الرياض ستواصل الضغوط على الدوحة لـ «تستجيب للمطالب»
عبّر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني عن سعادته باتصال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وكتب آل ثاني في حسابه على موقع «تويتر»، «سعدت بطلب الشيخ بالجلوس مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحل الأزمة الراهنة بين قطر والدول المقاطعة»، مستطرداً «وحزنت لما آلت إليه الأمور».
وكانت وكالة الأنباء الرسمية السعودية «واس» نفت ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية القطرية «قنا» عن اتفاق قطري – سعودي على تكليف مبعوثين من الجانبين لبحث الخلافات.
وقالت وزارة الخارجية السعودية «إن ما نشرته وكالة الأنباء القطرية لا يمتّ للحقيقة بأية صلة»، وإنه «استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق، ويدل بشكل واضح على أنّ السلطة القطرية لم تستوعب بعد أن المملكة العربية السعودية ليس لديها أي استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية للاتفاقات والحقائق، وذلك بدلالة تحريف مضمون الاتصال الذي تلقاه سمو ولي العهد من أمير دولة قطر بعد دقائق من إتمامه».
وأعلنت الخارجية السعودية «تعطيل أي حوار وتواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علني»، مؤكدة أن «تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار».
في ما قالت وكالة الأنباء القطرية «قنا» إنّ «اتصالاً هاتفياً جرى بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي العهد السعودي بناء على تنسيق من الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
وأضافت «قنا» أن «أمير قطر وافق على طلب ولي العهد السعودي تكليف مبعوثين لبحث الخلافات، وذلك مع تأكيد قطري – سعودي على حلّ الأزمة عبر الحوار لضمان وحدة مجلس التعاون الخليجي».
وأشارت الوكالة القطرية إلى أنه «سيتم إعلان تفاصيل إضافية لاحقاً بهذا الشأن بعد أن تنتهي السعودية من التفاهم مع دولة الإمارات والبحرين ومصر».
إلا أن الآمال بحصول تقارب بوساطة تبدّدت بسرعة عندما اتهمت الوكالة السعودية بعد وقت قصير الإعلام الرسمي القطري بـ «الايحاء ضمناً بأنّ السعودية من قام بالمبادرة».
واحتجاجاً على ذلك، أعلنت السعودية «تعطيل أيّ حوار أو تواصل مع الدوحة».
وكان الاتصال بطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبالتزامن مع زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي تتولى بلاده وساطة بين أطراف الأزمة، إلى الولايات المتحدة.
وكان أمير الكويت ألمح عندما استقبله ترامب في البيت الأبيض الخميس، إلى أن قطر «مستعدة لتلبية المطالب الثلاثة عشر» التي وضعتها الدول الأربع مقابل عودة العلاقات معها.
لكن سرعان ما ردّت هذه الدول بالنفي، مكررة القول بأن «الحوار حول تنفيذ المطالب يجب ألا يسبقه أي شروط».
من جهته، انتقد وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش على حسابه في تويتر «التحريف» القطري.
وكتب «أتمنى أن تكف الدوحة عن المناورة بعد أن باعت سيادتها بخساً وأن تتعامل ظاهراً وباطناً بشفافية، فلا سبيل غير ذلك، وأقصر الطرق الصراحة مع الرياض».
في السياق نفسه، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن «بلاده تدعم الجهود التي تقوم بها دولة الكويت لحل الأزمة الخليجية»، مشدّداً على «الموقف الروسي الداعي لتسوية الخلافات في الخليج عبر المفاوضات».
وقال لافروف أمس، خلال مؤتمر صحافي من جدة مع نظيره السعودي عادل الجبير «ندعم الجهود التي تقوم بها الكويت لحل الأزمة الخليجية»، مضيفاً: «روسيا أكدت على موقفها الداعي لتسوية الخلافات في الخليج عبر المفاوضات».
وتابع لافروف «نأمل استعادة الخليج وحدته بما يساهم في حلّ مشكلات المنطقة».
كما أشار الدبلوماسي الروسي إلى أنّ «مجلس التعاون الخليجي، هو المكان الأمثل للحل».
بدوره، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: «لا زلنا في مسار اتخاذ الإجراءات في هذا الشأن، وسنستمرّ على موقفنا إلى حين تستجيب قطر لإرادة المجتمع الدولي في الكفّ عن دعم الإرهاب والتطرف وتمويله».
وأضاف الجبير «نريد جدية في إيجاد حل لهذه الأزمة يؤدي إلى تطبيق المبادئ التي تدعمها جميع دول العالم. وهي عدم دعم الإرهاب وعدم تمويل الإرهاب وعدم استضافة أشخاص مطلوبين وعدم نشر الكراهية والتطرف وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى».
وتابع «عليها قطر أن تستجيب لهذه الطلبات لنفتح صفحة جديدة».
ومن هذه المطالب إغلاق قناة» الجزيرة» المتهمة بالتحريض ضدّ الدول الأربع وإغلاق قاعدة تركية في قطر وخفض العلاقات مع إيران.
ومن المقرر أن يزور أمير قطر برلين الجمعة المقبل ليلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في أول زيارة رسمية خارجية له منذ بدء الأزمة.