الصرّاف: دم الشهداء لن يذهب هدراً والتحقيق سيُجرى حكماً
أكّد وزير الدفاع المهندس يعقوب الصرّاف، أنّ «دم شهداء الجيش لن يذهب هدراً، والتحقيق العلمي والشفّاف سوف يُجرى حكماً وأؤكّد ذلك».
ونوّه خلال زيارته فنيدق، حيث قدّم التعازي بالشهيدين في الجيش حسين عمّار وخالد الحسن، «بعكّار ورجالها ونسائها»، وقال: «فخرنا كبير بها وببلدة فنيدق، فعكّار أثبتت مرة إضافيّة أنّها عاشقة للوطن ليس فقط بالدم، إنّما بالاحترام والقيم والالتزام. نبارك للبنان دم الشهداء، وأبارك للدولة وقوف عكّار في صدارة التكريم».
من جهةٍ أخرى، شيّع الجيش اللبناني وأهالي بلدة شمسطار وقرى الجوار، الشهيد العريف علي الحاج حسن، في موكب رسميّ وشعبيّ حاشد، شارك فيه وزير الصناعة حسين الحاج حسن، ممثّل الوزير الصرّاف وقائد الجيش العماد جوزيف عون العميد حمد حيدر و رؤساء بلديات واتحادات بلدية وفاعليات عسكرية وسياسية واجتماعية.
حُمل نعش الشهيد المجلّل بالعلم اللبناني على أكتاف محبّيه ورفاق السلاح، تحيط به رايات الجيش اللبناني وحزب الله، ويتقدّمه حَمَلة الأكاليل بِاسم رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، قائد الجيش العماد جوزيف عون، والهيئات البلديّة والاختياريّة، وفرقة كشّافة «الإمام المهدي»، ولافتة كُتب عليها «عريس الوطن».
واستُقبل النعش على طول الطريق الممتدّة من منزل العائلة حتى حسينيّة البلدة مروراً بساحة البلدة بنثر الورد والأرزّ، وبإطلاق الرصاص والأسهم الناريّة.
وألقى علي محمد زين الحاج حسن كلمة العائلة، فقال: «بِاسم الشعب والجيش والمقاومة، وبِاسم جميع شهداء الوطن، يجب أن تُعلّق المشانق لمحاسبة الخونة والمتآمرين، ولكي نستكمل أعراسنا لتحرير أرضنا من كلّ رجس احتلال وارتهان».
وألقى العميد حيدر كلمة بِاسم وزير الدفاع وقائد الجيش، وقال فيها: «هذه أيّام مؤثّرة في حياتنا الوطنية، التمّ فيها الجيش وأركان الدولة والشعب اللبناني بأسره في عرس وطنيّ جامع، لتكريم ووداع كوكبة من شهدائنا الأبطال، من بينهم رفيقنا في السلاح الجندي الشهيد البطل علي الحاج حسن، بعد أن غدرت بهم أيادي الإرهاب السوداء، وعانوا ما عانوه من وحشيّتها، فكانت شهادتهم عنواناً للتضحية القصوى المعمّدة بالألم والصبر والجراح».
وأكّد «أنّ ضريبة الدم التي قدّمها هؤلاء الأبطال وسائر رفاقهم الشهداء والجرحى لم تذهب هدراً على الإطلاق، بل كانت بمنزلة الشعلة المقدّسة، التي أنارت طريق الجيش في حربه على الإرهاب، وصولاً إلى القضاء عليه، فاستحالت تلك الشعلة فجراً ساطعاً أطلّ من فوق جرود حدودنا الشرقيّة، ليمتدّ ويسطع فوق كلّ شبر من ترابنا الوطني».
واعتبر أنّ انتصار الجيش الحاسم على الجماعات الإرهابيّة في معركة «فجر الجرود» جاء بمثابة الردّ القاطع والنهائي على كلّ من تسوِّل له نفسه الاعتداء على سلامة جنوده ومواطنيه، فالجيش لا يمكن أن يفرّط بدماء شهدائه وتضحيات أبطاله، وأيّ تطاول على سيادة الوطن وكرامة أبنائه. ثمّ تلا نبذة عن حياة الشهيد.
وألقى العميد شامل روكز كلمة، فقال: «منذ ثلاثة أعوام حاولت أن أفدي أرضي بدمي، وأن أحمل روحي على كفّي بالقتال حتى الرّمق الأخير في جرود عرسال الأبيّة، منذ ثلاثة أعوام كنت أتنفّس الصعداء لشدّة حبّي لخلاص هذا الوطن العزيز، وهذه الأرض البقاعيّة الغالية من وحوش يزرعون الفتن والضغينة في كلّ مكان وزمان، منذ ثلاثة أعوام أتيت بقدمَي وبأقدام العسكريّين البواسل كي نصنع انتصاراً، لكنّ الأنفاس انحبست، واختطف العسكر وأوقف المدفع، وبدأت المراوغات، وعظمت الحسابات»، مستطرداً «ثلاث سنوات من التردّد، وها نحن اليوم نزفّ شهيد الجيش اللبناني، شهيد الوطن، الجندي علي الحاج حسن، ونزفّ رفاقه في الأسر، وفي قلوبنا حسرة وغصّة، لا بسبب الشهادة، بل بسبب التقصير والإهمال».
وقال متوجّهاً إلى الشهداء: «شهادتكم يا علي الحاج حسن، ويا محمد يوسف ويا خالد حسن، ويا حسين محمود عمار، ويا إبراهيم مغيط، ويا سيف دبيان، ويا مصطفى وهبة، ويا علي المصري، ويا عباس مدلج، ويا يحيى خضر وموتكم في رقابهم جميعاً».
وقال الشيخ محمد يزبك في كلمة له: «نحن اليوم في هذا المأتم الوطني الجامع، الذي يؤكّد الوحدة الوطنيّة والتكامل، واحتضان الشعب للجيش والمقاومة، ولا يمكن أن نغفل عمّا يجري من حولنا، ولا يتوهمنّ أحد بأن الـ»دواعش» والإرهاب لم يكن في مخطّطاتهم إقامة إمارة في لبنان، ولكن قيّض لهذا الوطن الأنموذج رجالاً لا يخافون الموت، وإنّما يبذلون دماءهم من أجل الحياة، من هنا كنّا جنباً إلى جنب مع جيشنا الوطني نقاتل هذا الإرهاب من أجل إنقاذ وطننا وترسيخ الوحدة الوطنيّة، بالثلاثيّة الذهبيّة الشعب والجيش والمقاومة».