كسرُ حصار دير الزور تحوّل استراتيجي جديد

معن حمية

كسر الجيش السوري مع حلفائه الحصار المفروض على دير الزور محققاً إنجازاً كبيراً، بوصوله إلى منطقة انتشار الفوج 137، معبّداً الطريق للسيطرة الكاملة على المحافظة مدينة وأريافاً.

هذا الإنجاز الميداني يمكّن الجيش السوري وحلفاءه من الإمساك كلياً بزمام المبادرة العسكرية، ويضع تنظيم «داعش» الإرهابي في مرمى النيران، بحيث لن يمضي وقت طويل قبل إعلان التحرير الكامل لهذه المنطقة.

وإلى أهمية كسر الحصار من الناحية العسكرية، فإنّ هناك أهمية مضاعفة على الصعيد السياسي، إذ إنّ بسط سيطرة الدولة السورية على هذا الجزء من الجغرافيا السورية، يسقط مخطط قوى العدوان والإرهاب، الذي تمّ وضعه للمناطق السورية الشرقية وإخضاعها للنفوذ الأميركي، وبالتالي فرض أمر واقع تقسيمي ينسحب على مناطق سورية أخرى.

لقد شكّلت عملية كسر حصار دير الزور تحوّلاً استراتيجياً جديداً في مسار الحرب على الإرهاب، وقد أثبتت مرة جديدة أنّ الجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة يمتلكون كلّ الإرادة والشجاعة والتصميم والقدرات والطاقات لتحقيق الأهداف المرسومة. وهذا ما أشار إليه الرئيس بشار الأسد في كلمته لبواسل الجيش والحلفاء إثر فكّ الحصار بقوله: «كنتم على قدر المسؤولية، فصنتم العهد وكنتم القدوة للأجيال المقبلة». في حين وصفت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية عملية كسر الحصار بالتحوّل الاستراتيجي.

إنّ من شأن هذا التحوّل الاستراتيجي الجديد، كتابة نهاية الإرهاب في سورية كلّها، وفشل مخططات رعاته، وهذه النتيجة كانت واضحة في الرؤية السورية منذ التحوّل الاستراتيجي في مسار الحرب الذي تحقق بتحرير مدينة حلب من الإرهاب ومن ثم مساحات واسعة من الأراضي السورية، خصوصاً في البادية.

لقد سبق كسر حصار دير الزور، كسر التصلّب في مواقف بعض الدول الأوروبية، التي تلمّست إصراراً سورياً على هزيمة الإرهاب، وأصيب المسؤولون في هذه الدول بعقدة اللسان، بحيث خلت تصريحاتهم من عبارات تنحّي الرئيس الأسد وإسقاط النظام، أما قادة العدو الصهيوني ومحلّلوه وإعلامه، فقد تبخّرت رهاناتهم وصاروا يتحدّثون عن انتصار الأسد وجيش سورية والحلفاء، ولذلك فإنّ ما بعد كسر حصار دير الزور ليس كما قبله، فـ «هزيمة داعش الساحقة لن تتحقق إلا بعد الانتصار عليه في دير الزور»، كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و»فك الحصار هو انتصار مهمّ»، كما وصفه وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، وبالتالي ستكون لهذا الانتصار تداعيات كبيرة على رعاة الإرهاب ومشغّليه…

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى