نصرالله: بانتظار مزارع شبعا… حاول الأميركيون تعطيل قرار سيادي… فأحبطهم رئيس شجاع توجّهتُ للقاء الرئيس الأسد لطلب المساعدة بكشف مصير العسكريين… وعون يطلب تحقيقاً

كتب المحرّر السياسي

تضاربت المعلومات عن مصير قافلة مسلحي داعش وعائلاتهم المنسحبين من القلمون، وما إذا كان توقفهم عند نقطة التبادل على أطراف محافظة دير الزور ضمن ترتيبات التبادل الذي تواصل لجثامين شهداء بانتظار بقية الأسرى، أم بسبب ما قال عنه الأميركيون من غارات قاموا بشنّها لمنع القافلة من التقدم، متذرعين بعدم استهدافها حرصاً على المدنيين الموجودين في الحافلات؟

الحدث بقي رغم التشويش الأميركي ومتفرعاته، في الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي تقاطرت إليه عشرات الألوف من كل المناطق والألوان والتشكيلات اللبنانية، للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وسماع خطابه التاريخي في عيد التحرير الثاني، الذي أعلن خلاله السعي لامتلاك لبنان، الذي بات مسيّجاً بوجه كل عدوان، خطة وطنية لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، بعدما أثبتت معادلة الجيش والشعب والمقاومة فاعليتها وجدواها في التحريرين الأول والثاني، فلنستعد للتحرير الثالث.

طمأن السيد نصرالله الخائفين على مصير المناطق المحرّرة فقال الحدود والجرود بعهدة الجيش، معيداً معادلة السعي لجيش قوي، داعياً المصوّبين على المقاومة للبحث عن غير متراس الجيش للتصويب من ورائه، كاشفاً معلومات عن تدخل أميركي لتعطيل قرار التحرير بالتهديد بوقف المساعدات عن الجيش اللبناني ما لم تتوقف عملية فجر الجرود أو تؤجل للعام المقبل على الأقل، مضيفاً أن القرار كان سيادياً بامتياز والفضل فيه لشجاعة ووطنية واستقلال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي حسم الأمر.

معلومات أخرى كشفها السيد نصرالله عن أسرار عملية التحرير الثاني، بإعلانه عدم وجود أسباب سورية أو أسباب خاصة لدى حزب الله للسير بالعملية غير الحسابات الوطنية، وفي مقدمتها إزالة التهديد الذي يمثله الإرهابيون على لبنان، ما اضطر السيد نصرالله لزيارة دمشق شخصياً للقاء الرئيس السوري بشار الأسد طلباً للتعاون في تنفيذ العملية من جهة والمساعدة بتحمّل الإحراج الناجم عن نقل المسلحين، إذا سار التفاوض نحو كشف مصير العسكريين اللبنانيين التي تشكل قضية وطنية لبنانية وقضية إنسانية، وجاءت موافقة الرئيس الأسد، رغم أن العملية ليست أولوية عسكرية سورية وأن نقل المسلحين يسبّب حرجاً كبيراً لسورية، تلبية لطلب السيد نصرالله ترفعاً وتضحية تستحقان الشكر، خصوصاً في ظل الحملات التي تستهدف سورية من بعض اللبنانيين.

في سياق موازٍ، كان رئيس الجمهورية في إطلالة مسائية في ذكرى إعلان لبنان الكبير يعلن دعوته الأجهزة المعنية للتحقيق في قضية العسكريين المخطوفين، والكشف عن أي تقصير أو مسؤوليات تسبّبت باستشهادهم قبل أكثر من عامين.

نصرالله: لبنان مسيَّج بالمعادلة الذهبية

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان عيد التحرير الثاني في مدينة بعلبك، نهاية مرحلة الوجود الإرهابي في لبنان والتأسيس لمرحلة جديدة أساسها أن مفاعيل الإرهاب السياسية اللبنانية كشريك في الواقع الداخلي والمعادلة الداخلية قد انتهى وأن دائرة التحصين اللبناني وصلت إلى مرحلة دفعت السيد للقول بأن عناصر القوة تستطيع أن تهزم مَن يفكر بالاعتداء على البلد طالما فيه رجال الله، إذا أردوا أراد. فمعادلة حماية لبنان الجديدة التي رسمها السيد نصرالله وبسمل فيها خطابه بالمعادلة الذهبية وأنهاه فيها أمر ليس صدفة، وكأنه يقول إن هذه المعادلة هي عنوان حصانة وسياج لبنان وقوته والدفاع عنه في المستقبل.

وكشف السيد نصرالله عن زيارته دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، وأن تعاون الرئيس الاسد في مسألة العسكريين الشهداء كان بُعيد عن الحسابات السورية، بل تعاون لحسابات لبنانية بحتة بناءً على التضحية الدائمة من سورية لحساب لبنان إضافة الى ما يمثله الامين العام لحزب الله من وزنٍ وتقدير عاليين لدى القيادة السورية والرئيس الأسد تحديداً.

كما أفصح السيد نصرالله وللمرة الأولى بكثيرٍ من الوضوح عن بعض الأسرار التي رافقت معركتا الجرود الأولى والثانية، وميّز هنا بين موقف الدولة وموقف الحكومة، حينما تحدّث عن القرار السيادي اللبناني الذي اتخذته الدولة وتعمّد الإشارة الى الدولة كصاحبة قرار وليس الى الحكومة. وهنا التحديد المقصود به اضافة النوعية الى معيار الدولة هو رئيس الجمهورية الذي اعتبر السيد وجوده الفارق النوعي الذي أسس لمعدلات سيادية أساسها وجود صاحب قرار تجاوز الضغوط وتعملق متجاوزاً حالة الإرباك التي أصابت الحكومة والوسط السياسي وصولاً الى اتخاذ القرار الحاسم بالذهاب بالدولة والجيش والحكومة الى معركة الجرود الثانية. كما ظهر في السياق الدور الذي اضطلع به رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وزاد السيد إلى جانب الدور المتقدم الذي يلعبه بري على الساحة الوطنية إضافة نوعية كرمز لمعادلة الجمع بالبلد وتغطية المرحلة الماضية الأخيرة سياسياً على صعيد الحكومة وإرباكها إزاء معركة الجرود وعلى صعيد العلاقة مع سورية وزيارة الوزراء الى دمشق. وتوجّه السيد نصرالله بالشكر الى القيادة السورية على مساهتمها في إنجاز هذا التحرير، مؤكداً انها تحمّلت الحرج الذي وقعت به من أجل لبنان، كما دعا الى التنسيق مع سورية معتبراً أنها تأتي بناء على مصلحة لبنان ولا هدف لها أبداً في إسقاط الحكومة، وطالب باتخاذ قرار سيادي بالتنسيق مع سورية، لأن في ذلك مصلحة لنا ويجب الإسراع في ذلك بعيداً عن الضغوط الغربية.

ولم يبخل الأمين العام للحزب على رئيس الحكومة سعد الحريري بأنه أمّن غطاء ما للجيش، رغم الضغوط التي مورست عليه، وهنا أثبت السيد نصرالله صحة كل الخيارات الاستراتيجية التي اتخذها في البلد، منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية وأن تحرير الجرود وتحقيق الانتصارات هو من ثمار هذه الخيارات وتراكم الإنجازات. وأشار السيد نصر الله إلى أننا ننتظر قراراً سيادياً آخر من الدولة اللبنانية، لأن هناك أرضاً لبنانية ما زالت تحت الإحتلال «الإسرائيلي» هي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، مطالباً الدولة اللبنانية بخطة لتحريرها بقرار سيادي.

وكشف سيد المقاومة أن الأميركيين كانوا لا يريدون خوض المعركة مع التنظيمات الإرهابية في الجرود، بل أرادوا إبقاء الجرود بؤرة للاستثمار الأمني والسياسي، ولكن الواقع قد فرض نفسه بإطلاق هذه المعارك، وقال: «عندما تحقق الانتصار في جرود عرسال أبلغ الأميركيون اللبنانيين رسالة غضب. وعندما قررت الدولة اللبنانية أن يقوم الجيش اللبناني الباسل بتحرير ما تبقى من الجرود، عاد الأميركيون من جديد وطلبوا من المسؤولين اللبنانيين عدم القيام بهذه العملية العسكرية وهددوا بقطع المساعدات عن الدولة اللبنانية».

وأشاد السيد نصرالله بالجيش وخصّص له فقرة خاصة وحذّر من أن يستخدم كمصلحة سياسية لأحد. واعتبر تراكم قوة الجيش يؤدي الى تعزيز معادلة الجيش والمقاومة والشعب، وليس ذهاب المقاومة إلى التقاعد، كما يحاول البعض التصوير في اطار الصراع السياسي والإعلامي في البلد.

مرة جديدة، وقف السيد نصرالله ومن موقع المنتصر والقادر والمترفع، دعا الى تهدئة الخطاب السياسي الذي صاحب المعركتين الأخيرتين في الجرود وإعادة تهدئة الوضع الداخلي وسلّم بقاء الحكومة كحامية للجميع، وأن لديها دوراً تؤديه. ودعا الجيش الى تسلم المنطقة التي تمّ تحريرها منذ اليوم وقطع الطريق عملياً على كل الجهد الإعلامي والسياسي الخبيث داخلياً وخارجياً، الذي واكب معارك الجرود لمن يحاولون زرع الخلاف بين الجيش والمقاومة. وأثبت السيد بأن لديه من الحصافة والرؤية والمعلومات والاستطاعة لاستيعاب الزوبعة والاستمرار بمسيرة الانتصارات ومراكمتها.

وتشير مصادر مطلعة لـ «البناء» الى أن «حزب الله مستعدّ منذ اللحظة التي حرّر فيها جرود عرسال في السلسلة الشرقية في تموز الماضي لتسليمها إلى الجيش اللبناني. وتؤكد المصادر أن «بعض الترتيبات الروتينية الأمنية بين الطرفين تؤخر عملية التسلّم والتسليم للمواقع والمناطق الجردية التي حرّرها حزب الله»، ليضيف مصدر عسكري لبناني لـ «البناء» بأن عملية التسلم لتلك المواقع تؤخرها أمور لوجستية لا زالت وحدات الجيش في طور العمل على إنجازها».

وتحدّث السيد نصرالله عن المعادلة الكبرى التي صنعتها انتصارات المقاومة، ربطاً بهزيمة المشروع الأميركي «الإسرائيلي» على مستوى المنطقة من قبل محور المقاومة بالتحديد، مستنداً الى معادلة أطلقها الرئيس الأسد من قبل، وأعاد السيد تبنّيها أمس، بأن كلفة الانتصار أقلّ بكثير من كلفة الاستسلام، وبالتالي حذّر بعد هزيمة تنظيم «داعش» في المنطقة من أن يعمد الأميركي و«الاسرائيلي» الى اعادة انتاج الفكرة تحت مسمّيات وعناوين جديدة.

واعتبر أن «أميركا وإدارة ترامب هي مصدر الخطر الحقيقي، فمن مصلحتها زرع الانقسامات في منطقتنا ومن بينها الانقسام الخليجي الحالي، ونوّه بأن لبنان المنتصر والمقاومة سيتعرّضان لضغوط. وهناك ماكينة كبرى مسخرة لخدمة إسرائيل تعمل على التصويب على حزب الله واستهدافه، وحذّر «من يحرّض على حزب الله بأن عليه أن يعرف أن أي عقوبات على حزب الله ستنعكس على جميع اللبنانيين، وبالتالي تجب مواجهة الضغوط على لبنان، بروح التعاون ومن دون تهويل».

وأعطى السيد حيزاً هاماً للقلق والخوف الذي يعتري كيان الاحتلال حيال الانتصار ومحاولته الاستعانة بأميركا تارة وروسياً طوراً، في سياق محاولة إدارة معادلة ما بعد «داعش»، لكن واضح أن لدى السيد الثقة بقوة المعادلات التي بين يديه وصنعتها المقاومة بأن هذا الخطر «الاسرائيلي» موجود تحت أعين المقاومة.

عون: للتحقيق في قضية العسكريين

وأكد رئيس الجمهورية في كلمة وجّهها الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى 97 لإعلان دولة لبنان الكبير وعيد الأضحى أن يوم انتصار لبنان على أبشع وأشنع طاعون، أي الإرهاب لم يكن ممكناً لولا تضحيات أبطال عظام دفاعاً عن حريتنا.

و»احتراماً لشهادة الشهداء ونظراً للالتباس القائم منذ 3 سنوات كي لا يتهم بريء أو يُبرَّأ ظالم»، طلب الرئيس عون من السلطات المختصة إجراء التحقيقات الضرورية في موضوع العسكريين لـ «تحديد المسؤوليات، فوحدها الحقيقة تحرّر».

واعتبر الرئيس عون أن عيد الأضحى يعلّمنا بأن هناك قيماً مطلقة تستحق التضحية من أجلها، وأولها الحرية وأن التضحية هي قرار ذاتي، مشدداً على أن لبنان كان ومازال وسيبقى كبيراً لا بمساحة أرضه بل بقيمه.

تسجيل يكشف عملاً إرهابياً خطيراً

وفي إطار الخطر الأمني الكبير الذي كانت تشكله التنظيمات الإرهابية في الجرود، اضافة الى خطرها العسكري، نشر الإعلام الحربي للمقاومة تسجيلاً كان قد عثر عليه حزب الله أثناء عملية تمشيط للمواقع التي كان يحتلها عناصر تنظيم «داعش» في جرود القلمون موقع أبو السوس . وهو مركز موفق الجربان «امير تنظيم داعش في القلمون» على كارت ذاكرة sd في محفظة كان قد نسيها أحد الارهابيين خلفهم. وبعد تحليل محتواها، تبين أنها تحتوي على تسجيل فيديو يظهر فيه رسالة احد مسؤولي التنظيم الارهابي وهو يشرح مخططاً كان ينوي التنظيم تنفيذه ويقضي باحتلال بلدتي القاع ورأس بعلبك، وذلك ضمن خطط التنظيم احتلال البلدات اللبنانية.

وقد حالت المعركة الاستباقية التي شنتها المقاومة بالتعاون مع الجيشين اللبناني والسوري في منع تحقيقها، وحولت مخططات داعش وتهديداته سراباً، واستطاعت بذلك حماية البلدات اللبنانية على الحدود كافة من الخطر الداهم الذي كان يتربّص بها وبالأهالي الآمنين ومنع ان تتحول البلدات اللبنانية امارات تحت حكم التنظيمات الارهابية.

في إطار العمليات الاستباقية التي تنفذها وحدات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، أوقفت مديرية المخابرات في بلدة عرسال السوري باسل محمد عبد القادر الملقب بـ «أبو أنس السحلي»، وهو أحد أبرز قياديي تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي كان منتشراً في جرود البلدة. وبالتحقيق معه اعترف بمشاركته في الهجوم على مراكز الجيش اللبناني في وادي الحصن بتاريخ 2 /8 /2014، وتشكيله خلية إرهابية عملت على إطلاق صواريخ عدة باتجاه العديد من البلدات البقاعية، وتجهيزه عدداً من السيارات المفخخة، انفجر بعضها في الداخل اللبناني. كما أقدم على تجنيد أشخاص وتهريبهم لمصلحة التنظيم الإرهابي المذكور، وتأمين وصول الدعم المالي له، بالإضافة إلى خطف لبنانيين وسوريين مقابل الحصول على فدية مالية، وشراء أسلحة وذخائر حربية.

الدستوري قرّر تعليق قانون الضرائب

وعلى صعيد آخر، وفي ما وقع رئيس الجمهورية قانون سلسلة الرتب والرواتب وقانون الضرائب، قرر المجلس الدستوري تعليق مفعول قانون الضرائب الذي طعن في دستوريته النواب: سامي الجميل، نديم الجميل، سامر سعادة، ايلي ماروني، فادي الهبر، دوري شمعون، فؤاد السعد، سليم كرم، خالد الضاهر وبطرس حرب، مع حفظ بتّ مراجعة الإبطال في الشكل والاساس، ريثما يصدر القرار في القانون المطعون فيه.

ومن جهة أخرى، طلبت وزارة التربية من المدارس الخاصة كافة تقاضي الدفعة الأولى من القسط المدرسي للعام الدراسي 2017/2018 بقيمة 30 من اقساط العام الدراسي 2016/2017 ومن دون استيفاء اي زيادة، وذلك استناداً الى المادة الخامسة من القانون 515 تاريخ 6/6/1996، مع الإشارة إلى ان الوزارة بصدد دراسة الإجراءات المتعلقة بموضوع الأقساط مع الجهات المختصة كافة، بما يتفق مع الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى