باسيل: ننحني أمام الشهادة والانتصار لن يغيّر أيّة معادلات داخلية
جال وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل ووزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل في مناطق البقاع الشرقي ودير الأحمر والجوار، وكانت المحطّة الأولى في بلدة سرعين التحتا، حيث شارك باسيل وأبي خليل والوفد المرافق في القداس الذي ترأسه المطران حنا رحمة في كنيسة مار الياس في سرعين التحتا، ثم انتقلوا بعد انتهاء القداس إلى صالون الكنيسة. وألقى باسيل كلمة أكد فيها= «أننا لم نقبل التفاوض مع هذا التنظيم الإرهابي ولم نكن لنخلي سبيلهم من دون مقابل لأغلى شيء في العالم»، مضيفاً «جيشنا لم يقبل خلال المعركة وبعدها، ولكنه انتصر عليهم وهربوا ولحق بهم الخزي والعار، والانتصار الحقيقي هو معرفة مصير العسكريين. وهذه أمثولة أهميّة الجندي الغالية عند جيشه ووطنه».
وتابع باسيل: «أيضاً لدينا مفقودون آخرون، وهم المصور اللبناني سمير كساب والمطرانان سواء أكانوا لبنانيين أو غير لبنانيين، لأن رسالتنا أكبر من لبنان ومسؤوليتنا عن كل المشرقيين وبقائهم في هذا الشرق، ومسؤوليتنا في منع محاولة اقتلاع أي مشرقيّ كان».
وأضاف: «لا تنسوا كانوا يريدون استبدالنا بدواعش، لكن صمودنا في هذه الأرض وعدم السماح لداعش بالبقاء أو التقدم باتجاه الساحل، حيث طردناهم من أرضنا. وهذا ليس انتصاراً للجيش اللبناني فقط إنه انتصار لجميع اللبنانيين».
وقصّ باسيل وأبي خليل، شريط الافتتاح لمشروع مياه عين ضاهر في بلدة عيناتا البقاعية. ورعى وأبي خليل الاحتفال الذي أقيم في دارة رئيس بلدية عيناتا بمناسبة تدشين مشروع مياه عين ضاهر عيناتا. وأشار باسيل إلى أننا «نبني دولة عندما نعزز قوة كل واحد قويّ فيها، شرط أن يبقى أضعف منها وتبقى هي أكبر منا جميعاً».
وزار باسيل وأبي خليل منزل باتريك الفخري نجل الشهيدَيْن صبحي ونديمة الفخري في بتدعي. والتقط باسيل الذي أثنى على حسن الاستقبال والضيافة صوراً مع كشافة الجراح في رأس بعلبك ومع فرقة دبكة دير الأحمر التي قدّمت رقصات فولكلورية تراثية. وتسلم لوحة سيّدة بشوات.
وزار وزيرا الخارجية والطاقة والوفد المرافق مقام السيد عباس الموسوي في النبي شيت، وكان في استقبالهم رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل حسين الموسوي، النائب نوار الساحلي، نجل الشهيد الموسوي ياسر، رؤساء بلديات واتحادات مخاتير وفاعليات.
وبعدما وضع باسيل إكليلاً من الورود على ضريح الموسوي انتقل الجميع إلى صالون المقام، حيث ألقى النائب الموسوي كلمة جاء فيها: «منذ إحدى عشرة سنة التقى الجبلان في السادس من شباط 2006 فخامة الرئيس العماد ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والتقى الخطان المستقيمان المتوازيان اللذان لا يلتقيان بالرياضيات، لكنهما التقيا بإذن الله.
وكان اللقاء يومها من أجل حماية لبنان وحفظ كرامته وحفظ استقلاله وسيادته. وفي هذه اللحظة نستقبل الوزير الكريم المقاوم في حضرة الشهداء، يوم يكون الموقف سلاحاً والمصافحة اعترافاً. وتابع «تؤمنون بحدود وجسور توصل بين البشر. والنبي شيت تقع على السلسلة الشرقية المتصلة بجرود بريتال وبعلبك ونحلة وعرسال وراس بعلبك والقاع في الجرود الشرقية، حيث نحتفل اليوم بالتطهير الكلي والكامل لسهولنا من الإرهابيين وأعداء الله جميعاً.
وأضاف « لقد استطعنا أن نحافظ على البلد وسوف نحافظ عليه، رغم كره الكارهين. وسنبقى بموقف الدفاع عن كل اللبنانيين. ونحن نرى بما نفعل أننا ننقذ هذا البلد ونحفظه ونحفظ كرامته دفاعاً عن الوطن والإنسانية، كما فعل السيد عباس وزوجته وابنه».
ولفت الوزير باسيل إلى «أننا تقصّدنا بهذه الجولة أن نأتي إلى النبي شيت بلدة المقاومة والأحرار والشهداء، ونقوم اليوم بزيارة لشهيد لبنان قدّم حياته من أجل لبنان. لقد قامت المقاومة بمعركة تطهير الإرهابيين وصولاً إلى جهد كشف مصير العسكريين. والنتيجة عندما يكون النصر لا يعود بعده أيّ تقسيم للجهد ولا يعود أحد يستطيع توظيف الجهد ضد حليف أو خصم. هذا هو العطاء في سبيل حرية وسيادة لبنان واستقلاله». وأضاف: «البعض الآخر استُشهد وضحّى وجاءت المؤسسات اللبنانية وأخذت مبادرة القيادة واستكملت عملية التحرير. وهذا المشهد نحن أمامه متساوون بمعنى الشهادة ومنحنون أمامه. وهذا كما حصل في تموز 2006 ربحنا الحرب ولم تفِد المعادلات. دخلنا إلى حكومة فيها أقلية. والخائفون لن يخافوا والانتصار لن يغير أية معادلات داخلية طالما نحن مؤمنون بلبنان. وهذه هي الوثيقة الأهم وهي حماية لبنان. ونحن متفقون أن أولويتنا هي لبنان. وهذا هو الأساس.
وختم: «نصرُنا كامل. وكما قلنا في كنيسة مار الياس في سرعين، نقول في مقام السيد عباس سنكمل الانتصار. نحن نعمل كتيار وحزب الله لنحافظ على لبنان وصورة لبنان ومن أجل لبنان ترخص الشهادة».
واختتم باسيل جولته البقاعية برفقة أبي خليل، بلقاء مع الأهالي في صالة كنيسة سيدة الزروع في بلدة شليفا.