واشنطن تحذّر باكستان إذا لم تغيّر سياساتها.. والأخيرة تردّ
أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أن «باكستان قد تفقد وضعها كحليف رئيسي للولايات المتحدة إذا لم تغير سياستها في احتضان الجماعات الإرهابية».
وقال تيلرسون خلال مؤتمر صحافي عقد في مقرّ وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن: «لدينا وسائل ضغط تمّ بحثها، منها، المساعدات العسكرية التي نمنحها لهم، وموقفهم كشريك وحليف غير عضو في حلف شمال الأطلسي».
وشدّد في هذا السياق على أن «كل هذا يمكن وضعه على الطاولة، لكن كما تعلمون في النهاية على باكستان أن تقرّر بنفسها ما هو في مصلحتها ومصلحة شعبها من الناحية الأمنية على المدى البعيد».
وامتنع رئيس الدبلوماسية الأميركية عن «تحديد رد الفعل واشنطن في حال امتناع إسلام آباد عن التعاون معها»، قائلا في هذا الشأن: «أنا لن أعلّق على ما الذي سيتضّمنه، لكن الرئيس كان واضحاً في أننا سنحمي قواتنا وموظفينا، وسنهاجم الإرهابيين أينما كانوا»، ما يعني أن الإدارة الأميركية لا تستثني ملاحقة هؤلاء داخل باكستان.
وكشف تيلرسون أنه تحدث في مكالمة مع رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي، بهدف تنبيهه «لما سيسمعونه في خطاب الرئيس» ترامب.
يذكر أنّ الولايات المتحدة في حاجة ماسة لباكستان، وهي الممر الحيوي لها لعملياتها في أفغانستان بما في ذلك تموين وتأمين احتياجات بعثتها وبعثة حلف شمال الأطلسي في هذا البلد.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجّه الاثنين الماضي تحذيراً شديداً لإسلام آباد، قال فيه «إنها ستفقد الكثير إن هي قامت بإيواء الإرهابيين في أراضيها».
جاء ذلك أثناء إعلانه عن استراتيجية أميركية جديدة في أفغانستان، لم يكشف عن بعدها العسكري، لكنه شدّد على أنّ «سحباً سريعاً للقوات الأميركية من هناك لن يحدث»، وحدد مطالب واشنطن من إسلام آباد بالخصوص.
في ما أبدت باكستان خيبة أمل من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها أمس: «ليس هناك بلد في العالم عانى من آفة الإرهاب كما عانت باكستان، وغالباً عبر أعمال منظمة تتجاوز حدودنا، لذا فمن المخيّب للآمال أن تتجاهل التصريحات الأميركية التضحيات الجسام للأمة الباكستانية».
وأضافت الخارجية الباكستانية أنّ «باكستان لا تسمح باستخدام أراضيها ضد بلد آخر. بدلاً من الاستناد إلى مزاعم خاطئة عن إيواء إرهابيين ، على الولايات المتحدة العمل مع باكستان لاستئصال الإرهاب».
في الوقت ذاته، دعت الخارجية في بيانها إلى «السلام والاستقرار في أفغانستان»، مؤكدة «رغبة باكستان المستمرّة في العمل مع المجتمع الدولي للقضاء على آفة الإرهاب».
من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، «أن باريس تدعم قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الإبقاء على القوات الأميركية في أفغانستان ومضاعفتها».
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان لها إن: «فرنسا تقر بأهمية هذا الالتزام قرار ترامب وتواصل المشاركة بحزم في مكافحة الإرهاب».
وكان الرئيس الأميركي أعلن الإثنين الماضي، عن استراتيجية جديدة حيال أفغانستان، تقضي بعدم سحب القوات الأميركية من البلاد، خشية وقوع فراغ أمني، بل ودعمها بتعزيزات جديدة.
وينتشر في أفغانستان حالياً نحو 8.4 ألف عسكري أميركي يخوضون عمليات لمكافحة الإرهاب ويدرّبون قوات الأمن الأفغانية.