منتخب لبنان يلتقي نظيره الكوري في بيونغ يانغ
يتطلّع منتخب لبنان لكرة القدم لمتابعة مسيرة السجلّ النظيف في مبارياته الدوليّة الرسميّة والودّية، التي بدأها قبل 17 شهراً، حين سيلتقي نظيره الكوري الشمالي في بيونغ يانغ اليوم، الثلاثاء، الساعة 11,30 قبل الظهر بتوقيت بيروت، في إطار مباريات المجموعة الثانية من تصفيات الدور الحاسم لكأس آسيا «الإمارات 2019».
وإذا كان أصحاب الأرض يبدون في حال تقنيّة وتكتيكيّة وبدنيّة أفضل من منتخبَي هونغ كونغ وماليزيا اللذين خسرا أمام لبنان المتصدّر، ويتحضرون معاً منذ شهرين، فإنّ الجهاز الفنّي لمنتخب لبنان بقيادة المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش أعدّ المناسب لهذا الاستحقاق «المفتاح»، علماً أنّ تعديلات قد تطرأ على التشكيلة الأساسيّة في ضوء الإصابة الخفيفة التي تعرّض لها الظهير نصار نصار.
وفي المؤتمر الصحافي الرسمي الذي عُقد أمس وأداره منسّق منتخب لبنان في التصفيات الزميل وديع عبد النور، وحضره عدد كبير من الإعلاميّين الذين أرادوا معرفة المزيد عن أحوال الطرف الضيف، وعادوا بأسئلتهم إلى حقبات سابقة مستطلعين ومستفسرين ومفنّدين، أجاب «رادو» وكابتن المنتخب حسن معتوق على بعضها.
وفي السياق عينه، قال «رادو»: «جئنا إلى بيونغ يانغ متصدّرين مجموعتنا بعد بداية جيدة تكلّلت بفوزين، كما ارتقينا في التصنيف الدولي إلى الموقع الـ128. ونسعى إلى مواصلة هذا الأداء». وأضاف: «عموماً، اعتبر منتخب كوريا الشماليّة عند إجراء القرعة المرشّح الأول لصدارة المجموعة والتأهّل. نحن في وضع مريح يدفعنا قُدُماً إلى النسج على المنوال ذاته، ولا يمنعنا عن ذلك السفر الطويل ومشقّة الرحلات أو أيّ ظروف. منتخبكم بلغ نهائيات كأس العالم والكأس القارّية. في المقابل، أشرف على لاعبين يتمتّعون بالحيوية والحماسة والتصميم لبلوغ الأفضل، وعازمون على التأهّل للمرة الأولى من خلال التصفيات، وأنا أؤمن بقدراتهم وواثق من إمكاناتهم».
من جانبه، شكر معتوق اهتمام الحضور باللقاء، لافتاً إلى أنّ الجميع يدرك أنّ المباراة صعبة. وتابع: «لكن حافزنا يستند إلى تصدّرنا وانسجامنا، والأجواء العائليّة التي نعيشها مع بعضنا تشدّ أكثر من عزمنا، والنتيجة الإيجابيّة مهما كانت هي حصيلة جهد مشترك نريد أن نهديه للشعب اللبناني».
وكان عقد الاجتماع الإداري الفنّي قبل ظهر أمس الاثنين، وأداره مراقب المباراة الصيني شي يونغ جيي، وتمثّل لبنان فيه بمدير المنتخب فؤاد بلهوان ومسؤول التجهيزات أحمد فخر الدين والمنسّق الإعلامي. وطرحت خلاله الإجراءات الميدانيّة التنفيذية لضمان نجاح اللقاء فنّياً وجماهيريّاً، حيث
يرتقب أن يمتلئ ملعب «كيم سونغ» بـ50 الف متفرّج، ويؤمّن المراقبة والحماية 300 شرطي، فضلاً عن 100 عنصر آخرين سينتشرون على الطرق المؤدّية إليه.
وسيرتدي منتخب لبنان اللباس الأبيض كاملاً حارس المرمى الأخضر الفاتح كاملاً ، والمنتخب الكوري الشمالي الأحمر كاملاً حارس المرمى الأزرق كاملاً مع خطوط صفراء .
والمباراة غير المنقولة فضائياً كما أفاد مسؤولون في الاتحاد الكوري الشمالي، يقودها طاقم حكّام أوزبكي مؤلّف من عزيز عظيموف وأليشير عثمانوف وتيمور غاينولين، والتايلاندي شالاش بيرومايا حكماً رابعاً .
«البعوض الأحمر»
عموماً، تأسّس الاتحاد الكوري الشمالي لكرة القدم عام 1945، ودخل مرحلة جديدة بدءاً من عام 1960، وتضمّ درجته الأولى حالياً 11 فريقاً، أبرزها فريق «25 أبريل» تيمّناً بذكرى الثورة حامل لقب الدوري العام وأول الفائزين به منذ إطلاق البطولة في شكلها الحالي عام 1972 وحصدها 11 مرة رقم قياسي .
ويحتلّ المنتخب الكوري الشمالي، الذي يطلق عليه لقب «البعوض الأحمر» ويلقّبه أنصاره بـ«الشوليما» نسبة إلى الخيول المجنّحة الأسطورية السريعة ، الموقع الـ114 عالمياً، ويدرّبه الألماني يورن أندرسن. وتضمّ صفوفه 6 لاعبين من «25 أبريل» و9 من «ريمينونغ سو أس سي».
وتناقلت وسائل إعلام عالمية أخيراً مشاركة اللاعب الكوري الشمالي
كوانغ سونغ هان 18 سنة في صفوف كالياري الإيطالي وتسجيله هدفاً في مرمى تورينو.
يُذكر أنّه بعد الهزيمة التي مني بها منتخب كوريا الشمالية أمام كوريا الجنوبية في تصفيات مونديال 1994، أمر رئيس البلاد وقتذاك «الزعيم» كيم إيل سونغ بتجميد النشاط الدولي عقداً من الزمن، إلى أن كانت العودة بالتأهّل إلى مونديال جنوب أفريقيا.