإرهاب والتطرف في سورية ودول هذه المنطقة كافة، وأنه لا بد للحل السياسي من أن يشق طريقه ليضع حداً نهائياً لهذه الأزمة المستعصية في سورية. وأنا أعتقد أن هذه القواسم المشتركة، بغض النظر عن بعض التباينات والتفسيرات السياسية، بإمكانها أن تؤسس منطلقاً صلباً لحل الأزمة السورية، لا بل لكل الأزمات التي تعصف بدول هذه المنطقة وشعوبها».