الأمم المتحدة تدعو تركيا إلى السماح للمتطوعين بدخول عين العرب طهران تحذر واشنطن و»إسرائيل» من إسقاط النظام السوري بذريعة محاربة الإرهاب
دعت الأمم المتحدة تركيا للسماح لمتطوعين من عبور الحدود السورية لمنع مقاتلي «داعش» من تنفيذ مجزرة في مدينة كوباني السورية حيث يحتمي نحو 700 شخص معظمهم من كبار السن.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في مؤتمر صحافي في جنيف أمس: «على أي شخص أن يفعل ما بوسعه لمنع هذا». وأضاف: «آمل أن لا نرى رؤوس الناس تقطع».
وحذر دي ميستورا من احتمال ارتكاب مجازر بحق أكثر من 12 ألف شخص في حال سقطت عين العرب بأيدي مسلحي «داعش «. كما أشار إلى أن المسلحين سيسيطرون على 400 كلم من الحدود السورية التركية في حال سقوط المدينة بأيديهم.
وبحسب المعطيات التي أوردها المبعوث، فإن هناك ما بين 500 و700 من المدنيين في عين العرب، بالإضافة إلى ما بين 10 و13 ألفاً من سكان المدينة الذين غادروها ولا يزالون عالقين في المنطقة الحدودية.
وفي السياق، حذرت طهران الولايات المتحدة والتحالف الدولي وكيان الاحتلال «الإسرائيلي» من أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تغيير جذري في النظام السوري بذريعة محاربة «داعش» الإرهابي.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان إنه «سيترتب على التحالف وأميركا والصهاينة دفع ثمن باهظ في صورة القيام بأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تغيير جذري في سورية بذريعة مكافحة التنظيم». وأضاف عبد اللهيان: «نحن لا نريد أن يبقي الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة إلى الأبد، لكن في الوقت نفسه لا نسمح بإطاحة الحكومة السورية ومحور المقاومة عبر الإرهابيين».
وذكر المسؤول الإيراني أن بلاده حذرت تركيا من مغبة القيام بأي عمل بري في سورية، مؤكداً على الدور التركي «الإيجابي» في عودة اللاجئين السوريين إلى موطنهم، مضيفاً إن «إيران سوف تتخذ الإجراء المناسب لتقديم الدعم للأكراد في كوباني وذلك في إطار الدعم الذي تقدمه للحكومة السورية في مكافحتها للإرهاب».
وأضاف عبد اللهيان إن واشنطن أبلغت طهران أنها لن تستهدف المراكز الحكومية السورية، لكن إيران لا تثق بها وسترصد الأمور بدقة.
إلى ذلك، قال صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في تصريحات له من بروكسل أمس إن إنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية السورية أمر غير مطروح لدى واشنطن، مضيفاً إن الأكراد سيرفضون أي مشروع تركي لإنشاء مثل هكذا منطقة. وأضاف مسلم أن أي منطقة عازلة في شمال سورية يجب أن تحظى بشرعية دولية، مضيفاً أن تركيا لم تطلب أي شروط مقابل تقديم مساعدة للكرد في كوباني، وأضاف أن قضية الكرد في سورية مختلفة عن قضية حزب العمال الكردستاني.
وأشار مسلم إلى وجود انتقائية في التعامل مع الكرد والتعاطي الدولي مع قضية كوباني مثير للشكوك، مؤكداً أن المستهدف في كوباني هم الأكراد وقوات التحالف الدولي ساهمت في ذلك إلى حد كبير.
وأكد أن الطرف الكردي يحاول إيصال المساعدات إلى كوباني لكن حرس الحدود التركي لم يسمح بذلك، مشيراً إلى أن الأنباء عن سيطرة تنظيم «داعش» على 40 في المئة من أراضي كوباني غير مؤكدة.
من جهته، أكد أنور مسلم رئيس مقاطعة كوباني أن «داعش» استقدم المئات من المقاتلين إلى عين العرب، ويحاول الدخول إلى مركز مدنية، داعياً المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين.
من جهته، جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو معارضة بلاده لتنظيم «داعش» و»النظام» السوري، على حد سواء.
وقال داود أوغلو في تصريح صحافي أمس إن الرئيس السوري بشار «الأسد والدولة الإسلامية مسؤولان عن كل تلك الأحداث المأسوية»، مضيفاً أنه «لا يمكن لأحد إثبات أن تركيا تدعم الدولة الإسلامية»، في إشارة إلى اتهامات حلفاء تركيا لأنقرة بدعمها، ولفترة طويلة، الجماعات السورية الأكثر تطرفاً.
وقال توني بلينكن نائب مستشارة الأمن القومي الأميركية أمس إن الاقتراح التركي بإقامة منطقة عازلة في سورية لم يأت بفكرة جديدة «وليس في دائرة الاهتمام»، مضيفاً أن تنظيم «داعش» الإرهابي يسيطر الآن على 40 في المئة من مدينة كوباني السورية على الحدود التركية وقد يتمكن من السيطرة عليها.
وفي السياق، أعلنت القيادة المركزية في الجيش الأميركي أمس شن طيران التحالف تسع ضربات جوية في سورية استهدفت مقاتلي «داعش» يومي الخميس والجمعة بينها سبع ضربات قرب مدينة كوباني الحدودية.
وأضاف الجيش في بيان أن ضربتين شنهما يومي الخميس والجمعة استهدفتا منطقة إلى الجنوب الشرقي من كوباني ودمرتا منشأتين لتدريب عناصر التنظيم الإرهابي، إضافة إلى أربع ضربات أخرى وقعت إلى الجنوب من المدينة القريبة من حدود سورية مع تركيا واستهدفت عربات ودبابة ووحدتين صغيرتين لمقاتلي التنظيم، في حين استهدفت الضربة السابعة منطقة إلى الشمال الشرقي من كوباني فيما قصفت ضربتان مدينتي دير الزور والحسكة السوريتين.