مختصر مفيد فتِّش عن أميركا
مختصر مفيد فتِّش عن أميركا
في مرات سابقة بذل الأميركيون كل مسعى ممكن لإدامة داعش في كل من العراق وسورية وإدارته فيهما، فقالوا علناً بأن الطريقة المثلى للحرب هي بفتح باب الانسحاب لداعش من الموصل باتجاه تلعفر، ومنها نحو الأنبار أو نحو دير الزور. وفي الرقة قالوا شيئاً مشابهاً لفتح الباب لانسحاب داعش نحو البادية أو دير الزور.
ترجم الأميركيون مساعيهم لإدامة داعش وإدارته بضغوط على العراق لمنع الحشد الشعبي من إغلاق طرق الانسحاب أمام داعش عبر منعه من التمركز لجهة تلعفر أثناء حرب الموصل. وكذلك حرّكوا حلفاءهم الأكراد والأتراك لإثارة المخاوف من اقتراب الحشد الشعبي من تلعفر للغرض ذاته.
في سورية اضطرت روسيا لإطلاق صواريخ كاليبر العابرة للقارات على تخوم البادية لإبادة حشود لداعش تنسحب من الرقة، برعاية أميركية لإيصال رسالة حازمة بأن الأمر خط أحمر.
الرغبة الأميركية بإدامة داعش وإدارة الحرب مع التنظيم وعليه، بقيت اجتهاداً بلا دليل قاطع حتى كشف السيد حسن نصرالله واقعة الاتصالات الأميركية الرسمية بالدولة اللبنانية لوقف قرار المواجهة الذي اتخذته مع داعش في الجرود، وما تضمّنه العرض الأميركي من دعوة لتأجيل المعركة سنة على الأقل، وما رافق ذلك من تهديد بوقف دعم الجيش اللبناني إن لم تستمع الطلبات الأميركية.
يقطع الشك باليقين ويكشف سر الانزعاج من الانتصار ومحاولات تشويهه وإثارة الغبار حوله.
فتش عن أميركا.
ناصر قنديل
ينشر هذا المقال بالتزامن مع الزميلتين «الشروق» التونسية و«الثورة» السورية.