الجيش يمهّد للمرحلة الأخيرة لـ«فجر الجرود» بقصف مواقع بقايا «داعش» والجيش السوريّ والمقاومة يحرّران المزيد من المناطق في القلمون

أعلنت قيادة الجيش- مديريّة التوجيه أنّ مدفعية الجيش وطائراته واصلت قصف ما تبقّى من مراكز تنظيم «داعش» الإرهابي في وادي مرطبيا، واستهداف تحرّكات الإرهابيّين وتجمّعاتهم، ما أسفر عن سقوط عدد من الإصابات في صفوفهم، فيما تتابع القوى البريّة تضييق الخناق عليهم، والاستعداد القتالي لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية فجر الجرود، كما تستمر الفرق المختصة في فوج الهندسة في شقّ طرقات جديدة، وإزالة العبوات والألغام والأجسام المشبوهة من مختلف المناطق التي حرّرها الجيش.

أمّا في القلمون الغربي، فقد سيطر الجيش السوري ورجال المقاومة على العديد من المناطق والمعابر التي كان يحتلّها مسلّحو «داعش»، ومن هذه المناطق مرتفع ضليل الفاخورية، وادي الحمام، أطراف مرتفع ضهور الخشن من الجهة السوريّة، سرج القواميع، سهل وخربة مرطيسة وسهل الفاخورية غرب جرد البريج عند الحدود السوريّة اللبنانيّة في القلمون الغربي، وعلى قرنة تم المال في المحور الجنوبي والتي تُكمل الإشراف على معبر الشاحوط عند الحدود السوريّة اللبنانيّة.

أمّا أهم المعابر الرئيسيّة التي سيطر عليها الجيش السوري والمقاومة حتى الآن في جرود القلمون الغربي، فهي:

معبر سن فيخا: يصل جرود بلدة البريج السورية ويصل إلى الحدود اللبنانية ويمرّ بخربة حورته ومنه إلى جرود رأس بعلبك، ويتفرّع منه إلى جرود القاع اللبنانية إضافة لاتصاله بمعبر ميرا في داخل الأراضي السورية.

– معبر ميرا: يصل جرود قارة بالبريج، إضافة لاتصاله بمعبر سن فيخا ومنه إلى جرود القاع ورأس بعلبك اللبنانية.

– معبر رأس الشاحوط: يبدأ المعبر من جرود قارة، ويتّجه غرباً إلى ناحية خربة قر علي، ليصل إلى الحدود اللبنانيّة عند «قرنة المال» ليتفرّع منه طريق وحيد يصل إلى حليمة قارة مروراً بوادي الشاحوط، المتّصل بخربة العجرم، في جرود بلدة عرسال.

– معبر الزمراني: وهو عند الحدود السوريّة اللبنانيّة ويربط جرود الجراجير بجرود عرسال.

– معبر أبو حديج: يربط جرود الجراجير بجرود عرسال، وله اتصال مع معبر الزمراني عند الحدود السوريّة اللبنانيّة.

أمّا المعابر المتبقّية تحت سيطرة «داعش» في جرود القلمون الغربي، فهي:

– معبر مرطبية: يصل جرود بلدة قارة بجرود عرسال ورأس بعلبك.

– معبر الشيخ علي: يصل الأراضي السوريّة من جرد قارة ومرتفع حليمة قارة إلى جرود عرسال اللبنانيّة في المحور الشرقي لجرود القلمون الغربيّ.

وفي سياقٍ متّصل، أعرب السفير الإيطالي ماسيمو ماروتي لقائد الجيش العماد جوزف عون، بعد زيارته له قبل ظهر أمس في مكتبه في اليرزة، عن دعم الحكومة الإيطاليّة الكلّي للقوّات المسلّحة اللبنانية، وأثنى على الجهود التي بذلها الجيش خلال عملية «فجر الجرود».

وأعرب عن تعازيه الحارّة للخسائر الفادحة في أرواح الجنود العسكريّين، مشدّداً على التزام إيطاليا مساعدة لبنان في مجال الدفاع.

تحيّات للجيش والمقاومة

وفي المواقف من معركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من الإرهابيّين، حيّا رئيس «اتحاد العلماء المسلمين» أمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود المقاومة والجيش اللبناني، لافتاً إلى أنّ «مواجهة الإرهاب في الجرود كانت بأفضل الطرق وبأقلّ الخسائر، ما أعاد لنا الثقة بالنفس وفتح أبواب المستقبل إلى الأفضل، وثبّت معادلة الجيش والشعب والمقاومة وأسكت الذين يكذبون على الوطن، الذين يحاولون تشويه صورة الوطن ككلّ وصورة هذه المعادلة الذهبيّة التي ثبّتتها الدماء الزكيّة والتضحيات الغالية».

من جهته، اعتبر العلّامة الشيخ عفيف النابلسي في تصريح، «أنّ بعض القوى اللبنانيّة تحاول قدر جهدها أن تمنع معادلة الجيش والشعب والمقاومة أن تسود. ربما ترتضي بالجماعات الأشدّ شراسة وتطرّفاً أن تحتلّ مساحات من الأراضي اللبنانية وتقيم إمارتها عليها، ولا ترتضي أن يكون هناك تنسيق بين الجيش والمقاومة».

أضاف: «لقد فشل مشروع أميركا وانتهى دور هؤلاء الإرهابيّين بقوّة وتضحيات الجيش والمقاومة، ونحن أمام مرحلة جديدة فيها الأمل لكلّ الوطنيّين والخيبة والخسران لكلّ من مارس الخداع وتصنيع الأوهام والتضليل والكذب».

وتقدّم «المكتب العمالي» لحزب «التحرّر العربي – تيّار الرئيس عمر كرامي»، من قيادة الجيش ضباطاً ورتباء وأفراداً، بـ«أحر التهانئ بالنصر الذي تحقّق في معركة فجر الجرود على يد أبطال الجيش اللبناني، باستعادة الأرض التي كانت محتلّة من قِبل الإرهاب التكفيري».

وأشار في بيان إلى «أنّنا نقف خلف قيادة الجيش بالخطوات التي يقوم بها، ونتقدّم بأحرّ التعازي من قيادة الجيش وذوي الشهداء على العمل البطوليّ الذي قاموا به، ونتمنّى الشفاء العاجل للجرحى الذين رفعوا رأس لبنان عالياً».

وأقامت جمعية «أنصار الوطن» احتفالاً لمناسبة الذكرى الثالثة لشهداء الجيش الذين سقطوا في عرسال، في مهنيّة البلدة، في حضور ممثّل قائد الجيش العميد الركن حنا زهوري، وعدد من الضباط وفاعليات بلدية واختيارية من عرسال والجوار وعوائل الشهداء.

وألقى العميد الركن زهوري كلمة قائد الجيش، قال فيها: «إنّ للتضحية القصوى التي بذلها شهداؤنا الأبطال في الموقعات البطوليّة التي خاضها الجيش ضدّ التنظيمات الإرهابية خلال العام 2014، وفي هذه المنطقة العزيزة من خارطة الوطن، الأثر الكبير في تأكيد قدرة الجيش على مواجهة الشدائد التي تعصف بالبلاد، هذه القدرة التي أثبتها رجالنا الميامين يثبتها رفاقهم اليوم وهم يتقدّمون بكلّ شجاعة وبسالة لدحر الإرهابيّين وطردهم من الجرود وكشف مصير جنودنا المخطوفين، وبالتالي إزاحة عبء ثقيل عن كاهل أهالي البلدات الحدوديّة وفي طليعتها أنتم في بلدة عرسال».

وألقى كلمة جمعيّة «أنصار الوطن» أمين السر العام والمسؤول الإعلامي عادل حاموش، الذي قال: «اليوم للشعب اللبناني ملء الثقة بحكمة قيادة الجيش التي حمت عرسال وأهلها، وكان العماد المغوار جوزيف عون هو الأمل في هذه المرحلة الصعبة».

وألقى كلمة عوائل الشهداء هيثم عزّ الدين، شقيق المؤهّل الشهيد زاهر عز الدين، فأكّد «أنّ عرسال لم تكن في يوم من الأيام محلّ تهديد لجيرانها، بل كانت وإياهم في خندق واحد في سبيل تحصيل موارد الرزق».

وألقت وعد الحجيري كلمة جمعيّة أنصار الوطن – فرع عرسال، توجّهت فيها إلى أهالي منطقة بعلبك الهرمل بالقول: «نحن منكم ولكم وأنتم منّا ولنا، وما يصيبكم يصيبنا، وما يسرّكم يسرّنا، ولا مكان لدعاة التفرقة والتحريض المذهبيّ والتعصّب الديني بيننا، ستعود المياه إلى مجاريها وتندمل الجراح بفضل حكماء الرأي والمشورة».

بعد ذلك، أزاح الحاضرون الستارة عن اللوحة التذكاريّة لشهداء الجيش والبلدة، الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن.

مساعدات من كهرباء زحلة

إلى ذلك، أرسل المدير العام لكهرباء زحلة أسعد نكد قافلة المساعدات من أجل «جيشنا البطل» إلى منطقتَي القاع ورأس بعلبك، للمساهمة في صمود الأهالي ودعماً للجيش الذي انتصر في معركته ضدّ الإرهاب في معركة «فجر الجرود».

وأكّد نكد، أنّ «من واجبنا وواجب كلّ اللبنانيين الوقوف إلى جانب الجيش اللبناني البطل ومؤازرته في معركته ضدّ الإرهاب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى