كوريا الشمالية تدعو إلى حلّ مجلس الأمن وتصفه بـ«أداة الشر» ولا حاجة لوجود اليابان قربنا!
هدّدت كوريا الشمالية باستخدام أسلحة نووية «لإغراق» اليابان وتحويل الولايات المتحدة إلى «رماد وظلام» لدعمهما قراراً لمجلس الأمن الدولي يقضي بعقوبات ضدّها بسبب أحدث تجاربها النووية.
ودعت لجنة السلام الكورية الشمالية لآسيا والمحيط الهادي، والمعنية بعلاقات بيونغ يانغ الخارجية ودعايتها، إلى «حلّ مجلس الأمن» الذي وصفته بأنه «أداة للشر» وبأنه يتكوّن من دول «مرتشية» تتصرّف بأوامر الولايات المتحدة.
وقالت اللجنة في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية «جزر الأرخبيل الأربع ينبغي إغراقها في البحر بقنبلة «غوتشي» النووية، مضيفة: «لم تعُد هناك حاجة إلى وجود اليابان بالقرب منا».
يُذكر أن «غوتشي» عقيدة فكرية رسمية لكوريا الشمالية تقوم على القومية والاعتماد على الذات، وقد أطلقها مؤسس الدولة كيم إيل سونغ جدّ الزعيم الحالي كيم جونغ أون.
وجاء في البيان «لنحوّل الولايات المتحدة إلى رماد وظلام. فلنُنفث عن غضبنا بحشد كل ما أعددناه حتى الآن من وسائل الانتقام».
واختصت كوريا الشمالية في تهديداتها «اليابان» ووصفتها بأنها «ترقص على إيقاع» الولايات المتحدة، وقالت «إنه يجب ألا نعفو أبداً عن طوكيو لعدم تقديمها اعتذاراً خالصاً عن جرائمها التي لا تغتفر أبداً ضدّ شعبنا»، في إشارة على ما يبدو إلى العدوان الياباني إبّان الحرب.
كما وصفت بيونغ يانغ كوريا الجنوبية بعبارة «الخونة وكلاب» الولايات المتحدة.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد أيّد بالإجماع قراراً بـ «تشديد العقوبات ضدّ بيونغ يانغ، بسبب تجربتها النووية السادسة الأخيرة».
ويفرض القرار الدولي الجديد قيوداً على «توريد المنتجات النفطية إلى كوريا الشمالية»، بما لا يزيد عن 500 ألف برميل من 1 تشرين الأول إلى 31 كانون الأول، من كافة أنواع النفط المكرر، وبالإضافة إلى ذلك، يحظر القرار على كوريا الشمالية شراء المكثفات وسوائل الغاز الطبيعي، كما يحظر عليها بيع منتجاتها من النسيج، ويحظر على جميع الدول أيضاً إصدار تصاريح عمل لمواطنيها.
ويشير القرار أيضاً إلى استعداد مجلس الأمن «لدعم محادثات السداسية» حول التسوية الكورية، والدعوة إلى استئنافها، كما يرحب بجهود الدول «لتشجيع التوصل إلى حل سلمي وشامل من خلال الحوار»، من دون الإشارة إلى مبادرات محددة.
كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بـ»قرار مجلس الأمن الدولي»، فرض عقوبات قاسية ضدّ كوريا الشمالية، لإجبارها على الامتثال لقراراته.
إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعتبر أن العقوبات الإضافية على بيونغ يانغ لا تمثل «حدثاً هاماً».
يُذكَر أن بيونغ يانغ أجرت، يوم الـ3 من الشهر الحالي، اختباراً وصفته بـ «الناجح» لقنبلة هيدروجينية، يمكن تحميلها على صاروخ باليستي عابر للقارات.
من جهة أخرى، أكد رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه إن، معارضته «إدخال أسلحة نووية إلى بلاده»، على الرغم من التهديدات النووية الصادرة من كوريا الشمالية.
وقال مون في بيان صادر عن البيت الأزرق الرئاسي، «إن إدخال الأسلحة النووية إلى كوريا الجنوبية سيجعل من المستحيل على الكوريتين تحقيق السلام فيما بينهما ويمكن أن يطلق سباق تسلح نووي في شمال شرق آسيا».
وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أعلنت أول أمس، عن إجراء الجيش الكوري الجنوبي تدريبات هي الأولى من نوعها، لسلاح الجو باستخدام صواريخ مجنحة من طراز « Taurus»، استخدمت لتوجيه ضربة إلى أهداف تحاكي مراكز قيادة محصّنة تحت الأرض في كوريا الشمالية.
في هذا الصّدد، كشف موقع « express» البريطاني أن «سيول أجرت اختباراً صاروخياً من شأنه أن يطيح بزعيم كوريا الشمالية في غضون 15 دقيقة».
وأشار الموقع إلى أن «كوريا الجنوبية عززت من قدراتها الهجومية ضد كوريا الشمالية، وذلك من خلال تدريبات حربية أجرتها اليوم لصاروخ كروز متطوّر».
وبهذا التدريب تكون سيول قد عززت من دفاعاتها الصاروخية في حال أجرت بيونغ يانغ تجربة نووية جديدة، إذ طوّرت سيول صاروخاً هجومياً من طراز كروز يستطيع اختراق المجال الجوي لبيونغ يانغ من دون أن تكشفه الرادارات وإصابة أهدافه بسرعة، إذ يبلغ مداه 500 كيلومتر.
وبذلك فإن الصاروخ المطوّر باستطاعته أن يفجّر مواقع نووية رئيسية في كوريا الشمالية في غضون 15 دقيقة فقط، ما يعرّض حياة الزعيم كيم للخطر، إذ يشرف شخصياً على معظم تجاربه النووية لحظة الإطلاق.
وتأتي هذه المناورات في وقت تتصاعد فيه التوترات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية إثر تجربة بيونغ يانغ النووية الأخيرة.
وأشار الموقع إلى أنّ كوريا الجنوبية تعتزم أيضاً إطلاق «وحدة الاغتيالات» التي تمّ تدريب قواتها خصيصاً لاغتيال كيم جونغ أون في حال ارتفعت حدة التوترات فجأة بين البلدين ووصلت إلى نقطة الانفجار.
وتصاعد التوتر في المنطقة بشدّة منذ أجرت كوريا الشمالية سادس تجاربها النووية وأقواها في 3 أيلول الحالي.
في سياق متصل، رجّحت الاستخبارات الأميركية، أن تكون كوريا الشمالية، بصدد الاستعداد لإطلاق صاروخي جديد في الأيام القليلة المقبلة، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام أميركية.
ونقلت شبكة «إن بي سي» الأميركية عن ثلاثة مصادر أميركية عسكرية، «تمّ رصد تواجد كوريين شماليين على متن مواقع لقاذفات إطلاق الصواريخ، ومواقع محمية خلال الـ 48 ساعة الأخيرة».
في السياق نفسه، أظهرت صور جديدة التقطت من الأقمار الصناعية أن «التجربة النووية في كوريا الشمالية في 3 أيلول أدّت إلى تغيير شكل الجبل الواقع فوق ممرّات استخدمت على الأرجح لتنفيذ التجربة».
وقال رئيس برنامج شرق آسيا في مركز جيمس مارتن في كاليفورنيا جيفري لويس «إن ارتفاع الجبل قبل التجربة كان 2205 أمتار، وانخفض ارتفاعه بعد ذلك».
يُذكر أن كوريا الشمالية تجري تجاربها النووية في منطقة «بهونغ يري» الجبلية بشمال شرق البلاد قرب الحدود مع روسيا.
وتسمح صور هذه الجبال بعد التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية للخبراء بتحديد موقع تنفيذ التجربة وتقييم قدرتها.
وكشفت الصورة الجديدة للجبال قبل تنفيذ التجربة في 3 أيلول وبعدها عن «حدوث تغيرات كبيرة في شكل قمة جبل مانتاب». وأظهرت الصور أن التجربة أدّت إلى «هبوط» منطقة تبلغ مساحتها نحو 350 ألف متر مربع في قمة الجبل.