رئيس الجمهورية يطلب من السلطات إجراء التحقيقات اللازمة بقضية العسكريين لتحديد المسؤوليات
وجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة الذكرى السابعة والتسعين لإعلان دولة لبنان الكبير، وعشية عيد الأضحى المبارك، كلمة إلى اللبنانيين عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع. وقال: «أريد تهنئة اللبنانيين بثلاث مناسبات، أولها عيد الأضحى المبارك، ولهذا العيد المبارك أمثولتان، إذ إن هناك قيماً مطلقة تستحق التضحية لأجلها وأحياناً تجب التضحية في سبيلها وهي الحرية، وثانياً للإنسان قدسية سامية لا يمكن التضحية بها، إلا حين يقرر الانسان أن يضحي بذاته لحرية إخوته وأهل مجتمعه ووطنه».
كما هنأ الرئيس عون بالمناسبة الثانية، وهي مناسبة «انتصار لبنان على الإرهاب. وهو اليوم الذي يجسد معنى الأضحى بكل دقة، لأنه انتصار على أشنع طاعون، ولم يكن ممكناً لولا تضحية أبطال عظام منهم مَن سار شهيداً، ومنهم من أصيب، ومنهم مَن يقف على حدود الوطن دفاعاً عن وجودنا، ولهؤلاء جميعاً كل التحية والتقدير والاحترام».
وهنأ بالمناسبة الثالثة، وهي «الذكرى الـ97 لإعلان لبنان الكبير الذي صار كياناً نهائياً لنا جميعاً نتيجة إرادة أبنائه»، مشيراً إلى أن «هذا لبنان الذي نؤكد اليوم أنه كان ولا يزال وسيبقى كبيراً، لا بمساحة أرضه ولا تعداد سكانه. إنه لبنان كبير بالقيم التي يحملها والرسالة التي يحملها والتضحيات التي تقدّم لأجله ولأجل قيمه التي طليعتها الحقيقة».
وختم: «من هنا واحتراماً للحقيقة كقيمة إنسانية، واحتراماً لشهادة الشهداء ومعاناة أهاليهم، وكي لا يُتّهم بريء في ملفات وطنية كبرى طاولت قوانا المسلحة، وأدمت قلوب اللبنانيين، أطلب من السلطات إجراء التحقيقات اللازمة لتحديد المسؤوليات، ووحدها الحقيقة تحرّر».
على صعيد نشاط رئيس الجمهورية فقد أقسم الرئيس الجديد لمجلس شورى الدولة القاضي هنري يوسف الخوري اليمين أمام الرئيس عون، في حضور وزير العدل سليم جريصاتي.
وبعد القسم، تمنّى عون للقاضي الخوري التوفيق في مهامه الجديدة، لافتاً إلى دور مجلس شورى الدولة في عملية الإصلاح ومكافحة الفساد وحفظ حقوق المواطنين ومنع تجاوز حدّ السلطة وتعزيز الرقابة الإدارية.
واستقبل الرئيس عون وزير النقل الأميركي الأسبق راي لحود مع وفد من شراكة النهضة اللبنانية – الأميركية LARP تحدث باسمها وليد معلوف، معرباً عن الأمل في أن يكون عهد الرئيس عون صفحة مضيئة في تاريخ لبنان.
وقدم لرئيس الجمهورية «الوثيقة السياسية لشراكة النهضة اللبنانية الأميركية»، التي تضمنت «تحديد الحدود وحفظ الأمن بتعزيزات أمنية جدية»، مشدداً على أهمية «بناء الدولة الحاضنة والقوية، دولة المواطنة لا دولة الطوائف، دولة الفرص والحلول المستدامة لا دولة توليد الأزمات».
كما تحدّث السيناتور لحود شاكراً الرئيس عون على استقباله والوفد المرافق، مشيراً إلى أنها الزيارة السابعة عشرة له للبنان، منذ العام 1995، ومعتبراً أنه من أبرز الاصوات المدافعة عن لبنان وقضيته في الولايات المتحدة الاميركية والكونغرس الاميركي. وإذ رحّب بالتقدم الكبير الحاصل في لبنان على صعد عدة، فإنّه حيّا «قيادة الرئيس عون الحكيمة، وما ينوي القيام به من أجل مستقبل لبنان».
وأكد الرئيس عون من جهته أن الأمم المتحدة تعمل هذه السنة تحت شعار عيش السلام بين الشعوب في العالم، داعياً دول العالم إلى الابتعاد عن اعتماد لغة السلاح، كلغة تخاطب بينها، إذ «لا يمكن أن يكون السلام قائماً عبر المدفع والطائرة والدبابة، إنما من خلال ثقافة جامعة نحن مدعوون لأن نبنيها معاً من خلال التعاون بين مختلف الشعوب لتعزيز أسسها»، معتبراً «ان هذه الأسس تبدأ باحترام حرية المعتقد، إضافة إلى احترام حق الاختلاف بين البشر وحرية التعبير. وهي مبادئ يتم من خلالها بناء سلام بين الأمم قائم على القبول بالآخر والعيش المشترك».
وفي قصر بعبدا، النائب السابق سعود روفايل ونجله المحامي يوسف سعود روفايل اللذان عرضا على الرئيس عون حاجات منطقة البقاع الشمالي، وقدّما التهاني لمناسبة تحرير جرود المنطقة من الإرهابيين.