أفسحوا المجال للجيش اللبناني لتحرير العسكريين

وائل يحيى

تقع مأساة العسكرييّن المخطوفين على عاتق الجماعات الإرهابية التكفيريّة، والعمل على إطلاق سراحهم يكون بإعطاء الجيش اللبناني الغطاء الكامل لتحرير رفاقهم وليس بالإفراج عن مجموعات الإرهابيين المعتوهين، شذّاذ الآفاق الذين زرعوا السيارات المفخّخة ووضعوا المتفجرات في أرض لبنانية كلها وصلت إليها أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء.

الكلام عن هؤلاء المجرمين لا يكون باستعمال كلمة الأخوة أو المجاهدين كما مرّرها أفراد من «هيئة علماء المسلمين»، أو وصفهم بـ»الثوار» على طريقة وزير العدل أشرف ريفي، المقايضة مع الإرهاب ممنوعة ومن يتكلم فيها، هو كمن يشارك في الإرهاب، سواء كان واعياً لذلك أو لم يكن.

الإرهاب لا يفهم إلاّ القوّة يا معالي الوزراء وسعادة النواب. فمن يقبل بالمقايضة، يكون مسؤولاً عن دم الشهداء الذين سقطوا نتيجة جرائم الإرهابيّين الذين لا تمانعون في إطلاقهم.

وفي هذا السياق، نحييّ والد الشهيد في الجيش اللبناني حسين حمية، وهو الوحيد الذي رفض الرضوخ للإرهاب، كما رفض تسلّم جثة ولده مقابل تسليم خمسة عشر إرهابياً من سجن رومية، وقال: بدلاً من تسليم هؤلاء يجب إعدامهم كرمى لعيون الشهداء. ألف تحية لهذا الوالد المفجوع باستشهاد ابنه، وأرجو أن يحذو حذوه كلّ الشرفاء، وغير ذلك تصبح المصلحة الشخصيّة فوق مصلحة الوطن الذي يتعرّض مع سورية ومع كلّ محور المقاومة في المنطقة لأبشع مؤامرة، كلّ هدفها جعلنا ننسى القضية المركزية فلسطين لمصلحة العدو الصهيوني.

أما ما جاء في كلام المكتب السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» من حيث «عدم الركون إلى الدعوات التي تستهدف جرّ الجيش إلى مواجهات مفتوحة مع المسلحين خدمة لأغراض خاصة فلا يمتّ إلى المصلحة الوطنية بصلة».

بالله عليكم… قولوا لنا ما هي وظيفة الجيش اللبناني؟ هل هي الجلوس في الصالونات السياسية والتحليل وحضور الحفلات الانتخابية… أم واجبه هو تنظيف هذا البلد من أمثال «داعش» و«النصرة» وباقي التنظيمات التكفيرية المخلّة بالأمن؟ هل يجب أن نرضخ لشذاذ الآفاق، قطاع الطرق، عملاء الصهيونيّة وصنيعة أميركا أم تجب إزالتهم بالقوّة التي يفهمونها ولا يفهمون غيرها؟

الإرهاب يُحارَب بقوة السلاح من قبل الجيش الوطني والمقاومة وبالتعاون مع الجيش العربي السوري فقط لا غير…

أما وقد جاءتكم الحميّة على ضيوفنا السوريين النازحين، نودّ تذكيركم وتذكير جماعة 14 شباط بالجرائم البشعة التي ارتكبت بحقّ السوريين في الفترة التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري. فهل تعتقدون أن ذاكرتنا ضعيفة أو أنّ لدينا «الزهايمر»؟

طبعاً هذا لا يبرّر ما يحصل الآن من قِبل البعض، ولكن الظرف الآن معقّد والوضع في عرسال معروف، هناك الكثير من الإرهابيّين مختبئين بين اللاجئين السوريين في منطقة لبنانية معروفة لارتباطها مع الإرهابيين وبوجود تربة خصبة لهم. وها هم أفراد القوى الأمنية يقومون بواجبهم في كلّ المناطق ويعتقلون الكثير منهم، ولولا القبض عليهم لشهد لبنان تفجيرات كثيرة وذهب ضحيتها الكثير من المدنيّين، فما لنا إلّا أن نشكر كلّ القوى الأمنية التي تساهم بالقبض على أولئك التكفيريين، لأنّ ما يقومون به في منطقة ذات تربة خصبة للإرهابيين التكفيريين هو عمل بطولي، وليس لنا الحق في أن نلومهم، فالبلد على «كف عفريت» ولا يستطيعون أن يتعاملوا مع الموضوع بخفة ويعرّضوا البلد للخراب والدمار، بل يجب أن يضعوا كلّ طاقاتهم للقبض على العصابات التكفيريّة المجرمة الآتية من حلف الشيطان، الصهيو ـ أميركي ـ العثماني ـ الوهابي.

ما نريده منكم أن تخفّفوا الضغط على الجيش اللبناني البطل، أما نحن فلن نضلّ الطريق وستبقى بوصلتنا فقط نحو فلسطين…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى