دمشق: اتهامات لجنة تقصّي الحقائق مبنيّة على أكاذيب.. وموسكو تتّهمها بالتضليل
مع تقدّم الجيش السوري وحلفاؤه باتجاه إقلاق الحدود السوريّة أمام تنظيم «داعش»، وقد واكب هذا التقدّم تقدّم آخر من الجهة العراقيّة، حيث وصلت طلائع الحشد الشعبي إلى الحدود لإطباق الخناق على هذا التنظيم الارهابي في المنطقة الحدودية، وليس غريباً أنّه مع كلّ انتصار لمحور المقاومة في الجانب السوري، تخرج الأفاعي من أوكارها لتوجيه اتّهامات للدولة السورية بمجازر ارتُكبت خلال العدوان المستمرّ منذ سبع سنوات على سورية، ولعلّ آخر ابتكاراتهم اليوم تجديد الاتهام لدمشق باستخدام الكيميائي في خان شيخون في نيسان الماضي.
وفي هذا السِّياق، قال السفير السوري لدى الأمم المتحدة في جنيف «حسام الدين آلا»، إنّ اتهامات لجنة تقصّي الحقائق لدمشق سياسيّة ومبنيّة على أكاذيب.
ورأى آلا، أنّ أهداف اتّهامات لجنة تقصّي الحقائق هي التشويش على المصالحات الجارية داخل سورية وعرقلتها.
ورفض آلا اتّهمامات اللجنة بشأن التهجير القسري، مؤكّداً أنّ المسلّحين غادروا من مناطق المصالحات بإرادتهم.
واستغرب آلا من تهرّب اللجنة من تسمية مرتكبي التفجير الذي استهدف قافلة المدنيّين الخارجين من كفريا والفوعة رغم توفّر الدلائل، مضيفاً أنّ لجنة تقصّي الحقائق تتهرّب أيضاً من تحميل الولايات المتحدة وحلفائها مسؤولية استشهاد وإصابة آلاف المدنيّين نتيجة الغارات الجويّة للتحالف.
وأشار آلا إلى أنّ اللجنة الدوليّة لم تتردّد في اتّهام الحكومة السوريّة بحادثة خان شيخون رغم عدم اختصاصها، لافتاً إلى أنّ هذه اللجنة ما زالت تتعدّى على صلاحيات لجان مختصّة لا تزال تقوم بالتحقيق حاليّاً.
وكانت وزارة الخارجيّة السوريّة قد طالبت سابقاً منظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة بإعداد «تقارير نزيهة لا تخضع لابتزاز الدول»، وأكّدت أنّ التقرير الذي أعدّته الأخيرة حول حادثة خان شيخون «مفبرك».
من جهتها، شكّكت بعثة روسيا لدى مكاتب الأمم المتحدة في جنيف بمدى استقلاليّة لجنة التحقيق الدولية حول سورية، بعد صدور تقرير اللجنة بشأن الهجوم الكيميائي في خان شيخون.
وانتقد ألكسي غولتايف، كبير مستشاري البعثة، التقرير، قائلاً إنّ اللجنة تعمل على تضليل المجتمع الدولي عمداً وتطرح وجهة نظر منحازة خاصة بدول معيّنة.
ولم يزر أعضاء لجنة التحقيق سورية أبداً، بل يعتمدون في استنتاجاتهم، ولا سيّما في اعتبار الحكومة السوريّة مسؤولة عن الهجوم الكيميائي في خان شيخون في 4 نيسان الماضي، على شهادات وتحليل صور فضائيّة وصور لبقايا قذائف التُقطت بعد الهجوم الكيميائي.
وأوضح المسؤول، أنّ البعثة الروسيّة درست تقرير اللجنة باهتمام، لكنّ محتواه يؤكّد استنتاجاً سبق للجانب الروسي أن وصل إليه، ومفاده أنّ اللجنة ليست هيئة مستقلّة، بل تعمل عمداً على تضليل المجتمع الدولي عن طريق تقديم وجهة نظر منحازة خاصة بدول وقوى سياسية معيّنة.
ميدانياً، عبر الجيش السوري وحلفاؤه نهر الفرات شمال دير الزور، وفتح جبهات جديدة مع «داعش» على الضفة الشرقية من النهر، وأحرز تقدّماً مهمّاً أمس بالسيطرة على أجزاء كبيرة من حويجة صكر أكبر معاقل التنظيم شمال المدينة، وسط انهيار كبير في دفاعات «داعش» وبتغطية جويّة روسيّة وسوريّة.
السيطرة على حويجة صكر ستمهّد إلى تحرير المدينة بالكامل بعد عبور الضفة الأولى من النهر، لينفّذ الجيش عملية التفاف على معاقل التنظيم داخل الحميدية والرشدية والصناعة، وإخراج المدينة بالكامل من دائرة المعارك بعد سبع سنوات من دخول المسلّحين إليها.
الجيش السوري كسر الخطوط الحمراء التي تحاول «قوات سورية الديمقراطية» وبدعم أميركيّ التمدّد فيها على حساب «داعش»، والسيطرة على كامل الضفة الشرقية لنهر الفرات وصولاً إلى الحدود العراقية.
عبور الجيش السوري إلى الضفة الشرقية قطع الطريق أمام «قسد» من التقدّم في عمق شرق الفرات، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يعكس الإدارة العسكرية للجيش السوي والحلفاء بكسر جميع الخطوط الحمراء بما فيها القوّات المدعومة أميركياً، والتي تحاول التقدّم على حساب «داعش» بالتزامن مع تقدّم الجيش السوري غرب الفرات. كما أنّ تأمين محيط مطار دير الزور بالكامل، بعد السيطرة على قرية المريعيّة والجفرة، مهّد إلى هبوط طائرتين محمّلتين بكميّات كبيرة من الذخائر والأسلحة لأول مرة بعد خروج المطار عن الخدمة منذ عام، ليفتح الجيش السوري خطّ إمداد جديد شرق دير الزور تمهيداً لإعادة المناطق شمال وشرق دير الزور.
تقدّم الجيش السوري والحلفاء أقلق أعداء سورية وأزعج «قوات سورية الديمقراطية»، فقبل يومَين تحدّثت «قسد» باستهداف الطائرات الروسيّة مقاتليها في منطقة المدينة الصناعية بريف دير الزور الشمالي، فيما نفت موسكو ذلك، ليجعل هذا المنطقة أمام مفترق للمواجهة وسباق السيطرة على الشرق السوريّ، أو مواجهة ما بَيْن موسكو وواشنطن بعد خسارة الوصول إلى الحدود السوريّة العراقيّة من جهة الجزيرة الغنيّة في ثرواتها من الحقول النفطيّة والغاز.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركيّة انتقدت بشدّة البنتاغون، الذي أمر طائرته المناوبة للتجسّس وطائراته الحربيّة بالانسحاب من أجواء دير الزور السوريّة بعد تحليق المقاتلات الروسيّة هناك.
وذكرت الصحيفة، أنّ طائرة التجسّس التي سحبتها القيادة العسكريّة الأميركيّة من سماء دير الزور، كانت قد كثّفت مناوباتها فوق المدينة السوريّة المذكورة، ورصدت خلال بضعة أيام مطلع الشهر الحالي تحرّكات الـ»دواعش» وقوافلهم هناك، وأنّها اضطرّت للانسحاب من سماء دير الزور بعد أن عجّت بالطائرات الروسيّة على اختلاف أنواعها.
كما عابت «نيويورك تايمز» على القيادة العسكريّة الأميركيّة التي سحبت طائراتها على عجل من أجواء دير الزور، فور ظهور الطائرات الروسيّة هناك، وذلك بعد أن سبق لهذه الطائرات الروسيّة أنّ رصدت تحرّكات عناصر «داعش» على الأرض ووجّهت لهم ضربات موجعة على الحدود العراقيّة السوريّة.
وكان الطيران الروسي قام باستهداف قوارب ومعدّات وعتاد لتنظيم «داعش» في نهر الفرات في محافظة دير الزور السوريّة، نفّذته القوّات الجويّة الروسيّة مساندة للقوّات السوريّة.
وأوضح الموقع، أنّ القوّات المسلّحة السوريّة تسعى للعبور إلى الضفة اليسرى من الفرات من أجل تعزيز النجاح في دير الزور.
وقال مصدر عسكري لـ»روسكايا فيسنا»، إنّ القوّات الجويّة استخدمت في غاراتها قنابل فاب 250.