ظريف: الحلّ السياسي في سورية أمر ملموس بعد انتصارات الجيش على الإرهاب
جدّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التأكيد على الحلّ السياسي للأزمة في سورية، موضحاً أنّ الأوضاع الميدانيّة فيها تتحسّن وأنّ التنظيمات الإرهابيّة تعيش ظروفاً صعبة للغاية، الأمر الذي يشكّل فرصة تاريخيّة لمتابعة هذا الحلّ.
وقال ظريف في تصريح لموقع الحكومة الإيرانية: «نؤمن دوماً بأنّ أزمات المنطقة، ولا سيّما الأزمتين في سورية واليمن، ليس لها حلّ عسكريّ، وأنّ الحلّ الوحيد هو الحلّ السياسيّ المبنيّ على مشاركة الشعب في تقرير مستقبل بلاده»، مشيراً إلى أنّه لا يمكن للدول الأجنبية فرض وجهات نظرها على الشعب السوريّ، وبناءً على ذلك فإنّ الدول الإقليميّة والدوليّة لديها مهمّة وهي محاربة الإرهاب والتطرّف، ومهمّتها الثانية تسهيل التوصّل إلى حلّ سياسي مع الأخذ بعين النظر أنّ الشعب السوريّ هو الوحيد الذي يمكنه التوصّل إلى هذا الحلّ.
وبيّن ظريف، أنّ الحكومات الأجنبيّة ليست في وضع يمكّنها من تحديد الخطوط الحمراء للشعب السوريّ، وأنّه على هذه الحكومات أن تنسّق من أجل محاربة التطرّف والإرهاب، لأنّهما يمثّلان مشكلة عالميّة مشتركة ولا يقتصران على بلد واحد.
ولفتَ إلى أنّ إمكانيّة التوصّل إلى حلّ سياسي بات أمراً واقعياً وملموساً بعد أن كبّد الجيش العربي السوري وحلفاؤه تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابيّة في سورية الهزائم.
وأضاف ظريف، «بذلنا الكثير من الجهود في أستانة، وسنواصلها في الاجتماع المقبل»، معرباً عن أمله في أن يكون هناك مساعٍ أكثر جدّية من أجل إيصال المساعدات الإنسانيّة إلى مستحقّيها في سورية.
إلى ذلك، رحّب زعماء مجموعة «بريكس» البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا بعملية إقامة مناطق خفض التوتّر بسورية، معبّرين عن دعمهم للعمليّات التفاوضيّة.
وجاء في بيان صدر عن قمّة المجموعة المنعقدة في مدينة شيامن، جنوب شرقي الصين: «ندعم بحزم المفاوضات السلميّة في جنيف وعملية أستانة، ونرحّب بإقامة مناطق خفض التوتّر في سورية، والتي ساهمت في تخفيف مستويات العنف، وإضفاء ديناميّة إيجابيّة، وتوفير الظروف لتحقيق تقدّم ملحوظ في المفاوضات السلميّة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وجدّد الزعماء موقفهم من الأزمة السوريّة، والذي مفاده أنّ الحلّ طويل الأمد الوحيد، هو عمليات سياسية شاملة بمبادرة الشعب السوريّ نفسه وبقيادته وبدوره الرائد والحاسم، باعتبار أنّ ذلك يضمن سيادة سورية واستقرارها وسلامة أراضيها وفق القرار رقم 2254.
كما أكّد زعماء الدول الخمس معارضتهم القطعيّة لاستخدام الأسلحة الكيميائيّة في سورية من أيّ جهة، مهما كانت الأهداف والظروف.
ميدانيّاً، أكّد محافظ دير الزور محمد إبراهيم سمرا، أنّ الجيش السوري والقوّات الرديفة يتّجهون إلى دير الزور من أكثر من محور، منها محور السخنة – تدمر ومحور من جنوب شرقي الرقة، مضيفاً أنّ فكّ الحصار عن المنطقة قد يُعلَن خلال ساعات بعدما تكبّد «داعش» خسائر كبيرة.
وأضاف سمرا، أنّ المدنيّين في الأحياء الآمنة التي تقع تحت سيطرة الحكومة السورية، تؤمّن لهم المواد الإغاثيّة الضرورية، و«هم متأهّبون في الشوارع يترقّبون إعلان النصر». وأشاد سمرا بأداء القوّات السورية بالتعاون مع سكان المدينة الذين قدّموا الكثير، وصمدوا بالرغم من كلّ ما عانوه خلال هذه السنوات الثلاثة.
وكانت وحدات الجيش السوري القادمة لفكّ الحصار عن مدينة دير الزور بدأت بقصف مواقع «داعش» على جبل الثردة جنوب مطار المدينة المحاصر، ما تسبّب بخسار كبيرة في صفوف التنظيم.
وسيطر الجيش السوريّ على بلدة الشولا على طريق كباجب دير الزور، التي تبعد نحو 22 كم عن منطقة دوار البانوراما، فيما رُفع العلم السوري فوق مقبرة النصارى.
وذكرت شبكة الإعلام الحربيّ السوريّ، أنّ القوّات القادمة لفكّ الحصار عن دير الزور باتت تلتقي ناريّاً مع القوّات داخل المدينة، إذ ترصد قوّات الجيش الموجودة في محيط الفوج 137 القوّات القادمة باتجاهها من الجهة الجنوبيّة الغربيّة للمدينة. وتتهيّأ القوّات المحاصرة لاستقبال الوحدات القادمة، وتفكّك الألغام التي سبق للجيش أن زرعها في محيط الفوج.
وذكر التلفزيون السوريّ الرسميّ، أنّ الجيش السوري وحلفاءه باتوا على بعد أقلّ من 3 كيلومترات لفكّ حصار «داعش» عن المدينة وقاعدتها العسكرية.
وكانت وزارة الدفاع الروسيّة قد أعلنت، أنّ الجيش السوريّ حقّق نجاحات مهمّة في هجومه على مواقع تنظيم «داعش» بريف دير الزور.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أنّ مجموعة القوّات الحكومية بقيادة الجنرال سهيل الحسن، والعاملة في ريف الرقة الجنوبي، تمكّنت خلال الساعات الـ24 الماضية، من التقدّم على مسافة 8 كم، وسيطرت على تلّين استراتيجيّين.
أمّا وحدات الجيش السوري التي تتقدّم على محور آخر من جهة مدينة السخنة، فتمكّنت من طرد الإرهابيّين من مواقعهم على طريق تدمر – دير الزور، ووصلت إلى تخوم بلدة كباجب في ريف دير الزور الغربي.
ولدعم تقدّم القوّات السوريّة الحكومية باتجاه دير الزور، قامت طائرات مجموعة القوّات الجوية والفضائيّة الروسيّة في سورية بأكثر من 80 طلعة قتالية. وأوضح البيان، أنّ الغارات الجويّة الروسيّة على مواقع الإرهابيّين أسفرت عن تدمير دبّابتين و3 عربات لنقل المشاة وأكثر من 10 سيارات رباعية الدفع مزوّدة بأسلحة ثقيلة، فيما بلغت خسائر المسلّحين ما يربو عن 70 قتيلاً وجريحاً.
وشدّدت الوزارة على أنّ قهر قوّات «داعش» في ريف دير الزور ورفع الحصار عن المدينة، سيشكّل هزيمة استراتيجيّة للتنظيم الإرهابي في أراضي سورية.
وكان الاعلام الحربي أعلن هروب جميع قيادات ومسلّحي «داعش» الأجانب من المعارك الدائرة مع الجيش السوري في محاور دير الزور.
الإعلام الحربي، تحدّث عن «انهيارات وتخبّط في صفوف مسلّحي داعش»، مضيفاً أنّه بعد فرار قادة ومسلّحي «داعش» الأجانب «لم يعد في المعارك إلّا المسلّحون المحلّيون».
وأشارت مصادر إلى أنّ الجيش السوري وحلفاءه سيطروا على مجبل الأسفلت في ريف دير الزور الغربيّ بعد اشتباكات مع «داعش».
وقالت الإخباريّة السوريّة، إنّ الجيش السوري يعمل على فتح ثغرات في حقول الألغام لتأمين الوصول إلى المدينة.
وكان الجيش السوري تقدّم باتجاه دير الزور من محاور عدّة بغطاء جوّي روسيّ وسوريّ، وسط انهيارات في صفوف المسلّحين.
وفي سياقٍ متّصل، أعلن المرصد السوري المعارض أنّ الجيش السوري وصل إلى محيط اللواء 137 المحاصر على تخوم المدينة، حيث دارت اشتباكات. ويقع اللواء 137 إلى الغرب من مدينة دير الزور، ويتوقّع تحقيق المزيد من التقدّم باتجاه هذه القاعدة العسكريّة، حيث من المرجّح أن تلتحم القوّات قبل أن تلتقي في عمق المدينة أو من الحدود الشماليّة للمدينة الذي يعدّ محوراً آخر يتقدّم فيه الجيش والحلفاء للوصول إليها.
وكان المرصد قال الأحد، إنّ الجيش السوري تقدّم نحو 10 كلم عن القاعدة العسكريّة المحاصرة على أطراف المدينة. وذكر أنّ الجيش السوريّ استعاد حقل الخراطة النفطي في المحافظة الغنيّة بالنفط.
وفي السِّياق، باتَ الجيش السوري على أعتاب إنهاء وجود «داعش» في ريف حماة وذلك بعد استعادة بلدة عقيربات، مشيرةً إلى أنّ 1500 مسلّح من «داعش» كانوا يتحصّنون في البلدة بريف حماة الشرقي.
وأعلن الإعلام الحربيّ، أنّ المعارك أسفرت عن «مقتل العشرات من إرهابيّي داعش»، في حين تستمرّ القوّات السوريّة بملاحقتهم وتدمير مقارّهم، لافتاً إلى أنّ هناك حالة من الانهيار والهروب الجماعي لمسلّحي «داعش» من منطقة المعارك بريف حماة الشرقي.
وأضاف الإعلام الحربي، أنّ الجيش السوري والقوّات الحليفة حرّروا بلدات عقيربات ومسعدة ومزرعة رسم قنبر بريف حماة الشرقي.
وكان الجيش السوري وحلفاؤه حرّروا بلدة عقيربات بريف حماة الشرقي بدعم من الطائرات الروسية، وسيطروا على «جبل البشري» الاستراتيجي وبعض النقاط الحاكمة الأُخر في ريف دير الزور الغربي، بالتزامن مع تحرير نقاط جديدة عند الحدود مع الأردن من «داعش».
إلى ذلك، استشهد 14 مدنيّاً بينهم أطفال ونساء إثر غارات للتحالف الدولي استهدفت منطقة دوار النعيم في مدينة الرقة، شمال وسط سورية.
وتداول نشطاء أنباء عن مقتل مدنيّين إثر غارات التحالف أمس وسط مدينة الرقة.
وفي السّياق، أشار نشطاء إلى أنّ قوّات سورية الديمقراطية «قسد» باتت تسيطر على 62.3 من مدينة الرقة السوريّة، فيما لا تزال الاشتباكات دائرة بينها ومسلّحي «داعش» في القسم الشمالي الشرقي من المدينة.