ورد وشوك

ورد وشوك

من خلال أغصان شجرة المشمش المنتصبة في صحن الدار، لمحت القمر يسطع بدراً ماسيّ الملامح يرتاح في السماء وسط مساء أسود للأناقة عنوان. لوحة آثرة صنيعة خالق الأكوان، هي جزء منها، هكذا انتابها إحساس، فراحت تتجاذبها الأفكار.

أوراق المشمش تعانق الأغصان تتشابك معها وكأنها تتشبث بالحياة قبل أن يحين الوداع، وداع لا لقاء بعده عند حلول خريف لا بدّ أنه آت لا محال سيبدّل خضارها الأخّاذ بالأصفر الشاحب، يضعفها لتتهاوى متساقطة إيذاناً بانتهاء دورة الحياة.

ستتعرّى أغصان الشجرة ويلفحها صقيع الشتاء، ستحنّ للدفء للثمر والأوراق تنتظر بفارغ الصبر مرور الربيع بها لتعاوذ الحياة.

براعم تتفتح وتورق من جديد الأغصان فتخفّف قيظ صيف فتعطي الفيء والجمال.

هنا تنفست الصعداء تمتمت: كعالم النبات عالمنا نحن البشر يغصّ بفصول حبلى بالمتغيرات إقدام وإحجام تعثّر ونهوض هدم وبناء لكنها محدّدة بزمان طال أو قصر هو عمر الإنسان في هذه الحياة.

ترى كم أضعنا من فرص لأننا لم نعمل التفكير والتدبير فقلنا وداعاً ولم نقل إلى اللقاء؟

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى