سدّ هيوستن قد ينهار بضغوط إعصار هارفي!
وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إلى تكساس لتفقد الولاية الغارقة شوارعها جراء أمطار غير مسبوقة نتيجة العاصفة هارفي التي تهدد الآن لويزيانا المجاورة، مصمماً على إظهار وحدة صف البلاد في مواجهة هذه «المأساة الفظيعة».
وأكدت السلطات في الوقت الحاضر «وفاة ثلاثة أشخاص على ارتباط بالعاصفة»، مشيرة إلى «وفاة ستة آخرين ربما على ارتباط» بظروف الطقس منذ الأحد. وبذلك يكون قد ارتفع عدد ضحايا الإعصار هارفي إلى 14 شخصاً.
ومن غير المتوقّع أن يزور الرئيس الذي ترافقه السيدة الأولى ميلانيا ترامب هيوستن المهدّدة «بتصاعد مستوى المياه بصورة متواصلة»، لكنه توقف في مدينة كوربوس كريستي لتفقد الأضرار في هذه الولاية الجنوبية الشاسعة، وهي ثاني أكبر ولاية أميركية من حيث المساحة.
وقال أول أمس، إن «طيبة الناس لا تصدّق»، مشيداً بالتضامن الذي يظهره الجيران والأصدقاء و «مجهولون» في مواجهة هذا الإعصار المدمر، الأقوى الذي يضرب الأراضي الأميركية منذ الإعصار كاترينا عام 2005.
وقال «نحن عائلة أميركية، سنقاوم معاً»، حرصاً منه على «طرح نفسه في موقع الشخصية القادرة على لمّ الشمل»، وهو دور لم ينجح في أدائه أو تجسيده منذ دخوله إلى البيت الأبيض قبل سبعة أشهر من شدة ما أثار أزمات وأجج الانقسامات بين الأميركيين.
ووعد بأنّ الحكومة الفدرالية ستدعم إعادة إعمار يتوقع أن تكون «طويلة ومكلفة».
وهيوستن هي رابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة، إذ يبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة، في ما يبلغ عدد سكانها مع ضواحيها ستة ملايين نسمة.
غير أن السلطات تحذّر بأنّ «الخطر ما زال قائماً»، متوقعة أن «تبلغ الأمطار ذروتها الأربعاء أو الخميس وأن تشتد العاصفة على الساحل».
ونقلت وسائل إعلام محلية سابقاً أن الإعصار هارفي ألحق ضرراً بصهريجين لتخزين النفط في تكساس وتسبّب في تعطيل عمل 15 من المصافي وفي تقليص إنتاج النفط بنسبة 22 في الخليج المكسيكي.
يُذكَر أنّ بعض الخبراء الأميركيين وصفوا الإعصار هارفي بـ «أكبر عاصفة في تاريخ الولاية»، إذ وصل معدل هطول الأمطار في مدينة هيوستن في أعقاب هارفي إلى نحو 75 سنتمتراً، ما حوّل شوارعها إلى شبكة أنهار تتدفق المياه فيها.
وجدّدت صحف أميركية دعواتها إلى «ضرورة الاهتمام بموضوع الاحتباس الحراري»، مشيرة إلى أن «هذا الإعصار ثمرة التغير المناخي».
وتسبب هذا الإعصار في إخلاء المستشفيات كافة وإغلاق العديد من المدارس والمحال التجارية والطرقات والمطارين الرئيسيين وانقطاع التيار الكهربائي في آلاف البيوت.
في السياق نفسه، أكد مسؤولون في ولاية تكساس الأميركية ظهور ثغرات في سد كبير بمحيط مدينة هيوستن مما يهدد بإغراق المناطق المحيطة في وقت اجتاح فيه إعصار «هارفي» المدمر الولاية.
ونقلت محطة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن المسؤول المحلي جيف ليندنر قوله «إن مستوى المياه ارتفع حتى حد حوض سد أديكس، بالرغم من محاولات فرق الهندسة التخفيف من الضغوط على السد عن طريق فتح بوابات عدة».
وأشارت معلومات جيولوجية رسمية إلى أن «مستوى المياه في حوض سد أديكس تجاوز 32.9 متراً أمس، وبدأت المياه تفيض عن جسم السد».
وأوضحت «بي بي سي» أنّ «انهيار السد يهدّد بإغراق مناطق مأهولة في وادي نهر بوفالو بايو الذي يمر عبر هيوستون، رابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة».
وامتنع المسؤولون، حسب «بي بي سي»، عن تقدير حجم الأضرار التي سيجلبها انهيار السد، وقال ليندنر: «لم نواجه أمراً كهذا من قبل، ونبذل كل ما بوسعنا بغية منع ما ستلحقه المياه من أضرار».
تجدر الإشارة، إلى أن ألوف المواطنين الأميركيين أجبروا على مغادرة منازلهم بسبب الخطر الذي يشكله إعصار هارفي، أخطر كارثة طبيعية ضربت ولاية تكساس خلال الأعوام الـ50 الماضية.
ومن المتوقع أن يمر قلب العاصفة الذي ينتقل ببطء، في خليج المكسيك من جديد اليوم قبل أن يصعّد غداً في اتجاه الشمال الشرقي فيضرب جنوب غرب لويزيانا حيث أعلن ترامب الأربعاء الماضي «حالة الطوارئ».
وتستعد الوكالة الفيدرالية للحالات الطارئة فيما لاستقبال 30 ألف شخص في مراكز إيواء للحالات الطارئة في المنطقة. وأعلنت عن استقدام 8500 موظف فيدرالي لتعزيز السلطات المحلية، فضلاً عن إرسال وسائل فنية وإنسانية.
وحشد حاكم تكساس غريغ أبوت أمس، قوات الحرس الوطني التابعة للولاية بكامل أعضائها الـ12 ألفاً، بعدما نشر في مرحلة أولى ثلاثة آلاف من قوات الاحتياط المؤلفة من مدنيين يشاركون بانتظام في تدريبات في الجيش.
وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس «نتوقع أن يكون ما يصل إلى نصف مليون شخص في تكساس بحاجة لإعانة مالية أو أن يطلبوا مثل هذه الإعانة. إننا على يقين بأن الأمر لم ينته إطلاقاً بعد».