أسوأ المخاوف تحقّقت.. أكثر من 58 مليار دولار قيمة أضرار «هارفي» وانفجاران بمصنع كيميائي في تكساس

وقع انفجاران ترافقا مع تصاعد دخان أسود في مصنع للكيميائيات في منطقة كروسبي بولاية تكساس الأميركية، بعدما تضرر جراء مرور العاصفة هارفي التي أسفرت عن مقتل 33 شخصاً على الأقل منذ وصولها المنطقة.

وتخشى تكساس المفجوعة بعد العثور على ست جثث لأفراد عائلة واحدة أن يكشف انحسار المياه بعد مرور «هارفي» عن حجم هائل من الضحايا والأضرار التي سيستغرق إصلاحها سنوات ومليارات الدولارات. ولا تزال العاصفة تضرب ولاية لويزيانا.

ويواجه مصنع مجموعة «أركيما» الكيميائية الفرنسية في كروسبي في تكساس منذ أيام مخاطر كارثية، وتم إخلاء محيطه على مسافة 3 كلم خشية وقوع انفجار بعد انقطاع تام لقدرة المصنع على تبريد مواده الشديدة الاشتعال.

وأفادت أجهزة الإنقاذ أمس، عن «وقوع انفجارين وتصاعد الدخان الأسود، بحسب بيان للمجموعة». وينتج مصنع كروسبي، شمال شرق مدينة هيوستن، البيروكسيدات العضوية وهي مركبات تستخدم في صناعة البلاستيك والمواد الصيدلانية.

أضافت «أركيما» في البيان أن «البيروكسيدات العضوية مواد شديدة الاشتعال، وأفضل ما يمكن القيام به، بالاتفاق مع السلطات، هو انتظار خبوت الحريق بنفسه»، وطلبت من السكان البقاء بعيداً عن المصنع تحسباً لانفجارات جديدة.

ولقي 33 شخصاً على الأقل مصرعهم منذ وصول العاصفة هارفي إلى جنوب تكساس مصحوبة بأمطار غزيرة استدعت إجلاء عشرات الآلاف.

في ما تم تأكيد مصرع عشرة أشخاص في عدد من مقاطعات جنوب شرق تكساس كما سجلت 23 وفاة «يحتمل أنها بسبب العاصفة هارفي»، على ما أعلن مكتب الأطباء الشرعيين في مقاطعة هاريس التي تشمل مدينة هيوستون.

وأثار العثور على جثث ستة أفراد من عائلة واحدة صدمة في الولايات المتحدة بكاملها، بعدما كانوا في عداد المفقودين منذ الأحد وعثر عليهم في شاحنتهم الغارقة الأربعاء، وهم أربعة أطفال بين 6 و16 عاماً برفقة جدّيهم.

وقال قائد شرطة مقاطعة هاريس إد غونزاليس في مؤتمر صحافي «إنّ أسوأ مخاوفنا تحققت».

بعد هطول 41 ترليون لتر من المطر في خمسة أيام على ولاية تكساس تخشى السلطات حالياً «أن يكشف انحسار المياه عن جثث أخرى كانت عالقة تحت الفيضانات».

وأعلن البيت الأبيض عن «زيارة لنائب الرئيس الأميركي مايك بنس تكساس أمس، للقاء السكان الذين تم إجلاؤهم»، الأمر الذي لم يفعله الرئيس دونالد ترامب حتى الساعة.

إلى جانب الخسائر في الأرواح، تتخوّف الولاية خصوصاً من حجم الأضرار المادية الناجمة عن «هارفي» والتي قد تتراوح بين 30 و100 مليار دولار، بحسب وكالة بلومبرغ.

وقدّر محللو مركز إدارة الكوارث والحدّ من المخاطر التكنولوجية في كارلسروهه ألمانيا قيمة الأضرار بحوالي «58 مليار دولار».

وتخشى ولاية تكساس النفطية المهمة شلل اقتصادها بعد إغلاق أو الشروع في إغلاق 15 مصفاة نفطية في المنطقة تعد 20.9 من قدرات التكرير الإجمالية في الولايات المتحدة.

وصرّح رئيس بلدية هيوستن الديموقراطي سيلفستر تيرنر أول أمس، في مؤتمر صحافي «آمل أن تتمكّن مدينة هيوستن، رغم شدّة هذه العاصفة، من العودة إلى ما كانت عليه والمضي قدماً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى