فرنسا تعيّن مبعوثاً للوساطة في حل الأزمة القطرية

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، «أنها اختارت سفير البلاد السابق إلى السعودية ليكون مبعوثها الخاص لبحث كيف يمكن أن تدعم باريس جهود الوساطة في الخلاف بين قطر وعدد من جيرانها».

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس روماتيه إسباني للصحافيين في إفادة يومية «أؤكد أن برتران بيزانسنو المستشار الدبلوماسي للحكومة سيذهب قريباً إلى المنطقة لتقييم الموقف وأفضل السبل لدعم الوساطة وتهدئة التوترات بين قطر وجيرانها».

وتتمتع فرنسا بعلاقات وثيقة مع مصر والإمارات، كما أنها موردة رئيسية للأسلحة لقطر وحليفة مهمة للسعودية، لكنها اتخذت موقفاً متحفظاً من الأزمة واكتفت بتوجيه الدعوات لالتزام الهدوء.

في سياق آخر، افتتحت قطر رسمياً أمس ميناء حمد الذي تكلف 7.4 مليار دولار على ساحلها على الخليج. وقال مسؤولون «إن الميناء سيصبح مركزاً إقليمياً للنقل وسيساهم في حماية اقتصاد البلاد من عقوبات فرضتها دول عربية مجاورة».

وميناء حمد، الذي يقع على بعد 40 كيلومتراً جنوب العاصمة الدوحة، هو أحد أكبر الموانئ في الشرق الأوسط.

ومنذ قطعت السعودية ومصر والبحرين والإمارات العلاقات مع قطر في حزيران، يستقبل الميناء كميات كبيرة من الأغذية ومواد البناء لمشروعات إنشاءات من بينها استادات لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 التي ستستضيفها قطر.

وأثارت مقاطعة قطر، بزعم دعمها متشدّدين، مخاوف من أن تلك المشروعات قد تتأجل إذا تعطّلت الإمدادات من الشرق الأقصى وجنوب آسيا.

لكن مسؤولين قالوا أمس «إن ميناء حمد سيمكن قطر من تفادي العقوبات من خلال استيراد السلع مباشرة من دول مثل الصين وسلطنة عمان، بدلاً من مرورها عبر ميناء رئيسي لإعادة التصدير في دبي».

وقال وزير المواصلات والاتصالات القطري جاسم بن سيف السليطي في حفل افتتاح الميناء «إننا أثبتنا بما لا يدع مجالاً للشك مدى المرونة والتماسك اللذين نتحلّى بهما في مواجهة المحن من دون التنازل عن قيمنا وتقاليدنا وطموحاتنا. ويحقّ لنا اليوم أن نرفع رؤوسنا عالية، لكوننا ندرك قدر الصعوبات التي اجتزناها وجسامة التحديات التي تخطيناها وانتصرنا عليها بما يشكل زاداً ثرياً لنا في المستقبل».

وأدى إغلاق الحدود السعودية مع قطر ووقف خطوط النقل البحري عبر دولة الإمارات إلى خفض واردات قطر بأكثر من الثلث في حزيران وتموز عن مستوياتها في الفترة نفسها من العام الماضي. وبدأت مؤسسات في السعودية ودولة الإمارات والبحرين سحب أموال من البنوك القطرية وهو ما يشكل مخاطر على ميزانياتها.

وعزّزت قطر خطوط النقل البحري إلى الهند وسلطنة عمان وتركيا وباكستان، وأعلنت عن خطط لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنحو 30 في المئة في محاولة واضحة لتهيئة نفسها لمزيد من الاستقلال الاقتصادي في الأجل الطويل.

ويمتد ميناء حمد على مساحة 26 كيلومتراً مربّعاً وستبلغ طاقته 7.5 مليون حاوية سنوياً مع منشآت بنيت لاستقبال الماشية والحبوب والمركبات وسفن حرس السواحل، بحسب ما قاله السليطي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى