قاذفات نووية أميركية فوق «الجزيرة الكورية»
قالت كوريا الجنوبية إن قواتها الجوية أجرت تدريبات مع قاذفتين أميركيتين نوويتين فوق شبه الجزيرة الكورية، أمس، بعد يومين من إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً فوق اليابان.
وجاءت التدريبات التي شملت القاذفتين الأميركيتين الأسرع من الصوت من طراز «بي-1بي» وأربع طائرات شبح «إف-35بي» إضافة إلى مقاتلات كورية جنوبية في ختام مناورات عسكرية سنوية مشتركة بين أميركا وكوريا الجنوبية تركّزت بالأساس على المحاكاة بالكمبيوتر.
من جهتها اعترضت كوريا الشمالية بشدة على المناورات التي اعتبرتها تحضيراً للغزو، وردت بسلسلة من التهديدات وإطلاق صواريخ في الأسابيع الماضية.
وفي سياق متصل حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كوريا الشمالية من أنها ستواجه «النار والغضب»، إذا ما هددت الولايات المتحدة. وقال إن الجيش الأميركي جاهز في حال وقوع أي استفزازات.
وكتب ترامب على حسابه في «تويتر»: «الولايات المتحدة تتحدث إلى كوريا الشمالية وتدفع لها إتاوة منذ 25 عاماً. الحوار ليس الحل»!
من جهته قال وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، حينما سأله الصحافيون إذا ما كانت الولايات المتحدة قد استنفدت الحلول الدبلوماسية مع كوريا الشمالية وسط تصاعد التوتر بعد سلسلة من التجارب الصاروخية أجرتها بيونغ – يانغ أجاب قائلاً «لا». وأضاف قبل اجتماعه مع نظيره الكوري الجنوبي في البنتاغون «لم نتخل قط عن الحلول الدبلوماسية. نواصل العمل سوياً وأنا والوزير الكوري الجنوبي نتشارك في مسؤولية توفير الحماية لبلدينا وشعبينا ومصالحنا».
وفي السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية جو جون – هيوك خلال مؤتمر صحافي دوري عقد اليوم، أن بلاده تشدد على ضرورة تحقيق نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، من خلال التخلص الكامل من الأسلحة النووية الكورية الشمالية.
وألمح المتحدث إلى أن بلاده ترفض احتمال إعادة نشر الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية على أراضيها. وكان هذا الموضوع قد أثير خلال اللقاء بين وزيري الدفاع الأميركي والكوري الجنوبي في 30 آب المنصرم.
ومن المعروف أنه تمّ سحب الأسلحة النووية التكتيكية للقوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية، بعد إعلان الرئيس الكوري الجنوبي عن نزع السلاح النووي في عام 1991 بهدف تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
في الوقت ذاته تعهّدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ونظيرها الياباني شينزو آبي أمس، بالتعاون في التصدي لتهديدات كوريا الشمالية.
وشددت ماي على ضرورة الرد بشكل جماعي على تهديدات النظام الدولي والسلام والاستقرار العالميين. ونوهت بأن ذلك «يجب أن يشمل التصدي للخطر الذي تشكله كوريا الشمالية وضمان وقف أعمالها العدوانية».
من جانبها أكدت الصين على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع رن قوه تشيانغ أمس، أن بكين لن تسمح مطلقا باندلاع حرب أو حدوث فوضى على حدودها.
وبدورها قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية خطير، وليس لعبة كمبيوتر، وذلك بعد أن حثت اليابان حليفتها الولايات المتحدة على التقدم بمقترح لفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية. وأعربت عن أسفها لأن بعض الدول تطبق العقوبات فقط، وتتجاهل دعوة قرار مجلس الأمن الدولي إلى الحوار.