روحاني: نهجنا هو الاعتدال ولا نقبل التهديد وأميركا فقدت مصداقيتها
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني «إن الاتفاق النووي هو أفضل وثيقة وحصيلة مفاوضات نالت دعم مجلس الأمن، وفتح المجال أمام تعامل جديد بين طهران والمجتمع الدولي».
روحاني وفي كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد أن بلاده «ستردّ بشكل حازم على الذين يريدون إلغاء الاتفاق النووي»، محذراً من أنّ «تراجع واشنطن عن تعهداتها الدولية يزعزع السلم والاستقرار في العالم»، في حين أنّ «المصالح المشتركة هي التي تضمن أمن المنطقة والعالم».
وقال رئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة «إنّ أمیركا باتت تفقد ثقة الآخرین بها ومصداقیتها العالمیة بنقضها للتعهدات الدولیة، وأن هؤلاء الذین یتصورون أنهم قادرون على احتواء الآخرین بإفقار الشعوب، یرتكبون خطأ فادحاً».
وأضاف الرئیس حسن روحاني «إن ما سمعناه یوم أمس من الرئیس الأمیركي وخطابه الجاهل والقبیح والحاقد والمليء بالمعلومات الخاطئة والاتهامات ضدّ الشعب الإیراني في هذا المكان المحترم، لا یشكل إساءة للأمم المتحدة – التي تأسست للسلام بین الشعوب – فحسب بل یتعارض مع ما تطالب به الشعوب من هذا الاجتماع الذي یعقد لاتحاد الدول من أجل مواجهة الحرب والإرهاب».
الرئيس الإيراني أوضح أن «وفوداً أجنبية كثيرة تأتي إلى بلاده لتوقيع اتفاقيات تعاون في المجالات المختلفة»، مضيفاً أن «الاعتدال والطريق السوي للشعب الإيراني لم يكن انعزالاً وتوجّهنا هو السلام والتطلّع نحو السلم ولا نهدّد ولا نقبل التهديد من أحد».
وقال في هذا الصّدد: «نهجنا هو الاعتدال ولیس العزلة أو العدوان، نهج الاعتدال هو نهج السلام العادل والشامل، ولیس السلام لشعب والحرب والصراع لشعب آخر».
كما أبدى تمسك بلاده بالحوار القائم على الاحترام المتبادل، منوّهاً إلى أن طهران في «الخط المتقدم لمكافحة الارهاب على أسس إنسانية وليست طائفية أو عرقية».
وشدد رئیس الجمهوریة بالقول «نحن الیوم فی طلیعة مكافحة الإرهاب والتطرف المذهبي فی الشرق الأوسط وأن موقفنا هذا لیس موقفاً طائفیاً وإنما موقف إنساني وأخلاقي واستراتیجي».
وأشار الرئیس روحاني إلى خطة العمل المشترك الشاملة، قائلاً: «إن خطة العمل المشترك الشاملة لا تخصّ بلداً دون غیره، بل إنها وثیقة دولیة تتعلق بالمجتمع الدولي كله».
وتابع «نحن من عیّنا مستوى برنامجنا النووي وحصلنا على قوة الردع النوویة لیس بالسلاح النووي، بل بالعلم، والأهم من كل ذلك بمقاومة شعبنا. وهنا یكمن إبداعنا وفننا».
وأردف قائلاً: إنني إذ أعلن وبكل صراحة أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لطالما التزمت وستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي، ولن تكون أبداً البادئة في نقضه، لكنها لن تقف مكتوفة الأیدي إزاء أي نقض للاتفاق»، متابعاً بالقول: «إنه لمن دواعي الأسف أن ینهار هذا الاتفاق بید حدیثي العهد بالسیاسة، بذلك یكون العالم فقد فرصة كبیرة وإن مثل هذه الخطوة لن تقدر أبداً إخراج الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة عن سكة التطور والتكامل».
وأضاف: «لا یمكن أن نقبل أبداً أن یقوم الكیان الصهیوني الذي یهدّد المنطقة والعالم بالسلاح النووي ولایلتزم بأي من القوانین الدولیة، بنصح الشعوب الداعیة للسلام».
الرئيس الإيراني الذي شدّد على أن طهران «تدافع عن المظلومين في سورية والعراق واليمن وفلسطين»، لفت إلى أنه «لا يمكن الاستمرار في اضطهاد الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي».
وقال روحاني: «لا یمكن أن یحرم كیان غاصب الشعب الفلسطینی من أبسط حقوقه وأن ینعم هو بالأمن. لا یمكن أن تعاني الدول بما فیها الیمن وسوریة والعراق والبحرین وأفغانستان ومیانمار والكثیر من المناطق الأخرى من وطأة الفقر والحرب والصراع، فیما یظن البعض أنه قادر على الاحتفاظ بأمنه ورفاهه وتنمیته على الأمد البعید».
وأضاف «ان الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة هي التي طرحت مبادرة الاتحاد العالمي لمواجهة العنف والتطرف وترى أن الحوار القائم على الربح – ربح هو السبیل الأمثل لتسویة الأزمات العالمیة والإقلیمیة».
وشدّد روحاني بالقول «أعلن من هذا المنبر أن قدراتنا الدفاعیة بما فیها الصاروخیة، لها بعد دفاعي وردعي محضّ وللحفاظ على السلام والاستقرار فی المنطقة والحیلولة دون أي مغامرة حمقاء».
وقال رئیس الجمهوریة «إن الحكومة الأمیركیة لا بد أن توضح لشعبها الأسباب التي تقف وراء إنفاقها مئات ملیارات الدولارات لقتل الشعوب وتدمیر البنى التحتیة ونشر الإرهاب والتطرف بدلاً من المساهمة في الأمن والاستقرار».
وخلص الرئیس روحانی كلمته بالقول «إن الشعب الإیراني عازم على بناء إیران حرة ومتطورة ومؤمن بالمساهمة في التنمیة الإقلیمیة على أساس الأخلاق واحترام الحقوق الدولیة».