أنصاري: بوحدتنا نواجه «إسرائيل» والإرهاب
واصل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري الذي يزور بيروت راهناً لقاءاته كبار المسؤولين، وزار في اليوم الثالث على التوالي يرافقه السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي. الرئيس العماد اميل لحود في دارته في برج الغزال، في حضور النائب السابق اميل اميل لحود.
وتمّ، بحسب بيان المكتب الإعلامي للرئيس لحود، خلال اللقاء، عرض المستجدّات على الساحة الإقليمية وتطوّرات الميدان في سورية ورؤية الانتصار لمحور المقاومة في هذه الحرب الكونية في سورية.
والتقى مساعد وزير الخارجية الإيراني البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي قدّم ميدالية سيدة قنوبين لأنصاري، الذي قال قبل مغادرته الديمان: «في ختام اليوم الثالث من زيارتي الحالية للبنان، وفي غروب هذا اليوم كانت فرصة سعيدة وطيبة للغاية جمعتنا بصاحب الغبطة البطريرك الراعي، حيث تحدّثنا عن الكثير من المواضيع ذات الاهتمام المشترك. واللقاء الأول الذي أجريته عند قدومي الى لبنان منذ يومين كان مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وها هو اليوم الأخير من زيارتي يختتم تقريباً بهذا اللقاء الطيب والكريم والمبارك مع صاحب الغبطة البطريرك. وأنا أعتبر أن هذا اللقاء الأول واللقاء الأخير يحمل في طياته دلالات طيبة للغاية. ونحن نعتبر أن لبنان في هذه المرحلة يعيش أياماً فيها الكثير من الإنجازات إن على المستوى السياسي، حيث شهدنا في المرحلة الماضية نوعاً من التوافق والشراكة السياسية والوحدة الوطنية الداخلية اللبنانية التي أدّت الى تحقيق الكثير من المنجزات والمكتسبات السياسية والبناءة للبنان الشقيق ومن ناحية أخرى شهدنا انتصارات ميدانية ومؤازرة كبرى في وجه الإرهاب والإرهابيين».
وتابع: لقد استعرضنا سويّة مع غبطته التهديدات والأخطار التي تهدّد هذه الأمة وشعوب هذه المنطقة برمّتها. كما تحدّثنا سوية عن السبل كافة الآيلة الى الوحدة والانسجام والتكاتف وتضافر الجهود والقوة من قبل كل الخيرين والمخلصين والغيارى من أبناء هذه المنطقة سواء أكانوا مسيحيين أم مسلمين، من أجل درء هذه الأخطار كلها وهذه التهديدات كلها عن شعوبنا ومنطقتنا. ونحن على ثقة تامة في أن صاحب الغبطة والبطريركية المارونية، كانت وما زالت وستبقى داعمة ومؤازرة لكل أمر من شأنه أن يحقق الوحدة الوطنية في لبنان، ويحقق المصالح اللبنانية الوطنية والمصالح الوطنية العليا لهذا البلد».
وزار أنصاري يرافقه السفير الإيراني رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في بنشعي.
ولفت أنصاري في تصريح بعد لقائه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجّرين طلال أرسلان إلى «أننا نشعر أن هناك أجواء من الوحدة الوطنية والشراكة والتوافق السياسي الداخلي الذي برز طوال الفترة الماضي. هذه الوحدة الوطنية التي تجلت من خلال أمرين أساسيين، الأمر الأول هو هذا الاحتضان الشعبي اللبناني العارم للجيش اللبناني الباسل من جهة وللمقاومة اللبنانية البطلة من جهة أخرى في مجال التصدّي المشترك لدرء الخطر الإرهابي المتطرّف عن لبنان، وانعكس من ناحية أخرى في مجال الإنجازات السياسية الهامة التي تحقّقت في لبنان سواء من خلال المصادقة على قانون جديد للانتخابات التشريعية أو من خلال الإنجازات السياسية البنّاءة».
وقال «نحن نعتبر أن الإنجازات والانتصارات الميدانية الكبرى التي تحققت على الأرض في مجال مواجهة الإرهاب والإرهابيين سواء في لبنان أو في المنطقة. هذا الأمر يُعتبر مؤشراً إيجابياً بأننا بدأنا نقترب رويداً رويداً من البوصلة الأساسية باتجاه تحرير فلسطين المحتلة من براثن الكيان الصهيوني، لأننا حقيقة نعتبر أنه طوال الفترة الماضية وبسبب وجود هذه الظاهرة المشؤومة المتمثلة بالإرهاب، هذه الظاهرة كانت تشغلنا في مواجهتها ومقارعتها، لذلك فعندما نضع حداً نهائياً لهذا الإرهاب التكفيري، فبإمكاننا أن نتوحّد مرة أخرى كقوى تنتمي إلى جبهة المقاومة والممانعة من أجل العودة إلى الجذور إلى الينابيع إلى تحرير فلسطين.
ولفت أرسلان من جهته إلى «أننا نقدّر عالياً دور إيران بدعمها للمقاومة الوطنية، وما تعني المقاومة الوطنية في النسيج الوطني العام في لبنان، وانعكاسات هذا الوضع على الأمة بشكل أساسي»، معتبراً أن «منطقة الشرق الأوسط بأسرها بحاجة إلى هذا الدور الفعال الذي تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبحاجة إلى هذا الدعم وبحاجة إلى هذا التبني من أجل محاربة القوى الإرهابية التي هي في قاموسنا عملة واحدة للصهيونية «الإسرائيلية» في هذه المنطقة».
وأكد أنصاري خلال لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن الوسيلة الفضلى لمواجهة خطرَيْ «إسرائيل» والإرهاب اللذين يتهدّدان الأمة جمعاء هي ولوج باب الوحدة والتلاقي والتكاتف والحوار، والوقوف إلى بعضنا بجانب بعض من خلال التوافق الداخلي بين بلداننا وأوطاننا ومجتمعاتنا، مشدداً على أن إيران خشبة خلاص وضمانة للمسلمين في العالم.
وقال بعد اللقاء: «الساحة اللبنانية طوال الفترة الماضية كانت هناك سلسلة من الإنجازات السياسية الهامة التي تحققت في لبنان بفضل روح الشراكة والوفاق والوحدة الوطنية. كما كانت هناك سلسلة من الانتصارات الميدانية الكبرى التي حققها لبنان ضد الإرهاب والإرهابيين بفضل هذا التلاحم والتكاتف بين الدولة والجيش والشعب والمقاومة، ونأمل أن تسري هذه الروح الفاضلة، روح التوافق والوحدة والشراكة على المنطقة الإسلامية كلها وكل المنطقة العربية كي نشهد في المستقبل القريب حلاً للازمات المستعصية كلها التي تعصف بهذه المنطقة».
وتابع: «إذا عرضنا ما يحصل على الساحة الفلسطينية، نجد أنه في هذه المرحلة ينهض الشعب الفلسطيني المقاوم والمناضل والمجاهد، وحيداً في انتفاضته وفي حراكه الشعبي، متصدّياً للكيان الصهيوني والاحتلال «الإسرائيلي»، ولكن نرى أن هذه الانتفاضة بقيت يتيمة وحيدة، لأن العالم الإسلامي في هذه المرحلة منشغل بصراعاته وأزماته الداخلية، من هنا نحن ندعو مرة أخرى إلى الوحدة الإسلامية بين الأقطار الإسلامية كلها، لأن هذه الوحدة من شأنها أن تضع حداً نهائياً، لكل هذه الأزمات والقلاقل والاضطرابات، وأن تعيد البوصلة مرّة أخرى إلى اتجاهها الصحيح صوب فلسطين المحتلة وصوب احتضان ومؤازرة ومساندة من الشعب الفلسطيني المجاهد في مقاومته ومقارعته للكيان الصهيوني المحتل. وعندما نتحدث عن الوحدة والتلاقي وعن حلّ المشكلات المستعصية، فلا بدّ لنا من أن نستذكر الدور الهام والجليل والبنّاء الذي ينهض به علماء الدين الإسلامي الإجلاء، ومنهم بطبيعة الحال مفتي الجمهورية اللبنانية الذي نعوّل أهمية كبرى على دوره الإسلامي الوحدوي الجليل، إضافة إلى بقية المرجعيات الدينية والروحية السمحة الموجودة في هذا البلد الشقيق، لأن هذا الدور بالذات هو الذي يعوّل عليه في ترسيخ روح الوحدة وفي نبذ التفرقة والتشتيت».
وزار مساعد وزير الخارجية الإيرانية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، بحضور نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، المفتي السيد علي مكي، والأمين العام للأوقاف الشيخ حسن شريفة، وعضو الهيئة الشرعية في المجلس السيد كاظم إبراهيم، وتمّ البحث في تطوّرات الوضع في العالمين العربي والإسلامي.
وقال الشيخ قبلان: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي خشبة خلاص وضمانة للمسلمين في العالم ويجب أن تبقى صلة وصل بين المسلمين وراعية وحدتهم بعدما سقطت المؤامرة الخبيثة التي سعت إلى تفتيت الأمة ونحن نعوّل عليها لإحقاق الحق وسنتعاون معها ومع علمائها وسياسييها لمواجهة خطر العدوّين الصهيوني والتكفيري».
وأشار أنصاري بتصريح إلى أننا على أعتاب الذكرى السنوية لاختطاف الإمام موسى الصدر. هذا الإمام الكبير الذي غرس من خلال فكره النيّر البذور الأولى للمقاومة اللبنانية في وجه الكيان الصهيوني. هذا الكيان المغتصب لأرض فلسطين المحتلة وبذر من ناحية أخرى الغرسة الأولى والأساسية للوحدة الوطنية وللشراكة السياسية وللتوافق والتكاتف والتعاون بين العائلات الروحية التي تعيش في ربوع هذا الوطن».
وأضاف: «نحن نعتبر أننا في هذه المرحلة الراهنة لا نزال في أمس الحاجة إلى استلهام هذا الفكر الراقي والنيّر الذي حمله وبشّر به على الدوام الإمام السيد موسى الصدر، ونحن بحاجة إلى بث هذه الروح ليس فقط في لبنان، وإنما في كل أرجاء الامتين العربية والاسلامية. هذه الروح التي تتمثل من جهة في طريق المقاومة والتصدي إن كان للكيان الصهيوني او الارهاب التكفيري. وهذه الروح التي تؤكد على الدوام أنه ينبغي علينا جميعاً، لكوننا ننتمي الى نسيج هذه المنطقة، أن نتحلى بالوحدة والتلاقي والشراكة والانسجام بيننا.