روائح الغياب
مجد حبيب
يرشّون علينا روائح الغياب
ويريدون ألّا تختنق الصدور
نغمضُ رحاب العين كي لا نراهم
فتغزو الأجفان بأطيافهم وتثور
ليس بالإمكان تنظيف القلب من الذكريات
ولا بإمكان ضياء القمر قشع الديجور
يحبّكم هذا القلب
ومن رياح الاشتياق تتصدّع الصخور
وكلّما ودّع الصمت نحيبه وطوّق شذاكم
ترى النحيب كلّ حين يزور
وكلّما غفا آملاً تصيّد حلماً بنكهتكم
يجفّف الدمع المقهور
ارتطمتْ سفنه بشاطئ مهجور
ما تصحّر قلبٌ أنتم بين أضلاعه
فإن يبسَ ربيع شغافه تُبرعِم الجذور
ما تيتّمتْ روح أنتم في خلايا مهجتها
إن تحطّمتْ أعمدة العمر
فأنفاسكم ترمّم ما هو مكسور
ناموا في سرير الفكر على وسائد الخيال
ناموا ما زال هذا القلب يحبّكم
فلتتّخذوه مضجعاً وقصوراً
ناموا في محاجر العين مسكنكم
تومئ الروح عليكم وكلّ ذنبٍ عندها مغفور