معرض دمشق الدولي يختتم فعاليات الدورة التاسعة والخمسين وعدد الزوّار يفوق المليونين أفرام الثاني: الإقبال الجماهيري الكبير مؤشر إلى حبّ السوريين للحياة وإصرارهم على الصمود

أكد مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي أنّ معرض دمشق الدولي «حقق نجاحاً تجاوز التوقعات»، وذلك نتيجة الجهود المبذولة من قبل كافة وزارات ومؤسسات وشركات القطاع العام والخاص، إضافة إلى المشاركات والزيارات الدولية التي أضفت أهمية مميزة لفعاليات الدورة التاسعة والخمسين للمعرض.

ولفت كرتلي، في تصريح لـ «سانا»، إلى أنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين المؤسسات والشركات السورية العامة والخاصة ونظرائها في الدول المشاركة بالمعرض موضحاً أنّ «قيمة هذه العقود لا يمكن حصرها حتى تتم عمليات الشحن والتصدير»، مضيفاً أنّ «ما تنشره بعض وسائل الإعلام من أرقام وإحصائيات حول قيم العقود الموقعة خلال معرض دمشق الدولي غير صحيح وعند صدور القيم النهائية لهذه العقود سيتم الإعلان عنها».

كما أكد عدد من رجال الأعمال وأصحاب المنشآت الصناعية والتجارية والخدمية المشاركة أنّ المعرض مثل فرصة مهمة للتواصل بين المستهلك والتاجر بهدف تطوير المنتج وعقد الصفقات التجارية.

وكانت شركات الشحن ونقل البضائع حاضرة في المعرض لتقديم الخدمات والتسهيلات للصناعيين والتجار.

أما رئيس اتحاد المصدرين محمد السواح فرأى أنّ النجاح الأهم بالنسبة للشركات السورية كان في فتح أبواب التوريد الدائم وخاصة في قطاعي الصناعات النسيجية والغذائية التي يمكن أن يكون التوريد فيها أسبوعي. ومع قيام الكثير من الشركات السورية بتوقيع هذا النوع من الاتفاقيات فهذا يعني أننا مقبلون على التصدير بمليارات الليرات السورية.

وتوقع أن تشهد أرقام التصدير تحولاً مهماً باتجاه الزيادة والصادرات السورية ستعاود تمركزها في الأسواق التي ابتعدت عنها بسبب الحرب، خاصة أسواق العراق والخليج والجزائر والأردن، على أنّ المهم في الأمر هو اتفاقيات التوريد التي تمّت على هامش المعرض لتوريد صناعات غذائية إلى العديد من الدول الأوربية مثل السويد وفرنسا وإيطاليا. وهذه الاتفاقيات هي تشبيك حقيقي بين مستورد حقيقي ومورد حقيقي وهنا تكمن أهمية الأمر وبعده الاستراتجي، خاصة لجهة استعادة الأسواق التصديرية وضمان ديمومتها مدعومة بتحسن الوضع الأمني، واهتمام الحكومة بحلّ مشاكل النقل عبر الحدود خاصة مع العراق، وبذل جهود حقيقية لإعادة فتح المعابر مع الأردن بالتوازي مع دعم الشحن الذي كان أحد أسباب إعادة الثقة بالسوق السورية والعودة إليها مع التأكيد هنا أنّ المنتج السوري يملك مقومات المنافسة لجهة السعر والجودة.

وأشار السواح إلى أنّ عقود التوريد الدائم وفتح مراكز تكون بمثابة وكالات لأسماء منتجات سورية من شأنه أن يحوّل انتباه الصناعيين نحو تطوير مصانعهم وشراء آلات، وهذا ما يفسر انتقال الصناعيين في مستوى طلباتهم من المسؤولين الحكوميين وخاصة وزير الصناعة الذين زاروا المعرض إلى السماح لهم بترميم مصانعهم والتوسع بها و السماح لهم باستيراد المكنات والآلات بحوافز وميزات وتسهيلات، ما يمكنهم من تطوير إنتاجهم وزيادته وهذا دليل على حجم الطلبات واتفاقيات التوريد التي تمّ التوقيع عليها خلال المعرض وما سيتم لاحقاً كنتيجة للتواصل الذي تمّ بين المئات من المصدرين و المستوردين.

وأكد رئيس اتحاد المصدرين ورئيس لجنة القطاع الخاص في معرض دمشق الدولي أنّ الحديث عن عقود وصفقات أمر سطحي وساذج أمام ما تم فعلاً وما ستظهر نتائجه عبر تكريس وجود العلامات التجارية السورية وخاصة الغذائية والنسيجية في أسواق الدول الأخرى.

وختم السواح: لقد نجح معرض دمشق الدولي وما قبله ليس كما بعده. سورية الآن ومع كلّ هذا الحماس من القطاع الخاص والدعم من الحكومة مقبلة على مرحلة جديدة كلياً ستكون قادرة فيها على رفع لواء الإنتاج، خاصة في القطاع الصناعي وسيظلّ لواء «صنع في سورية» مرفوعاً.

وقد اختتمت فعاليات معرض دمشق الدولي مساء السبت بتوقيع اتفاقيات لتوريد حافلات من بيلاروسيا إلى سورية وبروتوكولي تعاون للتبادل التجاري في مجالات المواد الغذائية والتجهيزات الكهربائية مع إيران.

وبلغ عدد زوار المعرض في يومه الأخير 167 ألف زائر شهدوا الحدث الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني الأبرز منذ بدء الأزمة في سورية وذلك حسب المؤسّسة العامة للمعارض والأسواق الدولية في حين بلغ عدد الزوار خلال أيام المعرض العشرة نحو مليونين و247 ألف شخص.

ووقعت وزارة الإدارة المحلية والبيئة مع جمهورية بيلاروسيا اتفاقية لتوريد 200 حافلة إلى سورية بشروط ميسّرة على هامش فعاليات المعرض وذلك في مركز رجال الأعمال.

كما وقعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية للتجارة مع شركة أمرسان ومجموعة مينو الصناعيتين الإيرانيتين بروتوكولي تعاون مشترك ينصان على التبادل التجاري وفق عقود متعددة تضمن انسيابية البضائع بين الطرفين.

وزار البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم عدداً من أجنحة المعرض، مؤكداً أنّ المشاركة الجماهيرية الكبيرة والإقبال الذي شهده معرض دمشق الدولي يدل على روح الحياة لدى الشعب السوري وإصراره على الصمود.

وقدمت مؤسسة الطيران العربية السورية عشر تذاكر سفر مجانية داخلية وخارجية على متن خطوطها خلال سحب أجرته ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي.

كما جرى السحب على بطاقات الدخول ذات القيمة التي وضعها زوار المعرض في صناديق خاصة على مدخل مدينة المعارض وقدمت الشركة الإيرانية السورية المشتركة «سيامكو» سيارة سيامكو «شهبا» الإيرانية كجائزة كبرى للرابح الأول فيما قدمت عدة شركات راعية لمعرض دمشق الدولي بعض الهدايا العينية من منتجاتها للرابحين الآخرين.

وشهد سوق البيع في اليوم الأخير من المعرض حركة نشطة وإقبالاً كبيراً من الزوار على مختلف الأقسام والأجنحة التي تضمنت تشكيلة واسعة من السلع والمواد الغذائية والمستلزمات المدرسية بأسعار تشجيعية وتنافسية.

وتفاوتت أعداد زوار معرض دمشق الدولي الذي انطلقت فعالياته في 17 من آب الجاري على مدى أيامه العشرة وكانت أمامهم يومياً مساحة 74 ألف متر مربع موزعة على 1562 شركة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى