الوفد الروسي لـ«البناء»: نشكر الحزب «القومي» على الدعوة ونؤكّد التزامنا بالمساهمة في عملية البناء والإعمار والنهوض

سماهر الخطيب

بدعوة من الحزب السوري القومي الاجتماعي قام وفد روسي ضمّ شخصيات رفيعة في الاقتصاد والسياسة والأمن بزيارة إلى سورية، حيث جال على عدد من المناطق، وشاهد عن قرب ما خلّفه الإرهاب من دمار وتخريب، وعقد سلسلة لقاءات مع وزراء ومسؤولين، كما شارك الوفد في حفل افتتاح معرض دمشق الدولي بدورته الـ59 والذي نظّم هذه العام بعد توقّف قسريّ لمدة خمس سنوات.

وخلال الزيارة، قام الوفد الروسي بتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات التعاون المشترك، كما كان اتفاق على المشاركة الروسيّة في عملية إعادة الإعمار التي ستشهدها سورية، من خلال المشاريع والاستثمارات لإعادة تأهيل البُنى التحتيّة، وبشكلٍ خاص إعادة تأهيل المشاريع المتعلّقة بإنتاج الطاقة والنفط والغاز، بالإضافة إلى اتّفاقيات تعاون في مجالات التكنولوجيا.

واختتم الوفد الروسي زيارته في بيروت، حيث قام بزيارة إلى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو، وشكره على الدعوة التي وُجّهت لهم من قِبل الحزب، وعلى مواكبة عمدة الخارجية في الحزب والمسؤولين لزيارة الوفد إلى سورية وسعيهم لإنجاحها، كما أشاد الوفد بالدور الكبير للحزب السوري القومي الاجتماعي على الصعيدَين السياسي والميداني في مواجهة قوى الإرهاب.

العالم أجمع يريد أن يستثمر في سورية

وفي حديث إلى «البناء» على هامش زيارة الوفد الروسي إلى رئيس «القومي»، أشار رئيس الوفد ألكسندر إيونوف إلى أنّ «الزيارة كانت ناجحة بشكلٍ كبير، لافتاً إلى أنّ الوفد الذي ضمّ ممثّلي كبريات المؤسّسات والأعمال الروس يمثّل المؤتمر الدولي للصناعيّين ورجال الأعمال في روسيا، الذين قدموا للمشاركة في فعاليات معرض دمشق الدولي للدورة 59، وقد لمس الوفد أنّ العالم أجمع يريد أن يستثمر في سورية ويعمل فيها، وبغضّ النظر عن كلّ الضغوطات التي تأتي من قِبل الدول الغربية، لافتاً إلى أنّ الشعب السوري سوف يحيي اقتصاده».

وأضاف: «إلى جانب مشاركتنا في افتتاح معرض دمشق الدولي، توصّلنا إلى عدد من اتفاقيات التعاون مع رجال الأعمال السوريّين، وسوف نقوم بافتتاح شركات ومشاريع ومؤسّسات وأعمال في سورية في أربع مناطق دمشق واللاذقية وحمص وطرطوس ودمشق الأساس، فيما الثلاث مناطق فرعيّة ونحن في حقيقة الأمر انتقلنا من الكلام إلى الفعل، ونحن نأمل جداً في دعم الحكومة السوريّة».

كما أكّد رئيس الوفد الروسيّ عن دعمهم لسياسة الدول السوريّة بقيادة الرئيس بشار الأسد، والتي تهدف إلى تحقيق النموّ الاقتصادي، ونحن نعمل للمساهمة في تطوير وإنماء وإحياء الاقتصاد السوري وتحفيزه».

إعلان النصر المبدئيّ

من جهته، أشار عضو الوفد الروسي إلى سورية وعضو مجلس الدوما السابق رومان خودياكوف في حديث لـ«البناء»: أنّ «هذه الزيارة مهمّة كونها تأتي بعد تحقيق الانتصارات»، وعلّق على المشاركة الضخمة في معرض دمشق الدولي قائلاً: «إنّ الوفد المرافق لم يكن متوقّعاً هذه الصورة وهذه المشاركة الكبيرة العربيّة والأجنبيّة في ظلّ الظروف والضغوط التي عاشتها وتعيشها سورية»، واعتبر أنّه يأتي بمثابة «إعلان النصر المبدئيّ».

فيسيانيكوف

بدوره، لفت عضو مجلس الدوما السابق فلاديمير افيسيانيكوف لـ«البناء»، إلى أنّ الزيارة التي جاءت بدعوة من الحزب السوري القومي الاجتماعي سمحت لأعضاء الوفد بالإطّلاع على الوضع السوريّ عن كثب»، مؤكّداً «وقوف روسيا وشعبها إلى جانب سورية في حربها ضدّ الإرهاب»، ومعرباً عن تقديره لـ«صمود سورية في مواجهة الحرب الإرهابيّة الشعواء».

أيونين

أمّا عضو الاتحاد الروسي للصناعيّين ورجال الأعمال فيتالي أيونين، فوصف الزيارة بـ»الأمر الهام جداً»، مشيراً لـ«البناء» إلى أنّ العواقب التي يراها البعض معيقة للقدوم إلى سورية غير موجودة، وبالتالي ما يتمّ تداوله لا يعدو كونه يأتي في سياق سياسة التهويل الإعلامي»، مضيفاً «أنّ الشعب السوري أثبت جدارته بالصمود بفضل تضامنه مع الجيش وقيادته السياسيّة».

خطّة المواجهة العسكريّة والاقتصادية

من جهته، أشار نائب رئيس مؤسسة إيفان بريميروف في تصريح لـ«البناء»، إلى خطة المواجهة العسكرية والاقتصادية للدولة السوريّة، والتي أثبتت صمودها خلال سبع سنوات من عمر الأزمة، وهذا لم يكن في حسبان الدول التي شاركت بالعدوان على سورية».

وعن المشارييع المقرّر تنفيذها، لفت إلى أنّ هناك «مشاريع للنقل ضمن المدن وبينها، وذلك من مختلف الجوانب سواء بالغاز والديزل والبنزين، إضافةً إلى المشاريع الإنمائية في مجال الخدمات داخل المدن بكلّ أنواعها»، لافتاً إلى «أنّ هذا المشروع لتزويد طرطوس بباصات نقل تعمل على الغاز».

روسيا ستقف إلى جانب سورية اقتصادياً

كذلك، أكّد نائب مدير معهد قضايا الأمن والتنمية المستدامة د. نوّاف إبراهيم لـ«البناء»، على «أهميّة الزيارة والمبادرة التي قام بها الحزب السوري القومي الاجتماعي، ما سمح لممثّلي الشركات الروسيّة بإعداد تقييم أوّلي لعمليّة إعادة إعمار سورية»، لافتاً إلى «الجهود الكبيرة التي قدّمها الحزب القوميّ للوفد الزائر».

كما أشار إبراهيم إلى أنّ «روسيا كما وقفت إلى جانب سورية في حربها ضدّ الإرهاب، ستقف إلى جانبها اقتصادياً حيث ستعمل على التعاون معها والاستثمار في القطاعات التكنولوجيّة والعلمية المتطوّرة في مجال النفط والطاقة والغاز، ومجالات إعادة الإعمار والبُنى التحتيّة والخدميّة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى