الزهار يطالب سورية أن ترمم نفسها!

نصار إبرهيم

في حديثه مع قناة «الميادين» الثلاثاء5 أيلول 2017 طالب السيد محمود الزهار سورية بترميم نفسها… أي والله هكذا مرة واحدة… يعني على أساس أنّ وضعنا في غزة وفلسطين روعة وما بدو ترميم… وبالتالي لدينا التجربة التي تخوّلنا تقديم النصيحة والخبرة لسورية لكي تستفيد من تجربتنا في ترميم ذاتها… يخرب بيت أهلنا شو أحياناً بنكون خارج التاريخ والجغرافيا والمنطق… الزهار يطالب سورية التي تنتصر في حرب كونية بأن ترمّم نفسها… سورية الدولة التي هزمت كلّ حثالات القتل وتواصل أداء مهامها في مختلف المجالات يطالبها الزهار بترميم نفسها… يقول ذلك ولا ينتبه أنه غير قادر على ترميم العلاقة ما بين غزة والضفة، أو ترميم مولد كهرباء.

والأهم أنّ السيد محمود الزهار يطالب فلسطين بأن لا تكون ضمن المحاور! عن جدّ… لا يا شيخ! كأن نرفع «علم الانتداب الفرنسي» مثلاً ومع ذلك نقول ببساطة لم نتدخل في سورية أو أنه تمّ رفع علم الانتداب بسبب خلل فني… طيب ماشي الحال… لا نريد أن نقف مع محور ضدّ آخر… حلو… طيب وين لازم نوقف؟ مثلاً نوقف ع الحدود السورية التركية، أم على الحدود اليمنية السعودية، أم على الخط الفاصل بين أميركا وروسيا في ألاسكا؟ يعني حابب أعرف وين لازم نوقف حتى لا نُحسب كفلسطينيين ضمن محور محدّد!؟

يقول الزهار إنّ فلسطين والقدس هما البوصلة… ممتاز! طيب هاي البوصلة كيف ستتحدّد وجهة مؤشرها حين يكون الصراع والاشتباك الضاري بين محور فيه سورية وحزب الله وإيران والعراق واليمن وروسيا والصين… ومحور تقف فيه أميركا و«إسرائيل» والسعودية وتركيا وقطر… يلا خلينا نشوف شو ربّ هالبوصلة التي لا تريد أن تقف مع محور ما!؟

لا زلنا لم نتعلم بعد… لا زلنا نعتقد أنّ شعبنا غبي… لا زلنا نعتقد أنّ السياسة لعبة كلمات متقاطعة… لا زلنا نحاول ان نرقص على الحبال وبينها… لا زلنا نتذاكى في لحظة لم يعد يجدي معها التذاكي شيئاً… لا زلنا في حالة يُرثى لها… لا زلنا نستخدم فلسطين بطريقة بائسة ليس لها علاقة بالواقع… لأننا نعرف انّ الكثيرين لن يردّوا علينا ليس لأنّ ما نعلنه ونقوله عبقري، بل لأننا نتحدّث من موقع فلسطين ليس إلا…

لهذا ليس غريباً أن يطالب السيد محمود الزهار سورية بترميم نفسها فيما نحن عاجزون عن ترميم غرفة واحدة في بيتنا المتهالك… ما علينا… سلام.

ملاحظاتي هذه موجهة للعقل السياسي لحركة حماس وليس لمقاوميها وجمهورها الوطني الباسل…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى