دي ميستورا: هناك أرضيّة جيّدة للحوار.. وروبرت فورد يعترف أنّ الأسد انتصر
أكّد المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وجود أرضيّة جيدة للحوار السوري اليوم.
كلام دي ميستورا جاء خلال لقائه معاون وزير الخارجيّة للشؤون العربية حسين جابري أنصاري، الذي رأى أنّ التطوّرات الميدانيّة مهمّة جداً في الاقتراب من حلّ الأزمة السوريّة، مشيراً إلى أنّ «العالم أمام نقطة تحوّل في مسار هذه الأزمة».
ولفتَ أنصاري خلال استقباله المبعوث الأمميّ إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إلى أنّ اجتماع أستانة سيعقد أواسط أيلول المقبل، مضيفاً أنّ أهم أمر في الأزمة السوريّة هو العودة لآراء الشعب السوريّ.
وأكّد أنصاري، أنّ «إیران انتهجت سياسات ثابتة منذ بداية الأزمة السوريّة، وهدفها إنهاء الأزمة بأسرع وقت ممكن وإنهاء المعاناة الإنسانيّة وتحقيق انفراج في الأفق السياسي لمساعدة الأطراف المتنازعة، كما أنّها لا تريد مصادرة دور أحد، وشعوب المنطقة هي صاحبة أراضي هذه المنطقة».
من جهته، قال دي ميستورا إنّ إيران دولة مهمّة ومؤثّرة في المنطقة، مشيراً إلى «أنّ حصول تغييرات كثيرة خلال الفترة الماضية سياسيّاً وميدانياً، وخصوصاً في محاربة «داعش» و«النصرة» أمر مؤثّر».
وأعلن دي ميستورا خلال اللقاء، أنّ الأزمة السوريّة ستبحث على هامش اجتماعات الجمعيّة العمومية للأمم المتحدة وبعدها في جنيف، معتبراً أنّ هناك أرضيّة جيدة للحوار اليوم، وما يهمّ الشعب السوري هو خفض التوتّر، وهذا ما يمكن أن يخرج من أستانة.
ومن الكويت، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله بتعزيز مناطق خفض التصعيد في سورية بصيغ قانونيّة خلال اجتماع أستانة المقبل. وقال لافروف للصحافيين: «إنّ العمل جارٍ حاليّاً على تشكيل منطقة خفض التصعيد الرابعة في محافظة إدلب»، مضيفاً أنّه يعوّل على «تعزيز هذه الاتفاقيات بشكلٍ نهائي في الوثائق القانونيّة».
وفي سياقِ المواقف، قال آخر سفير أميركي لدى دمشق روبرت فورد، إنّ الرئيس السوري بشار الأسد انتصر في الحرب التي تخمد يوماً بعد يوم.
وأضاف الدبلوماسي في مقابلة مع موقع «ذا ناشونال»، أنّ الحكومة السوريّة، في المستقبل، لن تقبل بالإدارات المحلّية أو باللامركزيّة.
وعن شكل التغيير الذي قد تطرحه حكومة الأسد، أضاف أنّه «ربما سيغيّر رئيس الوزراء أو بعض الوزراء ويزعم أنّ هذا إصلاح، ولكن هل سيغيّر النظام عناصر الدولة الأمنيّة؟ بالتأكيد لا»، بحسب تعبيره.
وتحدّث عن كيفيّة تعامل الحكومات الأوروبيّة مع النظام السوري، قائلاً: «الأوروبيّون سيفعلون ما يخدم مصالحهم. ربما تكون لديهم مصالح متعلّقة بالتعاون الأمني… لكنّ هذا الأمر لا يتطلّب سفارة في دمشق»، كما قال.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ مسلّحي تنظيم «داعش» يعملون على نقل الآليّات الثقيلة، بما في ذلك الدبابات إلى محيط دير الزور، ويعيدون تجميع مسلّحيهم بعد تقدّم الجيش السوري في منطقة غانم علي.
وأشارت الوزارة في بيان لها، إلى أنّ ضربات سلاح الجو الروسي سمحت للقوّات السوريّة بمواصلة التقدّم على ضفّة الفرات نحو دير الزور.
كما دمّر سلاح الجو الروسي 4 دبابات و16 سيارة مزوّدة برشاشات وشاحنات محمّلة بذخائر لـ«داعش».
وكان الإعلام الحربي قد أفاد في وقت سابق، بأنّ مجموعة من الجيش السوري بدير الزور نفّذت غارات ناجحة عدّة على تلّة القريا بمحيط المطار منتصف ليل أمس، قتلت خلالها عدداً من مسلّحي «داعش» ودمّرت تحصيناتهم، وتمّ الاستيلاء على جميع الأسلحة التي خلّفها مسلّحو «داعش» الهاربون من المكان، وعادت المجموعة المنفّذة إلى الخط الذي انطلقت منه من دون خسائر.
كذلك، قُتل وجُرح عدد من مسلّحي «داعش» إثر غارات جويّة سوريّة استهدفت نقاطهم في محيط البانوراما جنوب غربي دير الزور، وفي حيّي العمال والخسارات في المدينة.
وأوضحت وكالة «سانا» نقلاً عن مصدر، أنّ العملية استهدفت مواقع التنظيم في تلّة القريا بمحيط المطار، منتصف الليل، إذ تمكّنت مجموعة القوّات من القضاء على عدد من مسلّحي «داعش» وتدمير تحصيناتهم، والاستيلاء على جميع الأسلحة التي خلفتها العناصر الهاربة من المكان.
وأكّد المصدر، أنّ الوحدة التي نفّذت الإغارة عادت إلى الخط الذي انطلقت منه من دون خسائر.
وفي وقت سابق، أُفيد بأنّ الجيش السوريّ سيطر على عدد من النقاط والمرتفعات الاستراتيجيّة في ريف حمص الشرقي، مضيّقاً خناقه على فصائل تنظيم «داعش» المحاصرة بريفَيْ حمص وحماة.
وأعلن الإعلام الحربي السوري عن سيطرة الجيش على قرى «خربة البلعاس» و«مشرفة حويسيس» و«خربة أبو الطوس» و«خربة طويلة البلعاس» غرب جبل شاعر في ريف حمص الشرقي، بعد معارك أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر «داعش».
وفي ريف السويداء، تمكّن الجيش السوريّ من إفشال محاولة تسلّل مجموعة مسلّحين من بلدة ناحتة شمال شرقي مدينة درعا باتجاه نقاطه في منطقة الدور شمال غربي السويداء.
إلى ذلك، أفادت وكالة «سبوتنيك» بوصول رتل تابع للشرطة العسكريّة الروسيّة إلى مدينة تلّ رفعت بريف حلب الشمالي أمس، تنفيذاً لاتفاق مناطق خفض التوتّر في سورية.
ونقل عن السياسي الكردي ريزان حدو، قوله إنّ «وصول رتل من الشرطة العسكريّة الروسيّة إلى مدينة تلّ رفعت يأتي في إطار الجهود الروسيّة الرامية لحلّ الأزمة السورية، وعملاً بخطة توسيع مناطق خفض التصعيد، كمرحلة أولى، والعمل على تعزيزها بإجراءات ووثائق قانونيّة كمرحلة ثانية».
كما قال حدو، إنّ «تلّ رفعت تشهد اشتباكات بين الجيش التركي وكتائب «درع الفرات» من جهة، و«قوات سورية الديمقراطية» من جهةٍ أخرى، كما تعرّضت المدينة خلال الفترة الماضية إلى قصف مدفعيّ تركي عنيف.
وأضاف أنّ القوّات الروسية انتشرت سابقاً في عدّة نقاط في ريف حلب الشمالي وعفرين، حيث تمّ إنشاء مركز رئيسي لها في قرية كفرجنة بعفرين.
وتواصل الأطراف الدوليّة، وبالدرجة الأولى الدول الثلاث الضامنة لاتفاق الهدنة في سورية، وهي روسيا وتركيا وإيران، العمل مع الحكومة السوريّة ومجموعات المعارضة السوريّة المسلّحة، من أجل توسيع نطاق مناطق خفض التوتّر في سورية، ضمن عملية أستانة للتسوية السوريّة.
وحتى الآن، تمّ إنشاء 3 مناطق خفض التوتّر في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفي شمال مدينة حمص وفي جنوب غربي سورية التي تضمّ أجزاء من محافظتَيْ درعا والقنيطرة.
والجمعة الماضية، أعرب وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف عن أمله بتثبيت الاتفاقات حول إقامة رابع منطقة لخفض التوتر في إدلب، في وقت قريب.
وبموجب اتفاقات مناطق خفض التوتّر، يتمّ نشر وحدات من الشرطة العسكريّة الروسيّة في حدود تلك المناطق، ضمن قوّات مراقبة الوضع فيها.