رئيس الجمهورية: نتطلّع بعزم إلى تحرير ما تبقى من أرض الجنوب من الاحتلال «الإسرائيلي»
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطلّع «بعزم وثبات إلى تحرير ما تبقى من أرض الجنوب من الاحتلال «الإسرائيلي»، كما تحررت جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك، ليكتمل فرحنا ونكمل ما نقص من سيادة لبنان»، لافتاً إلى أن الاحتفال بالعيد الـ72 للأمن العام «يتزامن مع مشاعر فخر واعتزاز بقواتنا المسلّحة ومؤسساتنا الأمنية تسود شعبنا الذي يتهيّأ لاحتفال وطني قريب بتحرير بقعة غالية على حدودنا الشرقية من التنظيمات الإرهابية وإعادة الأمن والاستقرار إليها».
هذه المواقف جاءت خلال الاحتفال المركزي الذي أقامته المديرية العامة للأمن العام في عيدها الثاني والسبعين بدعوة من اللواء عباس إبراهيم في مقرها في المتحف. الذي حضره، إلى الوزير المشنوق، وزير الدفاع يعقوب الصراف، والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، والنواب: محمد رعد وهاغوب بقرادونيان وقاسم هاشم وعماد الحوت، ورئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، وأركان السلطة القضائية، ورؤساء الهيئات الرقابية، ونقيبا الصحافة والمحرّرين، والمديرون العامون في المؤسسات الدستورية.
وشارك أيضاً قائد الجيش العماد جوزف عون وقادة قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة والجمارك والدفاع المدني وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب والمحافظون وعدد من رؤساء الجامعات ورئيس الصليب الأحمر اللبناني وعدد من نقباء المهن الحرة ورؤساء الهيئات الاقتصادية والمصرفية، إضافة إلى المديرين العامين في وزارة الداخلية والمديرين العامين السابقين للأمن العام وكبار الضباط في الأمن العام.
وإذ نوّه بـ«دور المدير العام للأمن العام الأمني والوطني وثقة السلطة السياسية الكبيرة به، وبدور المديرية العامة للأمن العام التي باتت نموذجاً يُحتذى به»، وعد بأن يظل إلى جانبهم من موقع مسؤوليته كقائد أعلى للقوات المسلحة، «كي يعود لبنان نقطة الضوء والإشراق والتميز في هذا الشرق، وعلى كامل مساحة العالم».
واعتبر الرئيس عون أن «الاحتفال بالعيد الثاني والسبعين للأمن العام، اليوم يؤكد الاستمرار في مسيرة تطور مؤسسة من مؤسساتنا الأمنية عملت على الارتقاء بنفسها وأدائها وجهوزيتها الدائمة، فأضحت نموذجاً يُحتذى به. ومع كل الأعباء الثقيلة التي ألقيت على عاتق الأمن العام في السنوات الماضية نتيجة النزوح السوري إلى لبنان ومخاطر الإرهابيين، نجحت قيادة هذا الجهاز في الاضطلاع بمسؤولياتها بنجاح وحرفية يشكّلان مصدر فخر لنا جميعاً».
وخاطب عسكريي الأمن العام قائلاً: «سقط منكم شهداء وأنتم تؤدون واجبكم، وشهد الجميع على إنجازاتكم، خصوصاً في كشف الخلايا الإرهابية، وإحباط محاولات الإرهابيين للمساس بالسلم الأهلي ومقومات الاستقرار والعيش المشترك».
ونوّه عون «بالدور الأمني والوطني الكبير الذي يضطلع به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والنجاحات المتتالية التي حققها في مهمات حساسة وملفات أمنية دقيقة شهد لها الجميع، وبعزمه الدائم على مواجهة التحديات وتذليل الصعوبات خدمة لأمن المجتمع والوطن واستقرارهما.
وتايع متوجّها إلى عناصر الأمن العام: «إن ثقة السلطة السياسية كبيرة بكم، ويجب أن تشكل حافزاً لكم لمزيد من العطاء ولتطوير قدراتكم واستمرار جهوزيّتكم للقيام بالمهام المتزايدة والجسيمة الملقاة على عاتقكم وسط العواصف والحروب والأزمات المحيطة بوطنكم، وتربّص الإرهابيين به».
واعتبر وزير الداخلية بدوره، أن مهمة الأمن العام «أصبحت الشراكة في حماية الوطن وليس فقط استقبال المواطنين والأجانب على المعابر الحدودية»، معتبراً «أن الإنجازات التي تحققت في معركة الجرود والتي نأمل أن تختتم سريعاً بانتصار حاسم للبنان، نقطة تحول». وأضاف: «نعم نحن نخوض تجربةً صعبةً على الجميع، كي نحاول إنقاذَ ما بقي من الدولة، وهو كثير، ونبني عليه، ونستعيدَ مؤسساتِها وحضورَها وقدرتَها على الحياة. فهذا قدرُنا، أن نبقى مؤمنين بخيار الدولة، دولة المؤسسات، دولة الحريات، حرية التعبير وتقبل الرأي الآخر، دولة قادرة على أن تكون نموذجاً للشراكة الحقة والمتكافئة ومساحة للاعتدال في منطقة تتقاذفها موجات الحقد والتطرف. وقد شهدنا حصاد الثقة والأمانة من خلال تثبيت الأمن والاستقرار اللذين ينعم بهما اللبنانيون، هذا في الداخل. كذلك عملنا في الخارج على تعزيز الثقة الإقليمية والدولية بالمؤسسات الأمنية اللبنانية.
أما اللواء إبراهيم، فشدد على أن الأمن العام سيبقى «قوة ضاربة للإرهاب أينما حل «ومهما كانت هويته، فالإرهاب ليس في حاجة إلى أي باب من أبواب الاجتهاد في تصنيفه متى استُهدفت ركائز الدولة، أي السيادة والشعب والمؤسسات، خصوصاً أننا نحن أول من عانى منه منذ تسعينيات القرن الماضي وصولاً إلى اليوم».
وتابع إبراهيم: نتطلع إلى دعم المديرية في مختلف الميادين لتتناسب وحجم المهمات وتشابكها، خصوصاً في ضوء الظروف الاستثنائية، التي تعرفونها بوصفكم القائد الأعلى للقوات المسلحة، وينتج منها تصاعد وتيرة التهديدات «الإسرائيلية»، المصحوبة بانتهاكات برية وبحرية وجوية، ناهيك بمحاولة الخروق التجسسية، وكذلك جراء الإرهاب الآتي من وراء الحدود، حيث يسطر الجيش بطولات كبيرة في مواجهة الارهابيين ودحرهم واستعادة الأرض، بعدما أجمع اللبنانيون على دور المؤسسات العسكرية والأمنية».
وأشار إلى أن «ما أنجزته المديرية العامة للأمن العام، ودائماً بالتنسيق والتكامل مع باقي المؤسسات الأمنية وعلى رأسها الجيش, إنجاز وطني عام للدولة ولجميع اللبنانيين، تنفيذاً لقرارات السلطة التنفيذية»، مشدّداً على أن «الأمن العام سيستمر في أداء واجباته الإدارية الخدمية والأمنية للمساهمة في الوصول لدولة آمنة، متطورة وعادلة. فالبرامج والخطط الخمسية التي وضعناها أسست لبناء إداري نظيف، واستحدثت دوائر ومراكز إقليمية جديدة على مساحة الوطن. أما استراتيجية الأمن الاستباقي، التي نفذناها بحرفية عالية ومهارة مميزة، وكلفتنا شهداء وجرحى فداء للبنان وشعبه، كانت بهدف بناء أمن صلب، ينعم من خلاله اللبناني والمقيم بالسلم والاستقرار».
وتوجه إبراهيم إلى رئيس الجمهورية بالقول: «عيدنا هذا العام مميز بالمعايير كلها وعلى المستويات كلها. ميزته في وجودكم بيننا، ورعايتكم هذه المناسبة الوطنية. يُضاف إلى ألق الحضور أنكم تعكسون منهج القائد الذي تمرّس في الميادين العسكرية والسياسية، الحريص على لبنان العيش الواحد، وطن التنوّع الروحي والثقافي، الرائد بوحدته وتعدديته الحضارية في محيط يئن من عنصرية مقيتة، وهمجية صهيونية مرعبة».
وكان الاحتفال بدأ بوصول علم الأمن العام، ثم مديره العام، فوزير الداخلية وسط مراسم التكريم، فوصول الرئيس عون عند الساعة العاشرة، حيث كان في استقباله الوزير المشنوق واللواء إبراهيم. وبعد عزف الموسيقى لحن التأهب وتقديم السلاح، عزف لحن التعظيم ثم النشيد الوطني. وحيّا الرئيس عون العلم، ثم أدت سرية من الأمن العام مراسم التشريفات لرئيس الجمهورية الذي وضع إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الأمن العام وعزفت الموسيقى لحن الموتى ولازمة النشيد الوطني.
وبعد انتهاء المراسم، انتقل رئيس الجمهورية إلى مكتب المدير العام للأمن العام، حيث اجتمع إلى الوزير المشنوق واللواء إبراهيم واطلع منهما على أوضاع المديرية والمهام التي تتولاها.
ودوّن رئيس الجمهورية في السجل الذهبيّ للأمن العام الكلمة الآتية: «يفقد لبنان حضوره من دون أمنه، ولمديرية الأمن العام تاريخ عريق في الحفاظ على أمن هذا الوطن. في عيدكم الـ72، أدعوكم إلى أن تبقوا دائماً الغصن المثمر في شجرة الأمن التي ترتوي من دماء شهدائكم والقوى الأمنية والعسكرية.
وإننا على ثقة أن في ظل قيادتكم الساهرة والواعدة والامينة، سيبقى حضوركم الأمني راسخاً، وتطوركم الاداري لخدمة المواطن مميزاً، وسعيكم الدؤوب إلى احترام هوية الانسان من دون تمييز في الهوية والعرق».
ودوّن المشنوق بدوره، كلمة في السجل الذهبي للامن العام جاء فيها: «في العيد الثاني والسبعين للمديرية العامة للأمن العام، تحية اعتزاز وتقدير لإنجازات هذه المؤسسة قيادةً وضباطاً وأفراداً في تأمين خدمة المواطن وصيانة أمن الوطن، وإصرار على المضي في مسيرة تطوير وتحديث مختلف أجهزة المديرية وتعزيز خدماتها».
وفي الختام، قدّم المشنوق وإبراهيم إلى رئيس الجمهورية درع الأمن العام، والتقطت الصورة التذكارية. ثم شارك الرئيس عون والحضور في حفل كوكتيل في قاعة الضيافة قطع خلاله قالب حلوى عليه شعار الأمن العام وشرب والحضور نخب أصحاب العيد، قبل أن يغادر عائداً إلى القصر الجمهوري.
وفي المواقف المنوهة بمؤسسة الأمن العام وبالدور الذي يلعبه اللواء ابراهيم، أكد رئيس المجلس القاري الأفريقي – الجامعة الثقافية عباس فواز أن الأمن العام «لطالما شكل ولا يزال الدرع الواقية والعين الساهرة على أمن لبنان واستقراره، وإفشال كل محاولات الاستهداف الارهابية إلى ايقاع الفتنة بين اللبنانيين». ووجه تحية إلى الجيش قيادة وضباطا وعناصر، على «التضحيات التي يقوم بها للقضاء على الارهابيين وإعادة الأرض إلى حضن الوطن».