الأسدي: يتمّ حصر «داعش» على طرفَي الحدود للقضاء عليهم والزاملي يتّهم ضمنيّاً «البيشمركة» بتهريب قادة إرهابيّين
قال المتحدّث الرسمي بِاسم هيئة الحشد العشبي أحمد الأسدي أمس، إنّ «عدد مسلّحي «داعش» الذين وصلوا إلى البوكمال خلال عملية نقلهم التي تمّت تحت إشراف الجيش السوري، يقارب 700 عنصر»، مضيفاً «نحتاج لساعات قليلة للقضاء عليهم».
وأفاد الأسدي، بشأن قرب موقع البوكمال الجغرافي من الأراضي العراقية، أنّ «البوكمال أساساً يتواجد فيها تنظيم «داعش»، ويتواجد أيضاً في الصحراء العراقيّة المقابلة للبوكمال، الذين سنقضي عليهم في العمليّات المقبلة ونغلق الحدود العراقيّة السورية بشكلٍ كامل»، بحسب تعبيره.
وتابع قائلاً: «نحن في الحشد الشعبي نستعدّ ونعدّ العدّة لطرد كلّ عناصر «داعش» من العراق، حتى لو جاءهم إمداد من خارج العراق»، مضيفاً أنّ «سورية تستخدم هذا الأسلوب في المفاوضات، ومن ثمّ عملية نقل للمسلّحين منذ عامين»، مبيّناً أنّ هذا الأسلوب لا يقتصر على «داعش»، بل حتى على مسلّحي المعارضة «المعتدلة».
وأشار إلى أنّ «القوات العراقيّة تنوي حصر مسلّحي «داعش» في مناطق حدوديّة ثمّ القضاء عليهم جميعاً، وكذلك يفعل الطرف السوري».
يُذكر أنّ قافلة من مسلّحي «داعش» وأسرهم غادرت أول أمس الاثنين، منطقة الحدود اللبنانية السورية، ترافقها قوة من الجيش السوريّ، ليتخلّوا بذلك عن الجيب الذي سيطروا عليه ويرحلوا إلى شرق سورية بعد معركة استمرّت أسبوعاً.
وينهي الانسحاب وجود عناصر التنظيم على الحدود، وهو ما يمثّل هدفاً مهمّاً للبنان، كما أنّها المرة الأولى التي يوافق فيها «داعش» علناً على الانسحاب مجبراً من أراضٍ يسيطر عليها في سورية.
على صعيدٍ آخر، حذّر رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي، أمس، من محاولات لـ«تهريب» قادة تنظيم «داعش» من ناحية العياضية بمحافظة نينوى مقابل مبالغ مالية، داعياً قوّات البيشمركة إلى منع حدوث ذلك.
وقال الزاملي في بيان له: «من خلال زيارة قضاء تلّعفر واللقاء بقائد عمليات «قادمون يا تلّعفر» الفريق الركن عبد الأمير يار الله، تبيّن لنا وجود عدد كبير من الإرهابيّين والقياديّين من عصابات «داعش» الإرهابيّة»، مبيّناً أنّ «عددهم حوالى 1000 قيادي من جنسيّات مختلفة، بعد أن تمكّنت قوّاتنا المسلّحة من قتل أكثر من 1000 آخرين».
وأضاف الزاملي، أنّ «هناك جهات تقوم بتهريب هذه القيادات من ناحية العياضيّة مقابل مبالغ ماليّة»، داعياً قوّات البيشمركة إلى «منع حدوث هذه الحالات، والقبض عليهم وتسليمهم إلى الجهات المختصة».
وأكّد الزاملي «ضرورة التعاون بين مختلف تشكيلات القوّات العسكرية من أجل القبض على قادة «داعش» الإجرامي»، لافتاً إلى أنّ «هروبهم سيشكّل خطراً على أمن المناطق المحرّرة عموماً، والعاصمة بغداد خصوصاً».
ميدانياً، قال المستشار الإعلامي لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي، إنّ الإعلان عن تحرير العياضية سيجري خلال الساعات القليلة المقبلة. وحذّر رئيس لجنة الدفاع في البرلمان حاكم الزاملي، خلال لقاءه بقائد عمليات «قادمون يا تلّعفر» من محاولات تهريب أو هروب قادة «داعش» من ناحية العياضية، ويدعو قوّات البيشمركة إلى التعاون مع القوات المحرّرة ومنع مثل هذه الحالات.
ودخلت القوّات العراقيّة مسافة 300 متر في المربع الجنوبي للعياضيّة بقضاء تلّعفر، وأشارت مصادر إلى أنّ القوّات العراقيّة استهدفت وبشكلٍ مكثّف مواقع تنظيم «داعش» في المنطقة، وأنّ القوّات العراقيّة خاضت حرب شوارع مع مسلّحي «داعش» في العياضية وباستهدافها على نحو مكثّف مواقع التنظيم.
وتابعت المصادر قائلة، إنّ أكثر من 80 من مسلّحي «داعش» الهاربين من العياضية سلّموا أنفسهم إلى قوّات البيشمركة، مضيفاً أنّ القوّات العراقيّة طوّقت عناصر «داعش» داخل العياضية في قضاء تلّعفر والمسلّحون يختبئون في المنازل.
بدوره، قال مدير مكافحة المفخّخات في الشرطة الاتحادية العراقية، إنّه جرى رفع المفخّخات إفساحاً لتقدّم القوّات العراقيّة في المدينة. من جهته، قال عضو المفوّضية العليا لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، لا انتهاكات ضدّ المدنيّين في تلّعفر من القوّات العراقيّة.
وحرّرت القوّات العراقيّة تلالاً استراتيجية عند الجهتين الغربيّة والشرقية للعياضية. وأفاد إعلام الحشد، أنّه تمّ تحرير قرية «قولو باش» شرق المدينة، وأحكم الجيش السيطرة على سلسلة جبال «ساسان» جنوب المدينة، وحرّر مبنى الحكومة في العياضيّة ومحطة تعبئة الوقود في الناحية.
كما حرّرت القوّات الأمنيّة، وادي الوشاش شمال شرقي العياضية. وأفاد مصدر نقلاً عن إعلام الحشد الشعبي، أنّ «فرقة الردّ السريع، وبإسناد طيران الجيش، حرّرت وادي الوشاش بالكامل بعد مواجهات شرسة مع داعش».
وأضاف، أكّد إعلام الحشد مواصلة تقدّم القوّات العراقيّة لتحرير العياضيّة بالكامل، والتي تُعتبر المعقل الأخير لـ«داعش» شمال تلّعفر ضمن المحور الغربي للموصل.
وأشارت القوّات العراقيّة المشتركة، إلى أنّ الحشد الشعبي دمّر مقرّ «جند الخلافة» لـ«داعش» وسط العياضيّة.
وتُعتبر هذه الخطوة استمراراً للحرب التي تخوضها القوّات العراقيّة المشتركة منذ أشهر لاستعادة المناطق، التي سيطر عليها مسلّحو تنظيم «داعش».
وقد أعلنت القوّات العراقيّة الأحد الماضي، بعد تحريرها مدينة تلّعفر، أنّ وجهتها القادمة ستكون إلى ناحية العياضية المجاورة لها، آخر مناطق سيطرة «داعش» غرب الموصل.