لبنان يستحق أكثر
يكتبها الياس عشي
فيما كانت السيارة تتوجه بنا صعوداً باتجاه إهدن، كان الضباب يهبط من أعالي السماء، فيحتلّ الطرقاتِ، ويغسل بأبيضه الناصع الأودية، والروابي، والأشجار، وأجنحة العصافير، وزغب الفراشات، وحباتِ التراب التي تتهيأ لاستقبال «شهر أيلول الذي طرفه بالماء مبلول» كما يقولون.
أدهشني النقاء، وأدركت للتوّ أنّ الله هو في الأشياء الجميلة، هو بين هذه الغيوم وقد صارت جزءاً من الينابيع، وأنّ هذا اللبنان بقممه هنا، وعرزاله هناك، وشتلات التبغ هنالك، يستحق أكثر من أولئك الفاسدين والمفسدين الذين حوّلوا بلدهم إلى مستوعب من القمامة، وسوق للسمسرة، ومسرح للقتل المجاني.