تذكّروا وأنتم

وأنتم ترتشفون قهوتكم الصباحية، أو تقضون يوماً بصحبة عائلاتكم. وأنتم تمارسون الحياة وتراقبون أطفالكم يلعبون ويكبرون. وأنتم تسهرون مع رفقاكم وأحبّتكم، فكّروا قليلاً كيف كان كلّ هذا ممكناً لولا هؤلاء الرجال.

حين تستيقظون وأنتم لا تزالون أحراراً تلبسون ما تشاؤون وتفعلون ما تريدون وتقرّرون ماذا ستفعلون في يومكم، تذكّروا أنّ كلّ ذلك كان سيكون مستحيلاً لولا هؤلاء الرجال.

حتى حين تتذمّرون وتشتمون بحرّية وتتكلّمون بحرّية من دون خوف من تكفير أو ذبح أو جلد، وتسافرون وتعملون وتعشقون وتكتبون، كلّ ذلك كان مستحيلاً لولا هؤلاء الرجال.

تذكّروا وعود الشياطين لنا بالقتل والسبي والعبودية. وتذكّروا وعودهم لنا بأنهم آتون لإبادتنا واستباحة وطننا، وتذكّروا أحلامهم بخلافة دموية تقتل الباقي من الإنسانية. وتذكّروا أنّ كلّ هذا العالم وقف ضدّنا لنسقط ولم نفعل. وكلّ ذلك بفضل هؤلاء الرجال.

الجيش السوري الأسطوري هو من لوّن صباحاتنا بالشرف، وهو من حمى كرامتنا وكان سياجاً لوطننا. وحده هذا الجيش يستحقّ أن تكون كلّ أيامنا احتفالات به. نتبارك بشهدائه، نفخر برجولته، نعتزّ بشموخه، نشكر نعمة وجوده، نعيش تحت ظلال صموده.

لتلك الوجوه السمراء التي لفحتها الشمس، والهامات التي تعانق النجوم. لتلك الزنود المفتولة والأيدي التي أصبحت والبنادق رفاقاً حتى الموت، لتلك الجباه الشامخة والعيون التي لا تنام تحرس غدنا من نقاب الجاهلية والتطرّف. وجودنا مقترن بوجودكم، وفي ملامحكم نرى الوطن، وأنتم عيدنا.

وفاء حسن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى