تقصير في زمن «الثورة»!
إبراهيم وزنه
شهد العالم في العقدين الأخيرين ثورة حقيقيّة في عالم التواصل والاتصالات، فالتقنيّات كثيرة والبرامج متعدّدة والمعدّات في صراع نحو الأفضل، حتى صارت التكنولوجيا تحكم التفاصيل وتتحكّم بالواقع الجديد والمستجدّ.. والآتي أعظم. وكلّ ما ذكرناه إنّما يهدف في الدرجة الأولى إلى إلغاء المسافات وتقريب البشر من بعضها البعض، وبالتالي معرفة الأحداث الدائرة ولو في أقاصي الأرض.
بالأمس وللأسف، هذا المشهد المألوف في زمن ثورة الاتصالات تعطّلت لغته ومفاعيله، فمنتخب لبنان لكرة القدم في كوريا الشماليّة يخوض مباراة حاسمة وغاية في الأهميّة بمواجهة مضيفه المشغول بقنابله الكهرومغناطيسيّة، ونحن في لبنان لا كهرباء مستقيمة عندنا ولا مغناطيس يلتقط لنا الأخبار، منتخبنا في أقاصي الأرض حيث لا حسّ ولا خبر، ومن منطلق حرصنا على المواكبة صرنا نواكب أخباره ونترصد أحواله عبر الـ»فايسبوك» والبريد الإلكتروني والمواقع المجتهدة، ودائماً على ذمّة الراوي. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، من يقف وراء هذا التقصير الذي حصل؟ وهل يعقل تغييب الصورة في زمن «ثورة التواصل»؟ ولماذا التقاعس في مواجهة الأحداث المهمّة؟
مباراة في وضح النهار، ونحن في ليل دامس! منتخب لبنان في الملعب والمواكبون منشغلون بالتفتيش عن «لنك» هنا وقناة ناقلة! وفي ضوء هذه الأجواء السلبيّة، انتهى اللقاء في بيونغ يانغ بالتعادل الإيجابي، وبات منتخب الأرز بحاجة إلى نقطة واحدة من مبارياته الثلاث المتبقّية ضمن دور المجموعات ليضمن تأهّله إلى نهائيّات كأس آسيا 2019 في الإمارات. على فكرة، منذ أكثر من 10 سنوات أذكر بأنّني تابعت حفل زواج ابنة أختي في كندا مباشرة من قلب القاعة وعبر «الآي باد»… فيا ليتنا ننفض غبار التلهّي بأمور لا تقدّم ولا تؤخّر، ونجتهد لتأمين صورة منتخبنا الذي يجمعنا أينما كان وحيثما ذهب، حتى ولو لعب في جزر الواق واق.