لاعب منتخب سورية محمود مواس: تعاملنا مع الواقع باحترافيّة ونجحنا
في مباراة مفصليّة وهامّة في تاريخ كرة القدم السوريّة، نجح نسور قاسيون بتحقيق تعادل مثير مع نظرائهم في المنتخب الإيراني، ما أبقى الأمل كبيراً بمواصلة الجدّ والاجتهاد أملاً بدقّ أبواب المونديال الروسي. تعادلٌ أوصل منتخب سورية إلى الملحق الآسيوي الذي سيُقام على مباراتين ضدّ أستراليا ذهاباً في 5 وإياباً في 10 تشرين الأول المقبل، قبل أن يتوجّه الفائز من مجموع المباراتين لمواجهة رابع دول الكونكاكاف، في الطريق إلى كأس العالم روسيا 2018.
محمود المواس، لاعب منتخب سورية الوطني، كان أحد النسور التي حلّقت في طهران وحفظت للسوريّين حظوظهم في بلوغ المونديال لأول مرّة في تاريخهم، وذلك حين احتلّوا المركز الثالث في المجموعة الأولى ليقابلوا ثالث الثانية، وكانت للمواس أدوارٌ كبرى منذ المباراة الأولى في التصفيات وحتى المباراة الأخيرة… فاللاعب البالغ من العمر 24 عاماً أحد المواهب السوريّة التي برزت مع نهاية العقد الأول من الألفيّة الجديدة، واستمرّت في العطاء حتى يومنا هذا.
هو ابن نادي الكرامة السوري، وفي حديثه مع الإعلاميّين لم ينسَ وبعد كلّ سؤال الإشادة بأمرَين هامّين، هما روح الجماعة في الفريق، ومؤازرة الجماهير السوريّة لنسورها الشّجعان. وفي وصفه للّقاء مع المنتخب الإيراني، يقول نجم نادي أم صلال القطري المولود في مدينة حماة: «لا شكّ كان الضغط كبيراً، فأنت مهما عزلت نفسك، لا تستطيع إلّا أن تشعر بالتوتر، حتى أثناء حديثك مع أهلك وإخبارهم إيّاك عن الاستعدادات التي تقوم بها الجماهير في سورية لهذه المباراة، لكن الحمد الله تعاملنا مع كلّ شيء باحترافيّة عالية واستطعنا أن نحقّق نتيجة إيجابية للغاية أبقت على آمالنا». وعند سؤاله عمّا تداوله البعض من إمكانيّة تساهل إيران الضامنة لتأهّلها مع مجريات المباراة، قال: «لم يعد من شيء يُقال في هذا السياق، لقد لعبوا واحدة من أفضل مبارياتهم بدون أيّ ضغوطات وأمام نحو 80 ألف متفرّج، وفي ملعب آزادي، ولكنّنا وقفنا أمامهم ندّاً وانتزعنا تعادلاً ثميناً، صحيح أنّه أطال علينا طريق التأهّل وصعّبه للغاية، ولكن قدر الله وما شاء فعل، سنقاتل حتى النهاية».
وحول روح الفريق التي سادت بين اللاعبين وأسفرت عن تقديم أداءٍ رجوليّ، أوضح المواس: «بالتأكيد جملة «قلب رجل واحد» تكرّرت كثيراً فيما بيننا، كنّا نقولها ونشعر بها بنسبة 100 ، اللاعبون كانوا يحملون إصراراً نادراً لفعل شيء من أجل البلاد وشعبها… فرّقتنا السياسة وأبعدتنا عن بعضنا البعض، ولكن قرّبتنا الرياضة بشكلٍ كبير».