17 قتيلاً في الكاريبي وفلوريدا تستعدّ للأسوأ
خلف إعصار إيرما الذي اكتسح منطقة الكاريبي أمس دماراً عارماً وتسبب بمقتل 17 شخصاً ثم واصل طريقه إلى الولايات المتحدة عبر كوبا واللتين تستعدان للأسوأ.
كما تضرر بسبب هذا الإعصار حوالى 1.2 مليون شخص حتى الآن بحسب الصليب الأحمر الذي أكد ان الرقم قابل للارتفاع وقد يبلغ حوالي 26 مليوناً.
وأعلنت كوبا أعلى درجات الإنذار فيما نقل حوالي 10 آلاف سائح من المنتجعات.
ومن المتوقع أن يصل الإعصار إلى الجنوب الأميركي في نهاية الأسبوع، فيما بدأت المناطق الساحلية في ولايتي فلوريدا وجورجيا إقامة التحصينات وإجلاء السكان في أضخم عملية منذ 2005.
وفي ما صدرت أوامر إخلاء إلزامية تعني مليون شخص، أعلن حاكم فلوريدا ريك سكوت أمس، «ضرورة استعداد جميع السكان العشرين مليوناً للمغادرة، وخاطبهم بالقول «تذكّروا، يمكننا أن نعيد بناء منزلكم، لكن لا يمكن إعادة بناء حياتكم»، وناشدهم «عدم تجاهل أوامر الإجلاء»، مشدّداً على أنّ «هذه العاصفة شديدة وقاتلة».
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «قلق كبير» من الوضع، لكنه شدّد على أنّ فلوريدا «مستعدّة جيداً» للعاصفة.
وقال مدير الهيئة الوطنية الفدرالية لشؤون الطوارئ بروك لونغ «الأجدى بكامل جنوب شرق الولايات المتحدة التيقظ والانتباه، سيكون الأمر كاسحاً فعلاً».
في السياق نفسه، دمر الإعصار العنيف النادر من الفئة الخامسة أثناء اجتيازه منطقة الكاريبي سلسلة جزر ضئيلة على غرار سان مارتان حيث دمرت 60 في المئة من المنازل قبل أن يضرب الجزر العذراء وبورتو ريكو.
وصباح أمس، خفض المركز الوطني الأميركي للأعاصير إيرما إلى الفئة الرابعة التي تشمل رياحاً بسرعة تصل إلى 250 كلم في الساعة، مع التحذير أنه ما زال خطيراً.
وأسفرت الرياح العاتية في عدد من الجزر عن اقتلاع سقوف وواجهات المباني قاذفة بقطع من الإسمنت والسيارات وحتى حاويات شحن بعيداً.
في حين سجّلت بورتو ريكو مصرع شخصين على الأقل فيما حرم أكثر من نصف سكانها الثلاثة ملايين من الكهرباء نتيجة فيضان الأنهار في وسط الجزيرة وشمالها.
كما قتل أربعة في الجزر العذراء، حيث أكد مكتب الحاكم نقل عدد من المصابين بجروح خطيرة إلى بويرتو ريكو جواً.
كذلك قتل شخص في باربودا الصغيرة التي شهدت «اجتياحاً كاملاً» فيما أجلي 300 شخص إلى أنتيغوا، ودمرت نسبة تصل إلى 30 في المئة من الممتلكات.
وشهدت جزيرة سان مارتان التي تتشاطر فرنسا وهولندا سيادتها كامل بطش العاصفة، على غرار جزيرة سان بارتيليمي الفرنسية.
وأعلنت فرنسا عن مقتل تسعة في أراضيها الكاريبية فيما فُقد أثر سبعة آخرين، وأعلن وزير الداخلية جيرار كولومب عن «إصابة 112 شخصاً بينهم أثنان جروحهم خطيرة».
وتضرّرت 60 في المئة من المنازل إلى حدّ باتت فيه غير مؤهلة للسكن، وقدرت شركات التأمين في باريس تجاوز تكاليفها «بكثير» مبلغ 240 مليون دولار.
أما في الجهة الهولندية من جزيرة سان مارتان، فأعلنت سلطات لاهاي عن «حالة وفاة واحدة»، وأعلن مسؤولون عن توجّه ملك هولندا فيليم الكساندر إلى جزيرة كوراساو جنوباً غداً للاطلاع على عمليات الإغاثة وقد يزور سان مارتان إثرها.
وأعلنت حال الطوارئ في الجزر العذراء البريطانية، حيث وصف السكان مشاهد «دمار كامل». وأكدت وزارة الدفاع البريطانية «إرسال طائرتي شحن عسكريتين إلى المنطقة تنقلان مساعدات ومعدات إنقاذ».
كما سارعت الدول الاوروبية إلى التعبئة لمساعدة مواطنيها في منطقة الكاريبي، وأعلن وزراء فرنسا وهولندا عن إرسال مئات العناصر الإضافيين من الشرطة إلى سان مارتان لمواجهة أعمال «نهب».
وأكد رئيس الوزراء الهولندي مارت روتي أمس، أنّ «الوضع خطير»، رداً على سؤال بشأن النهب في الجزيرة.
وروى شاهد لصحيفة آلغيمين داغبلاد أنه رأى «أفراداً يحملون مسدسات وسواطير» في الشارع.
كذلك أعلنت الوزيرة الفرنسية لما وراء البحار أنيك جيراردان عن إرسال 400 شرطي إضافي بعدما شاهدت «أعمال نهب» بعينيها خلال جولة استطلاعية قامت بها لجزيرتي سان مارتان وسان بارتيليمي.
كما شهدت السواحل الشمالية والشرقية في جمهورية الدومينيكان أمطاراً غزيرة ورياحاً عاتية أدت إلى عزل 17 منطقة. وتم إجلاء حوالى 20 ألف شخص فيما دمّر أكثر من 100 منزل.
ورصدت عين العاصفة منذ وقت مبكر صباح أمس إلى شمال إيناغوا الكبرى على الطرف الجنوبي لجزر البهاماس، ويتوقع أن تضرب في أشدها فلوريدا كيز، جنوب شبه جزيرة فلوريدا غداً، بحسب المركز الوطني للأعاصير مع تحذير الأرصاد من أمواج تتجاوز بحوالى 8 أمتار مستواها المعتاد.
وفيما اكتسحت إيرما منطقة الكاريبي رصدت عاصفتان أخريان رفع تصنيفهما إلى فئة إعصار، وهما خوسي في المحيط الاطلسي وكاتيا في خليج المكسيك.
ويُتوقع أن يضرب إعصار كاتيا الساحل المكسيكي أمس، فيما يبدو خوسيه الذي رفعت الأرصاد الأميركية تصنيفه من الفئة الثالثة إلى الرابعة أمس، سائراً على خطى إيرما بحسب مركز الأعاصير.