صباح سورية الكرامة والشعب العنيد

صباح سورية الكرامة والشعب العنيد

بعيداً عن ضجيج المدينة وأصوات السيارات، عشت طفولتي ولم أعرف شيئاً من رفاهية الحياة سوى بعض الألوان والقصص الملوّنة ودفاتر الرسم والكثير من الأحلام. وكنت أعشق تلك المدينة بشوارعها الضيّقة وبيوتها القديمة وأناسها الفقراء. ولم تغادرني يوماً بل ما زلتُ حتى الآن أحنّ إلى بساطتها الأولى وأتمنّى ألّا يغيّرها الزمان.

قلت وأقول دائماً عندما يحبّ أيّ أحد أمّه، فليس لأنها أجمل أو أذكى امرأة في العالم. ولكن لأنها بكل بساطة أمّه. وهذا هو الحال مع سورية. نعشق سورية ليس لأنها بلد بلا أخطاء أو لأنها المكان الأمثل للعيش، ولكن ببساطة لأنها الوطن والأمّ. الكثيرون يتمنّون أن تصبح بلادهم الأفضل ولكننا في داخلنا نحنّ إلى دفء علاقاتنا القديمة وبساطتها، ونكره وسائل الاتصال المعقّدة التي أتحفنا بها العالم الحديث والمتطوّر.

ونيابة عن كلّ سوريّ يعشق سورية كما هي أقول: تباً لمن يحاولون سرقة أحلامنا وزرع اليأس والخوف في قلوبنا. وتباً لمن يحاول أن يجعلنا نعتاد على رائحة الدم والبارود. وتباً لزمن كثُر فيه الخصيان وقلّ فيه الرجال وأصبح حكّام العرب يستجدون أمام موائد الغرب ليلتقطوا الفتات. وتباً لمستعربين يتبادلون الأنخاب بنيّة قتل شعوبهم. وتباً لأولاد الزنا الذين يتحدّثون عن الشرعية وهم بلا أخلاق ويتحدّثون عن الحرّية وهم العبيد، ويتطاولون على أبناء بلاد الشمس. تباً لهم جميعاً وتحيا سورية سيّدة حرّة لا تُضام ولا تُستعبد!

وفاء حسن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى