لحّود: لمحاسبة عرّابي سياسة النأي بالنفس

رأى النائب السابق إميل لحّود، أنّ «حالة الصدمة التي يعيشها بعض السياسيّين اللبنانيّين في هذه الأيام نتيجة ما حقّقه حزب الله في معركة جرود عرسال، ثمّ ما حقّقه مع الجيش السوري من وراء الحدود في معركة جرود القاع ورأس بعلبك حيث خاض الجيش اللبناني معركة بطوليّة، ستزداد في الأيام القليلة المقبلة مع استعادة دير الزور من إرهابيّي «داعش» ليضاف معقل آخر للإرهاب إلى لائحة المناطق المحرّرة».

وقال في تصريح: «إنّ الانهيارات العصبيّة التي تترجم في بيانات سمير جعجع وتيّار المستقبل وما تبقّى من 14 آذار، قد تتبعها حالات إغماء سياسي وجسدي، لأنّ النصر قد اقترب وسيرحل جميع الإرهابيّين عن أرض سورية، كما رحل جناحهم العسكري من لبنان، تاركاً بعض أيتام جناحهم السياسي».

وأضاف: «هناك من ينتقد حزب الله على خوضه المعركة، في حين أنّ هؤلاء كانوا يجاهرون بالدفاع عن التنظيمات الإرهابيّة ويعتبرونها جزءاً لا يتجزّأ من رهانهم على سقوط الدولة السوريّة وقيام نظام بديل، حتى لو كان هذا النظام همجيّاً تكفيرياً، ما دام غير ممانع وغير مواجه للخنوع العربي المتمثّل، خصوصاً، في جامعة الدول العربيّة وفي بعض حاملي شعار الاعتدال العربي، وما اعتدالهم إلّا تنازلاً وذلّاً».

وتابع: «ظهرت النخوة فجأة لدى بعض السياسيّين بعد الاتفاق على إخراج مسلّحي «داعش» من لبنان، وهذه النخوة كانت غائبة منذ سنوات لم نجد فيها من بين هؤلاء من يطالب بمقاومة المسلّحين في الجرود، وقد دفعت المناطق المحاذية لها أثماناً كبيرة من دون أن تجد إلّا التضامن اللفظي».

وقال: «لا يظنّن أحد أنّ المسلّحين سينجون من الحساب، والجيش السوري كفيل مع حلفائه بالقضاء عليهم، ولكن يبدو أنّ ما يطلبه البعض هو استهداف النساء والأطفال، وهو ما اعتاد عليه هذا البعض ممّن لم يرحم الصغار عند استهدافه الكبار».

وشدّد على «أنّ المحاسبة الحقيقيّة للمسؤولين عن خطف العسكريّين وقتلهم تبدأ بمحاسبة عرّابي سياسة النأي بالنفس ممّن سمحوا لهذه المجموعات الإرهابيّة بالدخول إلى لبنان، مع ما نتج عن ذلك من تفجيرات انتحاريّة وانعكاسات سلبيّة كثيرة».

ونصح «بعض السياسيّين اللبنانيّين الذين تربّوا تحت العباءة «الإسرائيلية» بالتعلّم ممّا تفعله «إسرائيل» هذه الأيام، إذ تتوسّل روسيا لحماية حدودها من حزب الله، في حين يقوم سياسيّونا بعنتريّات فارغة»، وقال: «في الأمس الجرود وغداً دير الزور، فليتحسّس الإرهابيّون رقابهم وليتحسّس بعض السياسيّين اللبنانيّين ألسنتهم، خصوصاً تلك التي تطول وتتطاول».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى