جمعة أطلع أهالي ضحايا الطائرة الجزائرية المنكوبة على مستجدات التحقيقات وتشكيل لجنة للمتابعة
عقد المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، اجتماعاً في مقر المديرية، في حضور رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، وضع فيه أهالي ضحايا الطائرة الجزائرية التي سقطت فوق مالي في 24 تموز الفائت، وعلى متنها 119 راكباً بينهم 19 لبنانياً، في ما آلت إليه الاتصالات بشأن الضحايا اللبنانيين.
ولفت جمعة «إلى أنّ الاجتماع يعكس مدى اهتمام الدولة، بكل أركانها بهذه القضية»، مشيراً إلى «أنّ وزارة الخارجية دأبت منذ وقوع الحادث على متابعته على الأرض، ومتابعة التحقيق في شقيه الفني أو إجراء فحوصات الحمض النووي «دي أن إي».
وأعلن جمعة أنه تحدث أمس، إلى سفير لبنان في الجزائر، منبهاً أهالي الضحايا إلى «الرسائل المباشرة التي تصلهم من الطيران الجزائري، من دون المرور بالسفارة اللبنانية في الجزائر»، وطلب من السفير أن يطلع على كل هذه الرسائل، «لتكون السفارة في خدمتهم».
وأكد جمعة «أنّ الدولة اللبنانية تلاحق من خلال سفاراتها في مالي والسنغال وفرنسا والجزائر وساحل العاج، كل الأمور المتعلقة بقضية الطائرة المنكوبة».
وعرض جمعة خلال الاجتماع ما جاء في التقرير المرحلي لتقدم التحقيقات بهذا الشأن، وجاء في التقرير «أنّ الرحلة كانت تسير في شكل طبيعي وعادي في الدقائق الـ 30 الأولى، والظروف المناخية كانت طبيعية نسبة الى هذا العام، وكان طاقم الطائرة الإسباني على دراية كافية بهذه الظروف، ولديه الكثير من الخبرة، وكان مرتاحاً وليس مضغوطاً، والرحلة كانت طبيعية في بدايتها لكن تم استعمال القيادة الميكانيكية بعد 30 دقيقة».
وأضاف جمعة: «في الساعة 1:41 كان الاتصال الأخير مع برج المراقبة في ميامي، وفي الساعة 1:51 دقيقة بدأت المحركات تتباطأ، وانفصل المقبض الأوتوماتيكي عن العمل بعد 30 ثانية، حيث كانت بداية سقوط الطائرة الذي استمر لمدة دقيقتين، وارتطمت بالأرض بشكل عمودي وخلفت حفرة بعمق متر واحد».
ولفت إلى «أنّ التحقيقات جرت على 3 محاور: سلوك الطائرة وسبب انخفاض سرعة المحركات، وسبب انفصال المقبض الأوتوماتيكي وما إذا كان انفصل أوتوماتيكياً أو بعمل إرادي».
وأشار التقرير، بحسب جمعة، إلى «أنّ الركاب لم يعلموا أنّ الطائرة تسقط، وقد يكونون قد شعروا بذلك خلال ارتطامها الأخير قبل أن تصل إلى مسافة معينة من الأرض».
وأشار إلى «أنّ الصندوق الأسود لم يتأذَ من جراء الارتطام، لكن يوجد تشويش في الصندوق الذي يسجل المحادثات».
وأكد جمعة، وبحسب التقرير أيضاً، «أنّ الطائرة لم تتصل بأحد ولم تطلب النجدة، وحتى الآن لم يثبت أنّ الطائرة انفجرت في الجو أو أصيبت بأي صاروخ».
وبالنسبة إلى فحوصات «دي أن آي»، لفت جمعة إلى «أنه يجرى في أفضل مختبر في فرنسا»، مشدّداً على «أنه لا توجد بين ضحايا الطائرة جثة كاملة أبداً، بل هناك 1161 قطعة من الأشلاء، جمعت من مكان الحادث في أكياس مرقّمة ومختومة وموضبة، حفظت في برادات ثم أرسلت إلى فرنسا بواسطة طائرة خاصة ومبردة. وقد وصلت العينات إلى فرنسا في 3 أيلول الماضي، ووضعت في تصرف خبراء تحت إشراف القضاء الفرنسي».
وأعلن جمعة «أنّ مرحلة أخذ عينات «دي أن آي» انتهت، إما من أصحاب العلاقة مباشرة أو من الأقارب أو من أغراض الضحايا الشخصية»، لافتاً إلى «أنّ عدد العينات المأخوذة هي لـ115 راكباً».
أما بالنسبة إلى الأغراض الشخصية، فأشار جمعة إلى «أنها حفظت وستعرض قريباً على أهالي الضحايا في مالي ليتم تسليمها إليهم»، معلناً «أنه سيدعو الأهالي «في أقرب وقت، ويمكن أن يكون في تشرين الثاني المقبل، للذهاب إلى الموقع في مالي، للاطلاع على هذه الأغراض والتعرف اليها»، لافتاً إلى «أنّ كثيراً منها قد تلف بسبب الحادث، والقضاء الفرنسي يتابع ويحقق جنائياً في الموضوع».
وأوضح أنّ «الشرطة الفرنسية بناء لأمر القضاء الفرنسي أعلنت وفاة الركاب الفرنسيين، أما في لبنان فرئيس الحكومة يتشاور مع وزير العدل لإعلان القضاء اللبناني وفاة الضحايا».
وقال: «نحن نتابع الموضوع بالطريقة المناسبة. وهناك خبير من وزارة الأشغال العامة والنقل والخبير فؤاد أيوب يتابعان مع الجهات المعنية نتائج الـ «دي أن إي»، لكنّ النتائج لن تصدر في شكل إفرادي، بل في شكل عام وبوقت لا يتعدى منتصف كانون الثاني 2015».
ثم طرح أهالي الضحايا بعض الاستفسارات على جمعة وخير، مشدّدين على عدم إعلان وفاة أبنائهم قبل الانتهاء من فحوصات الحمض النووي.
وفي نهاية الاجتماع، تمّ تأليف لجنة من أهالي الضحايا لمتابعة كافة المستجدات والتحقيقات التابعة لهذه القضية.