أنقرة تضع خطة «دقيقة» للردّ على الاستفتاء.. وطهران تحذّر من «إسرائيل» جديدة.. والبرزاني يدعو «كرده» للمقاومة والاستقلال
أعلن رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم، أمس، أنّ بلاده وضعت خطة «واضحة ودقيقة» لإبداء ردّ الفعل في حال اتّخذ قرار بالاستقلال في الاستفتاء في كردستان العراق، واعتبرته «تخريباً» للبُنية الفيدراليّة للعراق، وطالب رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني بتصحيح هذه «الغلطة المرتكبة».
ونقلت قناة «إن تي في» التلفزيونية عن بن علي يلدريم القول في بث حيّ ومباشر، «نحن لا نرغب بفرض أيّة عقوبات، ولكن إذا حدث ذلك وكانت نتيجة الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان عن العراق إيجابيّة، فليعرف هؤلاء أنّه توجد لدينا خطة واضحة مفصّلة للردّ على ذلك». وأضاف يلدريم: «لقد اتّخذت قيادة كردستان العراق قراراً غير صائب بتاتاً، وتصرّ على إجراء الاستفتاء حول الاستقلال. بغداد تعارض ذلك، وكذلك إيران وتركيا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى».
وقال: «نحن لا نقبل بهذه الخطوة التي ستخرّب البُنية الفيدراليّة للعراق»، متوقّعاً «معارضة الأمم المتحدة للقرار في حال صدوره، ونحن سنشاهد ردّ فعل هذه المنظمة».
ودعا رئيس الوزراء التركي بكلّ ودّية رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني لـ»تصحيح هذه الغلطة المرتكبة»، حسب تعبيره. وقال، إنّ «تصرّفات أربيل ستسبّب بصعوبات كبيرة في المنطقة، وهو أمر غير عادل بالنسبة للمنطقة، فهي تعاني من الكثير من المشاكل».
من جهته، قال خطيب جمعة طهران المؤقّت السيد «أحمد خاتمي»، إنّ الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان العراق نهاية الشهر الحالي، مؤامرة إسرائيليّة.
ورأى خاتمي في جزء من خطبة صلاة الجمعة في العاصمة طهران، أنّ استفتاء الانفصال في إقليم كردستان، هو الحلم القديم لقوى الاستكبار العالمي. وأضاف بأنّ «الاستكبار العالمي يسعى من خلال دعم استفتاء كردستان إلى إقامة «إسرائيل» جديدة في المنطقة»، لافتاً إلى أنّ الساعين وراء ذلك سوف لن يجنون سوى خيبة الأمل.
إلى ذلك، تابع خاتمي بالقول إنّ مسؤولي الكيان الصهيوني عبّروا بصراحة عن دعمهم لاستفتاء كردستان، في الوقت الذي أعلنت فيه الجمهورية الإيرانيّة ومجلس النوّاب والحكومة العراقيّة وتركيا معارضتها لهذا الأمر، قائلاً إنّ على المسؤولين في إقليم كردستان أن يدركوا أنّ «إسرائيل» هي من تقف خلف أمر الاستفتاء، حيث أنّها تضحّي بوحدة وسلامة أرض العراق من أجل غايتها.
وختم خطيب جمعة طهران المؤقّت بالقول، إنّ «المستكبرين خطّطوا لتقسيم العراق منذ اليوم الأول الذي تخلّص فيه الشعب العراقي من شرّ النظام البعثيّ البائد، حيث بدأوا خططهم بزرع المجموعات الإرهابيّة التي تحتضر وتلفض أنفاسها الأخيرة في كلّ من العراق وسورية، وأنهوها بمؤامرة الاستفتاء التي نتمنّى فيها على المسؤولين الأكراد الاحتكام إلى لغة العقل والكفّ عن هذه المؤامرة الإسرائيليّة».
وكان البرزاني جدّد أمس، رفضه «تأجيل» الاستفتاء كونه وسيلة لتحقيق الاستقلال وليس هدفاً، وفيما دعا الشعب إلى «المقاومة» والتوجّه نحو الاستفتاء، أكّد أنّه «لم يتلقَّ» البديل عنه حتى اليوم.
وقال البرزاني في كلمة خلال احتفاليّة خاصة بالاستفتاء أُقيمت عصر أمس في قضاء العمادية شمال دهوك، إنّ «المشكلة الأساسية أنّ بغداد لا تقبل الشراكة الحقيقيّة»، موضحاً: «أجرينا المفاوضات لمدة عشر سنوات حول حقوق ومستحقّات البيشمركة مع بغداد، ولم نتلقَّ استجابة، في حين تمّ إصدار قانون خاص بحقوق الحشد الشعبيّ خلال ساعتين».
وأضاف البرزاني: «إذا كنّا ننتظر من الدول أن تعطينا الاستقلال كهديّة فهذا لن يحدث، والكرد قدّموا الكثير من الدماء، وإذا كانت إرادتنا قوية سننتصر وسنحقّق المكتسبات»، مشيراً إلى أنّه «حتى اليوم لم نتلقَّ المشروع الذي يكون بمثابة بديل للاستفتاء».
وبيّن رئيس إقليم كردستان، أنّ «الاستفتاء بحدّ ذاته ليس هدفنا، كونه وسيلة لتحقيق الاستقلال ولن نؤجّله»، داعياً الشعب إلى «المقاومة والتوجّه نحو الاستفتاء».
وتابع البرزاني، أنّ «شرعية الاستفتاء تأتي من الشعب الكردستاني، وطالما هناك عدم احترام لرأي الشعب، أيضاً نحن لن نحسب أيّ حساب لرأي أحد»، لافتاً إلى أنّ «كردستان ستكون دولة فيدراليّة وديمقراطيّة ونموذجاً للتعايش المشترك، ونحن ملتزمون بالحفاظ على التآخي العربي الكردي وجميع المكوّنات الأخرى».
إلى ذلك، رفضت كتلتا التغيير والجماعة الإسلاميّة المشاركة في جلسة برلمان كردستان أمس.
وأفاد مصدر، بأنّ رئيس برلمان كردستان العراق و6 نوّاب آخرين من «الجماعة الإسلامية» قاطعوا الجلسة حول الاستفتاء، والتي تحمل بند الاستفتاء على الانفصال.
ويصوّت برلمان كردستان العراق على مسألة الاستفتاء في استقلال الإقليم المرتقب في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، وسط رفض داخليّ ودوليّ واسع لهذا الاستفتاء.