بيونغ يانغ: عقوبات مجلس الأمن تدفعنا لاستكمال خططنا النووية

ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أمس، نقلاً عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله: «إنّ فرض الولايات المتحدة وحلفائها المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية سيدفعها إلى العمل بسرعة أكبر من أجل استكمال خططها النووية».

وأضاف المتحدّث «أنّ العقوبات الأخيرة التي فرضها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة تمثّل أكثر عمل عدواني غير أخلاقي ووحشي وغير إنساني يستهدف إبادة شعب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية ناهيك عن حكومتها ونظامها».

يذكر أنّ الأسبوع الماضي وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع قرار أميركي بفرض عقوبات جديدة أكثر صرامة على بيونغ يانغ تضمّنت حظراً على وارداتها من الغزل والنسيج وتقييد صادراتها من النفط الخام والوقود، وحظراً على الدول الأخرى التي تستقدم عمالة منها.

لكنّ المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي قالت أمس، «إنّ خيارات مجلس الأمن لاحتواء البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية نفدت وإنّ واشنطن قد تضطر إلى نقل القضية إلى البنتاغون».

من جهته، أعلن وزير خارجية فرنسا، جان إيف لو دريان، «أن باريس تعتبر العقوبات الاقتصادية، هي المنهج الوحيد الممكن استخدامه ضدّ بيونغ يانغ»، لـ «ردعها عن إطلاق الصواريخ، وليس القيام بعمل عسكري ضدّها».

وقال الوزير الفرنسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة «إن عمليات إطلاق الصواريخ لا تتطلب عملاً عسكرياً». وأشار إلى أنّ «المنهج الوحيد الممكن هو فرض عقوبات مؤلمة على بيونغ يانغ».

وعلى الرغم من تشديد العقوبات ضدّها لتصبح أقسى عقوبات يفرضها مجلس الأمن في القرن الحادي والعشرين، إلا أنّ صحيفة «نودون سينمون» المركزية الكورية الشمالية، اعتبرت أنّ «الضغط الخارجي، مهما كان، فلن يجبر بيونغ يانغ على التخلي عن تطوير الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية في ظل احتفاظ الولايات المتحدة بعدائها المستمرّ لها».

من جهة أخرى، يرى وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أن «زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ليس مجنوناً»، ولكنه يتبع استراتيجية «الدم البارد».

وقال غابرييل أمس، «إنّ الزعيم كيم يعتقد أنه إذا كانت لديه قنبلة ذرية، فإن نظامه سيصبح آمناً وبهذا لن يجرؤ أحد على تهديده»، معتبراً أنه «لا يمكن حلّ الصراع حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية إلا من خلال المفاوضات المباشرة معها».

وأضاف الوزير الألماني «أنه يتعين على القوى الثلاث، روسيا والولايات المتحدة والصين، الجلوس على طاولة واحدة مع كوريا الشمالية»، مؤكداً أنّ «الأمر يحتاج إلى سياسة ذكية وشجاعة».

ودعا إلى «الانتظار حتى تبدأ العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على كوريا الشمالية بالتأثير»، قائلاً: «الأمر يستغرق بعض الوقت حتى تؤثر العقوبات».

في السياق نفسه، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التجارب النووية الأخيرة لكوريا الشمالية، بمثابة «انتهاك خطير للالتزامات الدولية»، منوهاً بأنها «تقوض الجهود فى مجال عدم الانتشار النووي».

وقال غوتيريس في رسالته خلال افتتاح الدورة الحادية والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA ، «إنه يدين التجارب النووية الكورية الشمالية الأخيرة». وشدّد على أنها «تقوّض الجهود الدولية المبذولة في مجال منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ونزع التسلح».

وأضاف بأنه يرحّب بـ «قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاحقاً بفرض المزيد من المراقبة عن بعد على المنشآت النووية الكورية الشمالية، ويرحّب بإعراب الوكالة عن استعدادها لاستئناف العمل في كوريا الشمالية».

من جانبه، قال المدير العام للوكالة يوكيا أمانو، «إن هذه المنظمة الدولية مستعدّة لاستئناف العمل في كوريا الشمالية حال ما تسمح الظروف السياسية بذلك، وبعد أن يخفّ التوتر في شبه الجزيرة الكورية».

على صعيد آخر، أفادت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أمس، بأنّ «الجيش الأميركي، استخدم مجموعة من الطائرات الحديثة، خلال تدريبات على القصف الجوي فوق شبه الجزيرة الكورية».

ونوّهت الوزارة، بأنّ «طائرات حربية كورية جنوبية، شاركت في التدريبات، التي هدفت لاستعراض القوة الجوية أمام كوريا الشمالية».

واستخدم الجانب الأميركي خلال هذه التدريبات، قاذفتين من طراز» بي -1 بي « ومقاتلات من طراز «إف – 35 «.

وانطلقت القاذفتان من جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ، بينما انطلقت المقاتلات من اليابان، وانضمّت إليها ست مقاتلات من كوريا الجنوبية.

في سياق متصل، تعليقاً على التهديدات الأميركية ضد كوريا الشمالية، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، «أن موسكو لن تسمح لواشنطن بالقيام بعملية عسكرية على حدودها».

وشدد كوساتشوف في هذا الشأن على أن «كوريا الشمالية في هذه الحالة ستكون مجبرة على الردّ بكل ما لديها من وسائل».

وأوضح رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي «أن عملية عسكرية للولايات المتحدة وحلفائها ستجبر بيونغ يانغ على الردّ بكل ما لديها من وسائط، وروسيا لن تسمح لواشنطن بمثل هذه التجارب على حدودها».

وقال كوساتشوف للصحافيين: «زعماء كوريا الشمالية سيفعلون كل شيء لحماية أنفسهم من التدخل الخارجي، ولذلك طالما الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى وحلفاؤها، وجيران كوريا الشمالية، ستسمح بإمكانية التدخل الخارجي وإسقاط النظام القائم هناك، طالما بقي هذا التهديد، للأسف، كوريا الشمالية وسلطاتها ستواصل تنفيذ برنامجها النووي».

وأكد رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي «عدم وجود حل عسكري للأزمة الكورية»، محذراً من أنّ «كوريا الشمالية في حال نفذت مثل هذه العملية العسكرية ضدها، ستردّ بما لديها من إمكانيات، ما سيجرّ عواقب وخيمة على المنطقة والعالم بما في ذلك الولايات المتحدة».

ولفت كوساتشوف إلى أن «وضع الولايات في هذا الشأن مريح، لأنها بعيدة جغرافيا عن المنطقة»، ولذلك تسمح لنفسها بـ «ترف» التجريب، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «الدول التي لها حدود مع كوريا الشمالية ومنها روسيا، ليست في وضع يسمح بالمزاح».

من هذا المنطلق رأى المسؤول التشريعي الروسي «أن بلاده لا يمكنها أن تسمح للولايات المتحدة أو أي دولة أخرى بهذا الشكل أن تجري تجارب على كوريا الشمالية».

وأعرب كوساتشوف عن «الأسف بشأن تصريح تيلرسون»، مشيراً إلى أنّ «مثل هذا النهج لا يحلّ مشكلة كوريا الشمالية»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ «مشكلة هذا البلد تحتاج إلى حل سريع».

وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قد صرّح في وقت سابق بأن «واشنطن تحاول إيجاد حل سلمي للمشكلة الكورية، لكن الخيار العسكري أيضاً ممكن، على الرغم من أنه لا يحظى بالأولوية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى