المجمع الأنطاكي: مسيحيو المشرق ليسوا زواراً أو طارئين
نوّه المجمع الأنطاكي لكنيسة الروم الأرثوذكس بالمواقف الصادرة عن «عقلاء مسلمين» ودعوهم إلى «ضرورة بلورة تعليم واضح يعترف بحرية الأديان». كما شدّدوا على «أنّ المسيحيين هم أبناء هذا المشرق وبناة حضارته وليسوا زواراً فيه أو طارئين عليه».
فقد أنهى المجمع أعماله أمس، والتي كانت بدأت في 7 تشرين الاول الحالي في المقر البطريركي في البلمند، وأصدر بياناً ختامياً أذاعه أمين سر المجمع الأسقف افرام معلولي، الذي أشار إلى أنّ المجمع «توقف بأسى وأسف شديدين أمام الغموض الذي ما زال يكتنف قضية المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ سنة ونصف، وسط صمت العالم وتعاميه عن هذه القضية الإنسانية المحقة»، داعياً «المجتمع العالمي والعربي إلى العمل الجاد لكشف مصير المخطوفين من مطارنة وكهنة وعسكريين ومدنيين».
وتوقف الآباء عند المآسي المستمرة «التي تعصف بهذا الشرق والتي تحاول أن تمزق نسيجه الاجتماعي وتطمس حضاراته الضاربة في القدم وتستعبد إنسانه للعنف والخوف والبؤس والجهل، فشددوا على أنّ المسيحيين هم أبناء هذا المشرق وبناة حضارته وليسوا زواراً فيه أو طارئين عليه».
ودعا المجمع المسيحيين إلى «عدم مقاربة الأزمة التي تعصف ببلدانهم بمنطق طائفي أو أقلوي، لأنّ هذه الأزمة ليست مواجهة بين أديان، بل بين مصالح عظماء هذه الأرض الذين يستخدمون الأديان مطية لأهوائهم، والأديان منهم براء».
وتابع البيان: «إنّ الحضور المسيحي الفاعل في هذا الشرق يبقى حضوراً منفتحاً مع المسلمين في نضال مستمر معهم من أجل الحرية والسلام والمواطنة الحق وكرامة الإنسان ونموه، حضوراً ينبذ التطرف والإرهاب ويتشبث بهذه الأرض التي جبلت بدماء أبنائها المخلصين وروتها دماء القديسين الذين عاشوا فيها، وينوهون بالمواقف الصادرة مؤخراً عن عقلاء المسلمين، ويدعون هؤلاء إلى ضرورة بلورة تعليم واضح يعترف بحرية الأديان».
وناشد الآباء المجتمع الدولي «العمل الجاد على إحلال السلام في سورية التي يدفع إنسانها ضريبة باهظة للغة المصالح وللغة القتل والإرهاب والتكفير».