عشق الصباح
كان البحر بهدوئه المُدهش تحت تلألؤ وهج الشمس يرسم باللازورد لوحة ساحرة، وشربت حتى ملّ الكأس منّي وما ارتويت. أنا الموجوع بالشوق النازف حنيناً، جئت أخبّئ سرّ حكايانا في الموج كما في أفلام السينما الرومنسية. وكان يرقب لهفتي المسكونة بالصمت رفّ نوارس يطوف فوق الشاطئ كأنه يرقص على عزف موسيقى غير مرئية! ربما كنت الوحيد الذي يسمعها ويترنّم طرباً! قال البحر، أو ربما، هكذا خُيّل إليّ: «أليس من العجيب أن تُحدث طيفاً غير مرئيّ؟». كأنه لا يدري أنّ المحبّين يسكنون الخيال فيتجلّى طيفك حيث أكون؟
أنت امرأة تختصرين كل الأنوثة في جمالك الأخاذ حتى الاشتهاء، أينما اتجهتِ تضج الأمكنة بالعطر! بي شوق لصوتك، لضحكتك، لحديث المشتهى، لوجهك المسكون بالورد. وبي شوق لأحكي على صدركِ كلّ حكاياتي. في غيابنا الموجع أتقلب على جمر الحنين، كأني للمرّة الأولى ألتقي أنثى ضاجة بالحياة حتى أصبحت طيف خيالات البوح والإبداع عندي! كلما كنت هنا على شط البحر وحيداً، تسقيني من معتّق رحيق الشفاه حتى تُسكرني! نسيت أن أحكي لكِ عن البحر وغروب الشمس وعاشقين كانا يتوكّآن على موجة عابرة يتبادلان القبل المشتعلة كأنهما وحيدين في عالم متخيل؟ وأنا ألقي بكمشة رمل للموج وأدندن مع عبد الحليم «الموج الأزرق في عينيك يناديني نحو الأعمق، وأنا ما عندي تجربة بالعشق ولا عندي زورق»! اشهد يا بحر أني في عينيها مذ تلاقينا للمرّة الأولى، أغرق، أغرق حتى قيامة العشق!
حسن ابراهيم الناصر