النصّ السيَرِيّ… بين الإبداع واجترار الذات!
ثناء عليّان
ثمّة من يرى السيرة الذاتية من أكثر الأنواع الأدبية إثارة للنقاشات، لأنها لا تريد أن تستقرّ. ويصفها بالجنس الأدبي المراوغ غير محدّد الملامح، وذلك لأنها تشتبك مع أجناس أدبية أخرى كاليوميات والمذكّرات والرسائل وقصائد السيرة، والشهادات، والحوارات الشخصية. كما أنها تشتبك مع هذه الأنواع حين تستعير آليات عملها ومنطقها الفنّي.
واليوم نرى المكتبات تزدحم، ومنذ فترة طويلة بكتب السيرة الذاتية، حتى أن أشتات هذه السيرة ترد في مختلف الأجناس الأدبية. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يعكس ذلك إفلاساً إبداعياً ماثلاً في عجز الكاتب عن ابتكار العوالم المدهشة الجاذبة، فيلجأ إلى ملء فراغات عجزه بما يراه وحده أحداثاً جديرة بالتدوين، أما أن الأمر يأتي شكلاً إبداعياً خالصاً.
ذلك ما توجّهنا به إلى عدد من النقّاد والكتّاب، وكانت الإجابات في هذه التفاصيل:
طريد الكتابة المؤرّقة
يرى الناقد نضال الصالح أنّ السيرة الذاتية مثّلتْ، ولمّا تزل، مكوّناً مركزياً في الأدب العربيّ الحديث، لا سيما السرد. فمعها وبها، عبّر هذا السرد عن دخوله إلى التاريخ الأدبيّ بوصفه مرجعاً من جهة، وبوصفه أداة من جهة ثانية، وعلى رغم أنّ في هذا التاريخ عدداً غير قليل من الكتابات السيَرِية التي تمكّن مبدعوها من خلخلة الخاص لمصلحة العام، ومن تحرير الكتابة نفسها من أسر الذات إلى فضاءات الموضوع، فإنّ عدداً غير قليل أيضاً ظلّ طريد الكتابة المؤرّقة بـ«أنا» منتجها، ومهموماً بها، ومستغرقاً في آلامها وعذاباتها الخاصة، ومختزلاً العالم في حدودها.
ومن اللافت ـ يضيف ـ أنّ معظم الكتابة النسوية العربية، في حقل السرد القصصي والروائي خصوصاً، لا سيما في البدايات الأولى لتلك الكتابة، تعدّ كتابة سِيَر ذاتية بامتياز، أو نثارات من السيرة الذاتية، وإلى حدّ يمكن القول معه: إنّ هذا النصّ القصصيّ أو الروائيّ أو ذاك لهذه الكاتبة العربية أو تلك، يعدّ الكاتبة نفسها وقد أضنت نصّها بمؤرّقاتها وشواغلها الذاتية، أو بما يحيل، جهراً أو إيماء، على ما يعنيها، ويدور في فلك هواجسها التي غالباً ما تكون نسوية خالصة، وغالباً أيضاً ما تكون بسبب ارتطاماتها المريرة بالوعي البطريركيّ المعوّق حركتها، والسالب إنسانيتها، والممتهن كرامتها.
ويتابع الصالح: إذا كانت هذه السمة هي الأكثر جهراً بنفسها في الكتابة النسوية العربية، فإنها لم تكن تعنيها وحدها، فهي تمتد لتشمل الكثير من المنجَز السرديّ العربيّ، لا سيما الروائي منه، الذي يكتبه الرجال أيضاً، وفي مراحل مختلفة من مشروعهم السرديّ، لا سيما في مرحلتين بعينهما: البدايات الأولى للتجربة، ثمّ ما أستطيع الاصطلاح عليه بمرحلة «الخواء التخييلي»، أو «سنّ اليأس الإبداعي»، التي غالباً ما تبدأ إشاراتها الأولى على شكل كتابة مدقعة في فقرها المعرفيّ بالواقع حولها، ومتخمة برصيدها الشخصيّ وحده، والتي تؤكّد حضور مؤرّق واحد فحسب، هو الكتابة من أجل الكتابة، لا الكتابة من أجل أداء وظيفة معرفية وتنويرية بالواقع.
خصوبة باهرة
ويؤكد الصالح أنّ الأمثلة في هذا المجال أكثر من أن تحتملها استبانة صحافية، وهي برأيه تكاد تغطّي معظم أجزاء الجغرافيا الإبداعية العربية، كما تكاد تكون ظاهرة بحقّ في الكتابة السردية العربية في العقدين الأخيرين، وعلى نحو شديد الدلالة على «شيخوخة» في التخييل السردي العربيّ الذي كان قد أثبت في السبعينات والثمانينات، وإلى حدّ ما التسعينات من القرن الفائت، «خصوبة» باهرة في فعاليات التخييل، التي كما كانت السيرة الذاتية «مدّخرة» فيها، كان التخييل نفسه رافعتها وحمولتها الأبهى، ولم يكن ذلك ممكناً لو لم يكن قليل أو كثير من المبدعين العرب قد بلغ درجة عالية من «النضج» المعرفيّ والإبداعي، الذي اكتسب رهاناته على حضوره في الوعي والذاكرة من كفاءته في تخصيص العام وتعميم الخاص، أو تذويت الموضوع وموضعة الذات، وكأنّ كلاً منهما صورة للآخر، أو هو هذا الآخر وقد انصهر في بوتقة التخييل، التي تمّحي فيها الحدود الفاصلة بين الفرديّ والجماعيّ، أو الذات والموضوع. وتلك خصيصة لا تتحقّق إلا بتحقّق شرطين معاً: استبصار الواقع وقراءته بعمق، والكفاءة العالية في التخييل.
السيرة المتوهّمة
بدوره، يقول الناقد أحمد هلال يقول: لا يتخفّف سؤال السيرة من طبيعته النقدية المصاحبة، ذلك أن مفهوم السيرة الذاتية ما زال يتوسّل ـ على الأرجح ـ تحرير معناه ممّا علق به من أنواع أدبية تلبّسته على نحو صريح، ومثالها ما تواضع النقاد على تسميته بالذكريات والاعترافات واليوميات وسواها، فما فاضت بها الكتب وأصبحت أكثر رواجاً، لا سيما تلك التي يوقّعها فنانون ورياضيون وسياسيون وعارضو أزياء، بما تدوّنه من أحداث ووقائع يجهد مؤلّفو سِيَرهم، أن يجعلوها سِيَراً ذاتية، بحيث تبدو وكأنها توّجه عامّ يَسِم الكتابة، لكنها تفارق الجنس الأدبي، ولا يجد الناقد ضالته فيها الناقد المزود بوعي اصطلاحي، فهي من جهة تمثل إفلاساً إبداعياً في اختلاط معاييرها وإشكالية تجنيسها كما إشكالية تلقيها، ومن جهة أخرى هي سير مضّادة تفارق الشروط الفنية والجمالية، لما تعنيه السيرة الذاتية.
ويضيف: إن الاعترافات واليوميات تحيلنا لظاهرة قديمة جديدة، ما زالت تتسرّب ـ على استحياء ـ إلى فضائنا الثقافي لجهة انسجامها مع المفهوم الغربي، أي «البوح والفردية والاعتراف». فهل كان محمد شكري في «خبزه الحافي» أكثر إخلاصاً «لميثاقه الأتوبيوغرافي» أم أنه شكّل موضعة للمضمر النسقي الغربي، الذي رأى في اعترافات جان جاك روسو هزّة لضمير أوروبا الأدبي والثقافي؟!
ويردف: إن، ثمة ما يمكن أن نسمّيه بالسيرة المتوهمة الحافلة بالأخلاط والشذرات، التي تعلن براءتها من التعيينات الإجناسية، وتماهيها مع لحظة ثقافية متغيرة، بمسوغات الواقعية المحضة لتنشئ في حدود المتوهّم رواية السيرة الذاتية، كنوع سِيَريّ يحتفي بنبش المسكوت عنه «السياسي والاجتماعي والأخلاقي».
ويشير هلال إلى أن ثمة خلطاً فادحاً بين مفهوم السيرة الذاتية، وبين ما هو سيرة ذاتية حقيقية، أو سير ذاتي في النصوص الأدبية، مع ما لاحظناه من أن السيرة الذاتية هي جنس أدبي غربي، شجّع الكثير مما نسمّيه مجازاً بالسير على اعتماد النموذج الغربي الذي لم يبدِ الاهتمام بالسيرة بوصفها جنساً أدبياً، بقدر ما رآها نصوصاً تاريخياً أو فلسفية. ومع مجيء القرن التاسع عشر ظهر الاهتمام المباشر بالسيرة كجنس أدبي.
مزج الحقيقة والخيال
يؤكّد الناقد نذير جعفر على أن المكتبات تزدحم حقّاً بكتب السيرة الذاتية، سواء أكانت هذه السيرة نصيّة أم روائية أم على شكل مذكّرات أو اعترافات. ويقول: لكن لا بدّ من التمييز بين هذه الأنواع، فلكل منها خصائصه وشكله الفنّي المختلف، ففي الوقت الذي تنحو فيه السيرة النّصية نحو الحقيقة والتوثيق، فإن السيرة الروائية تمزج بين الحقيقة والخيال. وبينما تهتم المذكّرات بالشأنين الخاص والعام، فإن الاعترافات تتمحور حول الشأن الخاص في المقام الأول. والرابط المشترك بين هذه الأنواع السيرية هو التركيز على التجربة الذاتيّة للسارد. والسؤال فيما إذا كان هذا الازدحام بكتب السيرة الذاتية، أو بالروايات والأعمال الفنيّة التي تتكئ عليها يعبّر عن عجز الكاتب على ابتكار العوالم المدهشة أم لا؟
يذكر جعفر: إن المعيار هنا ليس ما يتضمّنه المتن، ولا مرجعياته الذاتية أو الموضوعيّة، إنما الشكل الفنّي الذي قُدِّم من خلاله. لذلك فقد يعتمد الروائي على سيرته الذاتية ويقدم لنا عملاً مدهشاً، كما فعل حنا مينه في «بقايا صور»، ومحمّد شكري في «الخبز الحافي»، وعادل محمود في «إلى الأبد ويوم». وقد لا يعتمد على هذه السيرة ويقدّم أيضاً عملاً مدهشاً عبر تجسيده لسير حياة الآخرين كما فعل هاني الراهب في «الوباء» وغسّان كنفاني في «رجال في الشّمس»، على سبيل المثال، ويرى أنه قد يكون العكس هو الصحيح إذ يخفق الكاتب في إدهاش القارئ إن اتكأ على سيرته أو لم يتكئ. فالمهم ليس المضمون ذاته أو مرجعيته الواقعية أو التاريخيّة أو المتخيّلة، إنما عمقه الإنساني وأشكال تقديمه وأفق دلالاته.
وبالعودة إلى رأي الناقد أحمد هلال يذكر: إن عالم الرواية اليوم بات هو المجال الحيوي لفن السيرة الذاتية، فهو السيرة الذاتية المقنعة كما ذهبت غادة السمان، وبحقلها الجاذب نظراً لوجود المحفّزات الأدبية، وما تتيحه الرواية بأنظمتها السيميائية من ممكنات المزاوجة بين المتخّيل والواقع، يقول فيليب لجون المتخصّص بالسيرة الذاتية: إن «كل نص سواء، أكان نثراً أم رواية أم دراسة فلسفية يعبّر فيه المؤلف عن حياته ومشاعره فإنه لا تترك السيرة الذاتية مجالاً واسعاً للاستيهام» وبتعريفه: هي حكي استرجاعي يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص فهل تملأ الخانة الفارغة بذكاء، -أو محتل شرعي، يسأل جيرار جينيت؟
ويضيف: على رغم تواتر «السيرة» في أنواع وأجناس أدبية، فإنها لم تستقر إجناسياً رغم المحاولات الإجرائية للبحث عن دلالتها الإبداعية، في أجزائها المتموضعة في الرواية، ولكن هل نستطيع تجاوز تراسل الأجناس بوصفها جدلية الفنون، ما يشكل المعنى الإضافي لهاجس البحث عن الدلالة الإبداعية المنشودة، لاسيما في حقل أثير كالرواية مثلاً، إذ يلجأ كثير من الكتاب لتوظيف تقنية السيرة الذاتية في أعمالهم، وما الذي يفسر ذلك، هل هي هواجس الجنس الإبداعي الخالص، الذي يمنح السيرة الذاتية التنفس في متون الروايات؟!
فنّ جميل وممتع
أما الأديب يوسف سامي اليوسف فهو على قناعة بأنّ السيرة فن قائم بذاته، وأنها فن جميل ممتع وذو قدرة على التعبير من شأنها إغناء الحركة الثقافية في كل مجتمع من المجتمعات، وقد تكون ابتكاراً حديثاً كالرواية والقصة القصيرة، وإن كانت لدينا نصوص قديمة تندرج في فصيلة أدب السيرة، وأخص بالذكر كتاب «الاعترافات» للقديس أوغسطين.
وعن هدف هذا الفن الذي يلجأ إليه كاتب السيرة فيراه من باب اطلاع الناس على تجربة الفرد الخاصة، وشرح الموقف الذاتي من التاريخ والحياة والعالم أو الوجود، ويؤكد أن هذين الهدفين كانا نصب عينه حين كتب سيرة حياته في أربعة أجزاء، حيث بيّن في الجزء الأول صورة الحياة في قرية فلسطينية خلال الأربعينيات، كما قدم سرداً لعراكها مع الصهاينة حتى هزموهم ودمروهم بسبب تفوقهم في التسلح، وفي الجزء الثاني بيّن فيه كيف عاش اللاجئ الفلسطيني بؤسه في الشتات بعد النكبة مباشرة، وأوضح في الجزء الثالث تجربة الكتابة الأدبية، وما يعانيه الكاتب من بؤس واغتراب في مجتمع أديبه مهجور، وقلما يعنى به أحد، وخصص الجزء الرابع لشرح مذهبه الفكري في الحياة، وهو مذهب متشائم لا تسعه البتة أن يتصالح مع وجود كهذا الوجود الكالح، مؤكداً على أنه لا لزوم للكون بأسره، وأن هذا الكون برأيه لا بد له أن يكون واحد من اثنين، إما مفترس وإما فريسة، والمفترس مجرم، والفريسة ضحية، وكلاهما مشوّه.
ويقول اليوسف: الآن أستطيع الزعم بأن النظرة الذاتية إلى التاريخ، أنفس من النظرة الموضوعية، على جلال قدر هذه النظرة الأخيرة ذات الطابع العلمي، ويتابع: كما أزعم أن كاتب السيرة يقول: ما يهمله المؤرخ، مع أن هذا العنصر المهمل هو جوهر التجربة البشرية ومحتواها الحي.
ويختم الأديب يوسف سامي اليوسف: الآن، أحسب أنني بنيت قيمة السيرة، وأدركت أهميتها، كونها مقروءة جداً على مستوى العالم.
أما الناقد هلال فيرى أن الأمثلة على جدلية العلاقة، لا حصر لها ومنها على الأقل ما استهل به الروائي والناقد المصري كتابه «ترابها زعفران» بالقول: «ليست هذه النصوص سيرة ذاتية، ففيها من شطح الخيال ومن صنعه الفن، ما يشط بها كثيراً عن ذلك»، ويؤكد هنا على أن الخيال والفن ليس بوسعهما إخفاء الطبيعة السير ذاتية الحقيقية المتوارية في نسيج النصوص، ولعل أمثلة إضافية سنجدها في علامات دالة في منجز روائيين كبار من أمثال حنا مينه وعبد الرحمن منيف، وجبرا إبراهيم جبرا، وتوفيق يوسف عواد ونجيب محفوظ، وهدى بركات ود.ريم هلال، وسحر خليفة، وغيرهم الكثير اتصالاً وانفصالاً بتجارب من سبقهم، لنقف على أدبية السيرة، جلائها وتخفّيها، كما جمالياتها، بما تنطوي عليه من سيرة للذات المبدعة في حواملها الدلالية، لتبث شكلاً إبداعياً يتغذى باستحقاقاته الجمالية والتاريخية، بعيداً عن مفهوم «ترجمة» الشخصية-المؤلف- واستثمار معرفتها في ثنايا العمل الأدبي، ويتابع: إذ يرى بعضهم في هذا السياق «أنه ما يكاد يصدر عمل روائي أو قصصي فيه من ذات المؤلف أو تاريخه حتى تنبري الأقلام لتقرر نصاً أو تصريحاً بأنه سيرة ذاتية»! كما هو الحال في الروايات النسوية، ومفارقات تأويلها في بعض ما كتبته الروائية هدى بركات «حكاية زهرة» أو «حكايتي شرح يطول» حيث يبرز اسم «هدى» على نحو صريح، ليس بوسعنا إغفال الإيهام وفعاليات الأداء السردي من منظور التقنيات الفنية، والاعتداد باستدخال الروائي ـ الروائية لشذرات أو معلومات عن سيرهم الذاتية في الرواية.
ويرى أنه بمضاعفة المتخيل الإبداعي على أسلوب السيرة الذاتية، يضيف رصيداً ثرّاً لجماليات تلقي السيرة الذاتية بوصفها، جنساً أدبياً ماتعاً، بل إن ما أنجزه الباحث «تتزروكي» في كتابه «في طفولتي» وفي تناوله لآثار عشرين كاتباً عربياً مشهوراً، ليأخذنا إلى سيرة أخرى هي سيرة الطفولة الذاتية، بوصفها جنساً أدبياً قائماً بذاته.
ويعتقد هلال أن الشكل الإبداعي الخالص الذي تتوهج فيه السيرة الذاتية ببرنامجها السردي ومنظومتها الإشارية، ما زال يمثل للمبدعين مغامرة مثيرة تنطوي على تحدٍ جميل، بصرف النظر عن غلو ظاهرة الكتاب «الشبحيون» بتعبير الكاتبة غالية قباني، الذين يخصون النجوم وعارضات الأزياء بسير ذاتية لينالوا حظاً من شهرة فائقة كما فصلت البريطانية «ريبيكا مارنوورث» التي كتبت رواية «فالانتين» وسبق لها أن كتبت روايات تخص عارضة الأزياء «كاتي برايس» أرادت أن تصدر روايتها هي وقد فاتها أن أسباب رواج ما أنجزته لعارضة الأزياء، لم يقم على أساس أدبي البتة، وذلك ما يضع حدوداً حاسمة بين السيرة كفن تتكامل أجزاؤه في رواية بعينها، وبين ما يلتبس بها بهذا المعنى.
ويختم الناقد أحمد هلال: إن فاعلية السيرة الذاتية، هي في تحققها الإبداعي، وانفتاح دلالاتها وطموحها للتكامل، أو جدلية التماثل والاختلاف، ذلك ما يتوسّله درسنا النقديّ لينفتح بدوره على المديات الجمالية والثقافية والاجتماعية والذاتية للإبداع، مفارقاً اتهاماً صريحاً للسيرة، من حيث هي أثر أدبي بتحريف الحقيقة المعيشة، بصرف النظر عن سائر عوامل التشويه.
كاتبة وإعلاميّة سوريّة