وزاخاروفا ترى أنّ «أستانة 6» في النصف الثاني من أيلول
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن «عدم وجود مكان للاستياء في ما يتعلّق بالتعاون بين روسيا وأميركا في سورية».
وأعرب لافروف في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية كمبوديا براك سوكخون في موسكو أمس، عن أمل بلاده بأن يتم قريباً إتمام الاتفاقات الخاصة بإنشاء منطقة تخفيف توتّر رابعة في محافظة إدلب. وقال: «في ما يتعلّق بمسألة مناطق تخفيف التوتّر في سورية، نحن نراهن على أنّ ما يجري حالياً من مشاورات مكثّفة بين المشاركين في منصّة أستانة سيسمح لنا بالاتفاق بشأن المنطقة الرابعة في إدلب، وذلك بعد إقامة مناطق تخفيف التوتّر في جنوب غربي سورية وفي الغوطة الشرقيّة وفي ريف حمص».
وأوضح لافروف، أنّه من أصعب المهمّات أثناء الاتفاق حول مناطق تخفيف التوتّر فصل «المعارضة» عن الإرهابيّين، ولا سيّما تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر كانت تعد بالقيام به إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لكنّها فشلت في ذلك.
وأشار لافروف إلى أنّ اتفاقات مناطق تخفيف التوتّر ستُسهم بتهيئة الظروف المؤاتية لوقف إراقة الدماء وإيصال المساعدات الإنسانيّة وبدء الحوار «المباشر» بين الحكومة السورية و«المعارضة»، مؤكّداً أنّ هذه الاتفاقيات لا يمكن أن تشمل الإرهابيّين مثل تنظيمَي «جبهة النصرة» و«داعش» أو التنظيمات الأخرى المدرجة على لوائح الإرهاب، وهي لا تزال هدفاً مشروعاً للقصف.
وأعرب لافروف عن استعداد بلاده لتوسيع نطاق التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن الأزمة في سورية وغيرها من الأزمات، وخصوصاً بعد التصريحات الأميركيّة الأخيرة «التي تحفّز هذا المنهج»، موضحاً أنّ هناك تهديداً للجميع، ولا سيّما أنّ الإرهابيّين يبرزون حالياً في القارّة الأوروبية وفي جميع أنحاء العالم.
وقال لافروف: «بالنسبة للعلاقات بين موسكو وواشنطن، ومدى تأثير ذلك على العمل في سورية، كما تعلمون نحن برغماتيّون، ونحن نفهم أنّ هذا ليس المكان المناسب للاستياء، وللفهم الخاطئ لمعنى الهيبة، فالحديث يدور عن التهديد لنا جميعاً، وعن مصائر شعوب المنطقة، وسورية والدول الأخرى».
وفي سياقٍ متّصل، يتواصل ممثّلو القوّات الروسية والأميركية، ما بين 10 و12 مرة في اليوم، عن طريق خطّ هاتفي ساخن لمنع وقوع حوادث في أجواء سورية، حسبما ذكرت وكالات نقلاً عن مسؤولين أميركيّين لم تسمّهم.
وشدّد المسؤولون على أنّ هذه الاتصالات تساعد الولايات المتحدة وروسيا على تفريق طائراتهما في سماء سورية، وتمنع حوادث محتملة بينها.
ونقلت الوكالة عن قائد القوّات الجويّة الأميركيّة في منطقة «الشرق الأوسط»، الجنرال جيفري هاريجيان، قوله: «تمكّنا من حلّ بعض المهمّات الصعبة. وبصفة عامّة، وجدنا وسيلة للحفاظ على خط لحلّ النزاعات المحتملة ومواصلة مهمّتنا».
من جهتها، أعلنت المتحدّثة بِاسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنّ الجولة السادسة من اجتماع أستانة بشأن الأزمة في سورية ستُعقد في النصف الثاني من شهر أيلول المقبل.
وكان وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمانوف، أعلن الثلاثاء الماضي أنّ الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا ستعقد لقاء قبل نهاية آب الحالي لتحديد موعد اجتماع أستانة 6 وجدول أعمال اللقاء، مبيّناً أنّ اللقاء قد يُعقد «بشكلٍ مبدئيّ» منتصف الشهر المقبل.
وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحافي اليوم: «ندعو شركاءنا الإقليميّين والدوليّين في فترة ما قبل الاجتماع الدولي بشأن سورية في أستانة، المقرّر عقده في النصف الثاني من شهر أيلول، إلى دعم الجهود المبذولة لمكافحة الإرهابيّين في سورية واتخاذ مزيد من الجهود في البحث عن حلول توافقيّة للأزمة».
ميدانيّاً، سيطر الجيش السوري على جبل الضاحك في ريف حمص الشمالي الشرقيّ، يعني أنّ تنظيم «داعش» بات مطوّقاً في البادية السوريّة، بعد إحكامهم السيطرة على «جبل الضاحك» و«خربة الطلاع» و«وادي أبو قلة «، وبالتالي محاصرة التنظيم في مساحة واسعة تُقدّر بحوالى 2000 كم مربع في ريف حمص الشمالي الشرقي والتقائهم بالقوّات المتواجدة شمال مدينة السخنة.
وأفادت خليّة الإعلام الحربيّ المركزيّ، أنّ القوات الحكوميّة وحلفاءها المتقدّمين من ريف الرقة الجنوبي حقّقوا هذا الإنجاز بالغ الأهمية، بعد سيطرتهم على جبل الضاحك وخربة الطلاع ووادي أبو قلة، ممّا أتاح لهم الالتقاء بالقوّات الأخرى الموجودة في شمال مدينة السخنة المحرَّرة.
وأضاف الإعلام الحربيّ، أنّ الجيش السوري، مدعوماً من القوّات الرديفة، بسط السيطرة الكاملة على بلدة جني العلباوي والتلال المحيطة بها في ريف حماة الشرقي، مؤكّداً أنّ «داعش» تكبّد خسائر بشريّة جرّاء الاشتباكات.
ونشر الإعلام الحربي خريطة تظهر آخر التطوّرات الميدانيّة في المنطقة بعد إحكام القوّات الحكومية الحصار على الجيب الذي يقع غرب السخنة، وهو يُعتبر ثاني أكبر جيوب سيطرة «داعش» في البلاد.
من جانبه، أشار مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن، إلى الأهمية الاستثنائيّة لهذا الإنجاز، مضيفاً أنّه أهم من معركة تحرير دير الزور، لأنّه أتاح للقوّات السوريّة القضاء على أهم معاقل «داعش» في البادية.
وفي السّياق، سيطر الجيش السوري والحلفاء على بلدة جني العلباوي والتلال المحيطة بها بريف حماة الشرقي.
وفي حماة، استعاد الجيش والقوّات الرديفة السيطرة على نقطتَيْن تقعان على خط البترول شرق السلميّة بعد معارك مع مسلّحي «داعش».
كذلك صدّ هجوماً لـ«داعش» على مواقع له في بلدة السعن، فيما استهدف سلاحا الجوّ والمدفعيّة تحرّكات «داعش» بين وادي العذيب وقرية الشيخ هلال القريبَين من السعن، ليستمرّ حصارُ مسلّحي التنظيم شرق منطقة السلمية على مساحة تبلغُ نحو أربعة آلاف كيلو متر مربع.
وفي دير الزور، أكّدت مصادر أنّ طرد «داعش» من البادية سيكون قريباً، لأنّ الجيش السوري والحلفاء يستعجلون المعركة فيها.
وأشارت المصادر إلى أنّه «بالقضاء على جيوب «داعش» في البادية سيتمكّن الجيش السوري من الالتقاء بحامية دير الزور»، مضيفة أنّ 7 شهداء مدنيّين سقطوا بغارات للتحالف على مدينة الميادين.
وفي هذا السِّياق، ذكرت وكالة سانا أنّ تنظيم «داعش» تكبّد خسائر بالأفراد والعتاد خلال عمليات الجيش السوري على تجمّعاته ومحاور تحرّك عناصره.
وذكر مراسل الوكالة في دير الزور، أنّ وحدات من الجيش خاضت خلال الساعات الماضية اشتباكات متقطّعة مع مجموعات من «داعش» في محيط المطار ومنطقتَيْ المقابر والبانوراما، ما أسفر عن إيقاع قتلى ومصابين بين صفوف التنظيم.
وذكر الإعلام الحربيّ، أنّ سلاحَيْ الجوّ السوريّ والروسيّ استهدفا مسلّحي «داعش» في البغيلية وعياش في ريف دير الزور.