عالم الفرح مع «صندوق الدنيا» في بعقلين

رنا صادق

هيصات أطفال هنا، وضحكات مراهقين هناك، على طول طريق ساحة بعقلين، في مهرجان مؤسّسة «إيناس أبو عياش الخيرية». ثُبّتت الألعاب والخِيَم لاستقبال الأطفال في كلّ زاوية.

هناك في مهرجان «صندوق الدنيا» الذي أقيم لمناسبة عيد الأضحى، كان للعيد معنى آخر، اختُزل ببسمات الشابات المتطوّعات حيناً، واندفاع الشبّان حيناً آخر، وفي الحالتين، لتقديم كلّ مساعدة. «صندوق الدنيا» جمع العائلة في العيد، وجمع الأحبّة حول بلدة بعقلين.

أحيت مؤسّسة «إيناس أبو عياش الخيرية ـ إياف»، مهرجاناً يومَي عيد الأضحى في بلدة بعقلين، برعاية تيمور جنبلاط ممثّلاً بالدكتور ناصر زيدان، وبحضور عقيلة راعي المهرجان ديانا جنبلاط وفاعليات.

قدّم الاحتفال الإعلامي ميشال قزّي، وضمّ المهرجان مسرحيّات للأطفال، ورقصاَ وزومبا وعروضاً مميّزة. كما تخلّلته فقرة ألعاب خفّة قدّمها ساحر، وغيرها من الأنشطة للأطفال. واختتم المهرجان في اليوم الثاني مع الفنانة نانسي عجرم حيث قدّمت حزمة من أجمل أغانيها وسط حشد كبير من محبّيها.

وكانت لرئيس بلدية بعقلين عبد الله الغصيني كلمة شدّد فيها على أن البلدية ستدعم على الدوام مثل هذه الأنشطة وغيرها لتعزيز التلاقي وخدمة الإنسان، وذلك بالأوجه كافة.

«البناء» أجرت حديثاً مع إيناس أبو عياش رئيسة الجمعية الخيرية التي تحمل اسمها، وأشارت إلى أنّ «صندوق الدنيا» جمع اللبنانيين من جميع الطوائف، من الشوف وبيروت والجنوب والشمال. «صندوق الدنيا» يعنى بالعائلة أوّلاً والطفولة ثانياً. ويتميّز هذا الحدث بأنه مجانيّ لجميع الناس، من ألعاب إلى مسرحيات ومأكولات وغير ذلك. وقالت إن هذه المشاركة في عيد الأضحى أقل ما يمكن تقديمه إلى الناس بعد كلّ ما مرّ به لبنان.

وأضافت: جاءت فكرة «صندوق الدنيا» من «صندوق الفُرجة» الذي يدور حول العالم لرسم البسمة والأمل على وجوه الصغار والكبار. و«صندوق الدنيا» يكمل هذه الطريق. بالتالي، من المهمّ تسليط الضوء وصبّ كل الإمكانيات المتاحة لبناء جيل جديد قويّ وثابت. هذا الطفل هو أساس المستقبل، هو اليوم الابن، وسيصبح الأب الذي سيربّي أطفاله على الأسس التي كبر عليها. لذلك من المهم تربية أطفالنا على أسس وثوابت أخلاقية واجتماعية تجعله أهلاً للمسؤولية التربوية لاحقاً، الأمر الذي يضمن مستقبلاً أفضل للبنان.

وأخيراً، أشارت أبو عياش إلى أنّ المؤسسة معنيّة بالشباب المبدعين الطموحين، إذ تدعم المؤسّسة المشاريع الشيابية على اختلافها، كي تشجّع هؤلاء على البقاء في لبنان واستثمار قدراتهم في بلدهم بعيداً عن الحروب. وقالت: سنعلّم أطفالنا وشبابنا أن يحلموا، وهذا هو شعار «إياف».

من جانب آخر، كان للصليب الأحمر دور فاعل وأساس في المهرجان، حيث شدّدت عبير بيطار رئيسة مركز الشوف، على أن الصليب الأحمر يقوم بمهامه الإنسانية بعيداً عن العنصرية. وينشر حبّ العطاء والمساعدة. وكانت له محطّة لافتة في «صندوق الدنيا» على صُعُد التنظيم والمشاركة والتأمين.

أما بالنسبة إلى مهرجان «صندوق الدنيا»، فاعتبرت بيطار أنّ توقيته كان جدّاً مناسباً تزامناً مع تحرير الجيش اللبناني جرود السلسلة الشرقية الذي أعطى حافزاً لجميع اللبنانيين بالاحتفال بأمان وسلام.

وعن سؤالها حول كيفية دفع الشباب للانضمام إلى الصليب الأحمر بعد أن لاقى تراجعاً في الآونة الأخيرة، قالت: روح التطوّع تخفّ فترة بعد فترة، لذلك يجب علينا تعزيز روح المساعدة لدى الشباب، وأهمية إسعاد الناس وتأمينهم. وأدعو الجميع إلى المحاولة مرّة في الانضمام إلى مهمات الصليب الأحمر، وأنا متأكدة أنّ من يتطوّع لن يسأم، بل على العكس سيرغب دائماً في رؤية بسمة طفل أو مسنّ. كما أن الصليب الأحمر يقوم بالعمل على المبادئ الإنسانية، وأهم بند فيه يتجسّد في حقوق الطفل، وهذا ما تُرجم في المهرجان، ونحاول دائماً أن نزيد من هذه المناسبات.

وختمت: يومان من الفرحة والتسلية استطاعت مؤسّسة «أبو عياش» أن تُدخل البسمة والأمل إلى قلوب الناس والأطفال، حيث قامت بجمع العائلة على العيد بلا تكاليف.
 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى