تراجعوا قبل أن تُرجموا!
إبراهيم وزنه
ما أن أعلن الاتحاد اللبناني لكرة القدم عن رفع سعر بطاقات الدخول إلى الملاعب من 5000 إلى 10000، حتى انطلقت أكبر حملة اعتراضيّة على قراره المجحف عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الرسميّة للأندية، وتضمّنت بعض منشورات وتعليقات المعترضين تهديدات من العيار الثقيل، تلويح بتكسير المنشآت وخلع الأبواب ورجم الموظّفين، وصولاً إلى الدخول عنوة ولو بمواجهة الرصاص، وملخّص التحرّكات المرتقبة بحسب حشود المعلّقين تؤكّد بأنّ «الغضب الساطع … آتٍ» من أبواب الملاعب. ما هي إلّا ساعات معدودة على صدور مقرّرات الاتحاد، حتى انطلقت «تغريدات» على لسان بعض رؤساء الأندية، الذين أعلنوا بغالبيّتهم عن رفضهم للموضوع جملة وتفصيلاً، لكونه غير مدروس ولا قدرة لجيوب جماهيرها على تحمّل تبعاته، وهنا يتصدّر رئيس النادي أسعد الصقال، جماهير النجمة في المشهد.
وأمس، أصدر نادي النجمة بياناً جاء فيه: «يرفض نادي النجمة هذا القرار الذي لا يراعي الحالة الاجتماعيّة لغالبيّة الجمهور، كما أنّ هذا الاقتراح تقدّم به نادي السلام زغرتا منفرداً، ولم توافق عليه جميع الأندية التي كانت حاضرة في الاجتماع مع الاتحاد، وبناءً عليه سيتقدّم نادي النجمة بطلب رسمي إلى الاتحاد للعدول عن هذا القرار ورفض تحميل الجمهور أيّة أعباء إضافيّة».
وإلى جانب رؤساء الأندية، انضمّ رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم السيد هاشم حيدر، الذي صرّح لأحد الزملاء بأنّه لن يقبل بذلك رفع سعر البطاقة بنسبة مئة في المئة ، لا بل سيجتهد لإبقاء الوضع على ما كان عليه من منطلق المحافظة على شعبيّة اللعبة وجماهيريّتها.
وغداً مساءً، سيقص فريقا العهد والنجمة شريط افتتاح الموسم الكرويّ في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضيّة، ولا شكّ بأنّ أنظار الشارع الكرويّ وكاميرات المحطّات ستركّز على الأبواب وأكشاك بيع البطاقات أكثر من تركيزها على الملعب والمجريات الميدانيّة بين المرشّحين لإحراز اللقب. وعلى جنبات الحدث المرتقب، هناك من يؤكّد من العارفين بخبايا الأمور بأنّ سعر البطاقة سيبقى على حاله 5000 ل. ل ، ويضيف أحد العارفين بأنّ الاتحاد سيلجأ إلى إلغاء قراره السابق في جلسته المقبلة … وحسناً سيفعل الاتحاد، ويجب أن يدرك القيّمون على إدارة اللعبة بأنّ التراجع عن القرار هو الصواب بعينه، وأنّ الاعتراف بتسرّعهم فضيلة.
ختاماً، لا بُدّ من تذكير المعنيّين بأنّ لعبة شعبيّة ككرة القدم من الطبيعي أن يكون جمهورها من الطبقتين المتوسّطة والفقيرة، وبما أنّ سلسلة الرتب والرواتب التي أُقرّت مؤخّراً لن تؤثّر على موازنة الاتحاد لجهة المصاريف ورواتب الموظّفين. مجرّد سؤال، إذا كانت الغاية المعلنة جذب المزيد من الجماهير إلى المدرجات، والعمل الجاد على نشر اللعبة بين الأجيال الواعدة، فلماذا تمّ اتخاذ قرار أثار بلبلة قبل انطلاق الموسم بساعات، ثمّ يصار إلى التراجع عنه قُبيل انطلاق صافرة المباراة الأولى! الثابت بعد هذه «المعمعة» … هو فشل عملية جسّ النبض، وانكشاف مسرحية تبادل الأدوار، اللهم اشهد إنّي قد فضحت.