الأسد: نسير بخُطى ثابتة نحو الانتصار.. وظريف متفائل بالتنسيق بين الدول الضامنة بشأن سورية
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ بلاده بعد ما يقارب سبع سنوات من الحرب، تسير بخُطى ثابتة نحو الانتصار.
وجاءت تصريحات الأسد خلال استقباله أمس الأربعاء، وفد الملتقى النقابي الدولي الذي انعقد في دمشق.
وأكّد الأسد على أهميّة دور المنظمات الشعبية والقوى المجتمعية في التوعية والتحذير من مخاطر الإرهاب، الذي ينتشر في العالم.
وجدّد الرئيس السوريّ اتّهامه لبعض الدول بدعم الإرهاب، مشيراً إلى «الآثار السلبيّة للحصار الاقتصادي غير الأخلاقي، والمخالف للقانون الدولي والإنساني»، الذي تفرضه بعض القوى الكبرى على دول أخرى.
واعتبر أنّ الهدف من هذا الحصار، هو فرض هيمنة تلك الدول على الشعوب التي لا تزال تتمسّك بسيادتها وقرارها المستقل.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف، إنّ لدى إيران وروسيا الكثير من المواضيع التي يجب التنسيق بشأنها في إطار التعاون بينهم في مختلف المجالات، مشيراً إلى أنّ اليوم هناك ضرورة لمراجعة كلّ هذه القضايا.
وأكّد ظريف للصحافيّين عند وصوله إلى مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود، أمس، أنّ طهران وموسكو تواجهان أزمات مشتركة، وأبرزها الأزمات الإقليمية. فقد تمكّن البلدان بمساعدة الشعب السوري فرض التراجع على الإرهابيّين في هذا البلد، والوضع الميداني اليوم جيد للغاية، معتبراً أنّ التعاون الجيد القائم بين إيران وروسيا وتركيا أثمر عن تحسّن الوضع في الساحة السياسية أيضاً، وتمّ الحدّ من الاضطرابات والتوتّرات أيضاً، مشيراً إلى أنّ الشؤون الإقليميّة تدعو إلى التباحث مع روسيا بشكلٍ مستمرّ.
وتتزامن هذه الزيارة مع انطلاق المشاورات على مستوى الخبراء، قُبيل الجولة السادسة من مفاوضات «أستانة» الخاصة بتثبيت الهدنة في سورية وإقامة مناطق لتخفيف التوتر.
وفي إطار هذه المشاورات التقنيّة، ستستضيف أستانة اجتماعاً لمجموعة العمل المشتركة لروسيا وتركيا وإيران، بصفتها الدول الضامنة للهدنة في سورية.
وفي إطار الجولة السادسة من المفاوضات التي ستجري في أستانة يومَيْ 14 و15 أيلول، سيُعقد عدد من الاجتماعات الثنائيّة ومتعدّدة الأطراف بين ممثّلي الطرفين المتنازعين، والدول الثلاث الضامنة والدول المراقبة في عملية أستانة.
ومن المتوقّع أن يصدر عن الجولة القادمة عدد من القرارات المهمّة، في مقدّمتها اتفاق حول إقامة منطقة لتخفيف التوتّر في ريف إدلب، وتنسيق قوام القوّات الدولية التي تتولّى الرقابة على وقف إطلاق النار، إضافة إلى تبنّي حزمة وثائق حول أنشطة القوّات المعنيّة بالإشراف على الهدنة، وتشكيل مركز تنسيق مشترك، وفريق عمل معنيّ بالإفراج عن المحتجزين والأسرى والبحث عن المفقودين.
كما من المتوقع أن تُصدر الأطراف بياناً مشتركاً حول إزالة الألغام في المواقع الأثريّة بسورية.
من جهته، أمل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري، بإنهاء بعض القضايا البسيطة المتبقّية خلال مباحثات أستانة 6، مضيفاً أنّ «الترتيبات الأمنيّة في المنطقة الشماليّة وإدلب تحديداً، أبرز ما سنناقشه في أستانة».
كذلك، اعتبر أنّ التنسيق الذي أجرته إيران مع روسيا وتركيا وزياراته إلى عدد من عواصم المنطقة، مهّد الأرضية لإزالة الخلاف في وجهات النظر في ما يخصّ الترتيبات الأمنيّة في مناطق خفض التوتّر الأربع، مشيراً إلى أنّ التطوّرات الإيجابيّة في ما يخصّ مباحثات أستانة تتزامن مع نجاحات ميدانيّة وسياسيّة كبيرة خلال الأشهر الماضية في سورية والعراق، وهذا سيحقّق مصالح شعوب المنطقة وخاصة الشعب السوري.
ميدانياً، قالت وكالة «سانا» السوريّة، إنّ التحالف الأميركي ارتكب مجزرتَين جديدتين بحقّ سوريّين راح ضحيّتهما 22 شهيداً، نتيجة قصفه منازل المدنيّين في مدينة الرقة وريف دير الزور الشمالي.
مجرزة الرقة أكّدتها إحدى الصفحات الناشطة من المدينة على موقع «فايسبوك»، حيث نشرت صفحة «الرقة تُذبح بصمت» خبراً عن قصف مدفعيّ وجويّ عنيف على أحياء في المدينة.
ونقلت «سانا» عن مصادر أهليّة وإعلاميّة متطابقة، أنّ طائرات التحالف الأميركي «قصفت أحد منازل المواطنين في حارة البدو بمدينة الرقة، ما تسبّب باستشهاد 11 مدنيّاً معظمهم نساء وأطفال»، وكذلك بريف دير الزور الشمالي، حيث استشهد 11 مدنيّاً من عائلة واحدة جرّاء غارات التحالف على قرية الشهابات.
وليست هذه المرة الأولى التي ينفّذ فيها التحالف مجازر بحق المدنيّين، إذ نفّذ بين 20 و 22 آب مجزرتَين، أسفرت الأولى عن 41 شهيداً واستهدفت مسجداً في قرية الجزاع بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، والثانية في الرقة بحارة البدو راح ضحيّتها أكثر من 40 مدنياً.
يأتي ذلك فيما يتابع الجيش السوري تأمين محيط مطار دير الزور العسكري والفوج 137، بالتزامن مع تنفيذ عمليّات مكثّفة ضدّ «داعش» في ريفَيْ دير الزور الجنوبي والشرقي.
ويعمل الجيش السوري على إزالة الألغام والمفخّخات التي زرعها التنظيم، وتأمين المهابط وتنظيفها تمهيداً لإعادة إقلاع الطائرات وهبوطها بشكلٍ آمن.
كما نفّذ سلاح الجوّ السوري طلعات عدّة على محاور ومناطق انتشار وتحصّن التنظيم في قرى الجنينة وحطلة والمريعيّة والبغيليّة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من عناصره.
أمّا في ريف حمص الشرقي، فقد استعاد الجيش السوري وحلفائه السيطرة على قرى زغروتية ودرويشية ولويبدة وغنيمان وأم صاج بمنطقة جب الجراح، وفق ما أعلنه الإعلام الحربي.
ونقل الإعلام الحربي عن مصدر عسكري، قوله إنّ الجيش السوري يواصل تقدّمه بريف حمص الشرقي، ويستعيد السيطرة على قرى عنق الهوى – أم التبابين الخان، وعدد من التلال الحاكمة والمحيطة بها.
وفي السِّياق، استعادت وحدات من الجيش السوري 3 قرى مهمّة في ريف حمص الشرقي من أيدي تنظيم «داعش»، بالتزامن مع الجهود لتحضير مطار دير الزور العسكري لاستئناف التحليقات.
ونقل مراسلنا في سورية، عن مصدر عسكري، أنّ الجيش السوري استعاد قرى عنق الهوى وأم التباين والخان، فيما تحدّثت شبكة الإعلام الحربي على صفحتها في موقع «فايسبوك»، عن بسط الجيش السوري سيطرته على مرصد عنق الهوى، الذي كان يرصد بلدات جب الجراح والمسعودية ومكسر الحصان، وكان عناصر «داعش» يستخدمونه في قصف هذه البلدات على مدى السنوات الخمس الماضية.
وفي وقت سابق، تحدّثت وكالة «سانا» للأنباء عن سيطرة وحدات الجيش السوري على 5 قرى جديدة بمنطقة جب الجراح في ريف حمص الشرقي.
وفي دير الزور، التي يواصل الجيش السوري عمليّاته لتحرير ريفها من «داعش»، يعمل العسكريّون على تأمين المهابط والمدرجات في مطار دير الزور وتنظيفها تمهيداً لإعادة إقلاع الطائرات وهبوطها بشكلٍ آمن، لشنّ عمليّاتها القتالية ضدّ «داعش».
وتأتي هذه العمليات في إطار تأمين محيط المطار العسكري والفوج 137، بالتزامن مع تنفيذ عمليّات مكثّفة ضدّ مسلّحي «داعش» من ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.