ظريف: كل الخيارات مطروحة بالنسبة للاتفاق النووي.. وعلى واشنطن التركيز على الترسانة النووية «الإسرائيلية»
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «استعداد طهران للتعاون مع الدول الإسلامية كلها بما فيها السعودية من أجل «وضع حدّ للعنف في سورية والقمع في البحرين والحرب غير العقلانية في اليمن»، معتبراً أن «السعودية والإمارات وكل الدول المشاركة في الحرب على اليمن لم تحقق أي شيء في هذا البلد».
وأوضح ظريف أن «إيران لطالما كانت مستعدة للحوار، لكن الأمر لا ينطبق على جيرانها»، في إشارة إلى الرياض، مرحًباً بذلك في حال حصول «أي تطوّر في هذا الاتجاه».
وقال وزير الخارجية الإيراني «إذا كانت الحكومة السعودية مستعدّة لقلب الصفحة فإن إيران مستعدّة لذلك أيضاً»، مشيراً إلى أن «قلب الصفحة يستدعي الابتعاد عن محاولة تصوير الوضع في المنطقة على أنه متأزم والحديث عن التعاون بدلاً من ذلك». وقال ظريف «إن التفاهم والحوار في المنطقة يتطلّب تغيير بعض النُهج أهمها استيراد الأمن من الخارج»، مشيراً إلى أن «لدى دول المنطقة ما يكفي من القدرات والإرادة الجيدة لوضع ركائز الأمن والاستقرار».
وأكد ظريف أن «ما يهمّ إيران ليس فقط استقرار منطقة الخليج بل كل دول المنطقة»، مؤكداً أن «التطرف لن يغض الطرف عن أي حكومة سواء في السعودية أو أي دولة أخرى في الخليج والمنطقة»، مشيراً إلى «ضرورة الاعتماد على الجار للحصول على الأمن وإيران شريك هام وجاهز للتعاون مع كل الجيران لتحقيق الأمن والاستقرار».
وفي سياق حديثه، لفت ظريف إلى «دعم إيران لقطر في مواجهة الحظر المفروض عليها»، قائلاً: «نؤمن بأن لا شعب يستحقّ الخضوع لهذا الاختناق، بالرغم من عدم تدخلنا في المشاكل بين الجيران في المنطقة».
ووصف وزير الخارجية الإيراني العلاقات مع تركيا بأنها «غاية في الأهمية بالرغم من الاختلافات حول سورية وبعض الملفات الإقليمية التي يمكن العمل على تجاوزها من خلال الحوار».
ولفت إلى أن «زيارة رئيس الأركان الإيراني إلى أنقرة أتت في إطار الزيارات الثنائية التي تناقش خلالها القضايا الإقليمية، لكنها لم تنطلق من أي تطور إقليمي محدد».
وتابع الدبلوماسي الإيراني أن «بلاده تريد التواصل مع الأتراك في ما يتعلق بمواجهة التطرف والإرهاب وفي مجالات أخرى، لكون توسيع العلاقات بين البلدين يصبّ في مصلحة الجميع».
وأكد ظريف أنّ «الحوار السياسي هو الذي يؤمن المصلحة العليا لكل الجماعات في المنطقة مع احترام سلامة أراضي كل بلد وحدوده».
وحول الاتفاق النووي في ظل التهديدات الأميركية بالانسحاب منه، قال وزير الخارجية الذي مثّل بلاده في المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق، «إن الغرب لم يحقق شيئاً من سياسة الإملاءات مما يجعل الاتفاق النووي صامداً بدعم من الأسرة الدولية» معتبراً أن «من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية الحفاظ على الاتفاق النووي».
وبالرغم من أن استمرار الاتفاق النووي من دون الولايات المتحدة «ليس مستحيلاً»، إلا أن إيران لا تفضّل ذلك، كما قال، مؤكداً «إبقاء كل الخيارات على الطاولة بما في ذلك العودة إلى المرحلة السابقة»، لافتاً إلى «وجود خيارات أخرى غير الانسحاب يتمّ تحديدها حين يحين وقتها».
ورداً على سؤال، قال ظريف: «إن لا خُطط لديه للقاء وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إلا في حال حصول اجتماعات للخمسة زائداً واحداً على المستوى الوزاري، حيث سنكون عندها في قاعة واحدة في الوقت نفسه».
وزير الخارجية الإيراني أكد أنه «تواصل مع نظرائه التركي والاندونيسي والماليزي بشأن قضية مسلمي الروهينغا»، معتبراً أن «الأسرة الدولية مدعوّة اليوم لمتابعة هذه القضية على نحو جدي آملاً أن يتمكّن قادة العالم الإسلامي والمجتمع الدولي من العمل معاً بشأنها».
وقال في هذا السياق «إن قمة منظمة العمل الإسلامي المقبلة في أستانة والجمعية العامة للأمم المتحدة تشكلان فرصة لدعوة حكومة ميانمار إلى الارتقاء إلى مستوى التزاماتها بموجب القانون الدولي».
وزير الخارجية الإيراني أكد «رفض بلاده للجوء إلى خيار الأسلحة النووية وتطويرها واختبارها»، مؤكداً «ضرورة عمل الجميع معاً من أجل التأكد من نزع وتدمير كل الأسلحة النووية وعدم استخدامها من أي طرف». وقال «إنه يجب الحرص على معالجة النزاعات في شبه الجزيرة الكورية من خلال السبل السلمية لا التهديد والترهيب».
ظريف رأى أن على الولايات المتحدة الأميركية «أن تركّز على التهديد الذي تشكّله الترسانة النووية الإسرائيلية على الجميع في حال كانت جديّة»، معتبراً أن «إسرائيل هي العائق الوحيد أمام التوصل إلى منطقة شرق أوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل». ورأى أن « الأزمات المفتعلة كلها في المنطقة هي محاولة من قبل إسرائيل لإخفاء طبيعتها العدوانية».