صواريخ كاليبر الروسيّة تقصف مواقع للـ«نصرة» في إدلب.. والجيش السوري يستعيد 85 من مساحة دير الزور

بحث وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيره السوري وليد المعلم في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية آخر التطوّرات في سورية ومحاربة الإرهاب.

وفي تصريح، قال ظريف بُعيد اللقاء مع المعلم: «بحثنا الإنجازات التي تحقّقت ضدّ ««داعش»»، والحاجة لمواصلة محاربة الإرهابيين والمتطرّفين، فضلاً عن السماح بإيصال المعونات الإنسانية بكميات أكبر لكلّ سورية».

وعبر ظريف عن سعادته بأنّ الحكومة السورية تمارس سلطتها في مناطق خفض النزاع والكثير من النازحين يعودون إلى ديارهم، آملاً أن يَهُبّ المجتمع الدولي لتقديم المساعدة للشعب السوري من أجل عودة الحياة الطبيعية للشعب السوري الذي عانى الكثير على يد المتطرّفين.

وردّاً على سؤال لقناة الميادين، قال ظريف إنّ ««داعش»» وجبهة النصرة منظّمتان مصنّفتان دولياً كمنظّمتين إرهابيتين، وينبغي التصدّي لهما بشكل مشترك من جانب المجتمع الدولي، وأضاف «من المهم التعامل مع «النصرة» حيث هي فاعلة».

وأكّد ظريف، أنّ ما يجري من نصر على «داعش» في دير الزور مهمّ، مبدياً قلق إيران حيال أسلوب تعامل الولايات المتحدة مع هذه القضية، لأنّها تعرقل الجهود في التصدّي لـ»داعش».

وفي سياقٍ متّصل، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ روسيا أبلغت بشكل واضح الولايات المتحدة بأنّ محاولات عرقلة العملية ضدّ الإرهابيين في سورية، لن تبقى من دون ردّ.

وقال لافروف، خلال محادثات أجراها أمس الجمعة مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، على هامش أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «إنّنا مسرورون بهذه الفرصة للاجتماع والتنسيق في مجال التسوية السوريّة ومحاربة الإرهاب واستئناف الحوار الوطني، ولتحديد الخطوات اللاحقة في إطار كلّ هذه الاتجاهات».

وأضاف لافروف: «إنّني على يقين بأنّ النجاحات التي حقّقها الجيش السوري، بدعم القوّات الجوية الفضائية الروسية، وخصوصاً في دير الزور والمناطق الأخرى، تثير انطباعاً كبيراً، وتمثّل مساهمة حاسمة في محاربة داعش».

وكان وزير الخارجية الروسي، أكّد ضرورة انسحاب جميع القوّات الموجودة في سورية بشكلٍ غير شرعيّ فوراً بعد الانتهاء من عمليّة القضاء على الإرهابيين في البلاد.

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي عقده أمس في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامّة للأمم المتحدة: «هناك وجود شرعيّ يجري تنفيذه على أساس الدعوة من قِبل السلطات الرسميّة، وهناك وجود غير شرعي، الذي يتمثّل بأعمال التحالف بقيادة الأمريكيّين والقوّات الخاصة لعدد كبير من الدول، التي لم يدعوها أحد».

وأضاف لافروف: «إنّني على يقين بأنّ الخطوة الأولى بعد هزيمة الإرهاب في سورية، تتمثّل بضرورة سحب جميع القوّات الموجودة في سورية بطريقة غير شرعيّة».

وشدّد لافروف على أنّ الجهات التي تمّت دعوتها إلى سورية من قِبل حكومة البلاد، فمسألة بقائها «ستقرّره قيادة الدولة السورية نتيجة العملية السياسية».

وفي سياقٍ متّصل، أكّد لافروف على ضرورة منع تقسيم أراضي سورية، محذّراً من التداعيات الخطيرة التي قد يؤدّي إليها وقوع ذلك بالنسبة لمنطقة «الشرق الأوسط» برمّتها.

وقال الوزير الروسي بهذا الخصوص: «من الضروري منع تقسيم سورية بأيّ شكل من الأشكال، إنّ ذلك سيسفر عن تداعيات متسلسلة في الشرق الأوسط بأسره».

وفي سياق المشاريع عن سورية، عرضت روسيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعم إقامة مناطق خفض التوتر في سورية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في تصريحات صحافية أدلى بها أول أمس الخميس: «قمنا بتوزيع مشروع قرارنا، وهو الآن على الطاولة، ونحن في انتظار الردّ عليه».

وأوضح غاتيلوف، أنّ هذا المشروع يهدف إلى «دعم الوثائق، التي تمّ تبنّيها في أستانة».

يُذكر أنّه تعمل على أراضي سورية 3 مناطق لتخفيف التوتر تمّ إنشاؤها وفقاً لاتفاقات بين روسيا وتركيا وإيران في إطار عملية أستانة، الأولى في جنوب البلاد قرب الحدود مع الأردن والعراق، والثانية في الغوطة الشرقية لدمشق، والثالثة في شمال محافظة حمص.

على صعيدٍ آخر، أكّد قائد القوّات الجوية الأميركيّة في «الشرق الأوسط» وآسيا الجنوبية الغربية، الجنرال جيفري هاريغيان، أنّ بلاده لا تحارب في سورية أيّاً من القوّات المحلّية الحكومية أو القوّات الروسية.

وقال هاريغيان، في مؤتمر صحافي عقده أول أمس، ردّاً على سؤال حول هذا الشأن: «إنّنا لا نحارب الروس ولا نحارب السوريّين، إنّما نحارب تنظيم داعش».

وفي سياق المحادثات التي عُقدت أول أمس الخميس بين قيادات الجيش الروسي والقوّات الأميركيّة على مستوى الجنرالات، أشار هارنغيان إلى أنّ «الحوار سيستمر، وستكون هناك مناقشات لتطوير نتائج الاجتماع السابق».

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية قيام غوّاصة أسطول البحر الأسود «فيليكي نوفغورد» بإطلاق صواريخ «كاليبر» المجنّحة على مواقع لإرهابيّين في سورية.

وقالت الوزارة في بيان لها، إنّ الغواصة العاملة ضمن قوام تشكيلات البحرية الروسية في البحر المتوسط، قامت بإطلاق صواريخ «كاليبر» المجنّحة من وضعية تحت الماء على مواقع الإرهابيّين في سورية.

وجاء في البيان، أنّ «الضربة الصاروخيّة المفاجئة في محافظة إدلب دمّرت نقاط رئيسيّة للإدارة وقواعد تدريب ومدرّعات للإرهابيّين، الذين حاولوا أسر 29 عسكري روسي من الشرطة العسكريّة في محافظة حماة».

وأضاف البيان، أنّ «الأهداف المستهدفة للتدمير كانت أهدافاً قد تمّ تحديدها في الأيام الأخيرة، تتمثّل بنقاط قويّة وتمركز قوى بشرية وعربات مدرّعة، فضلاً عن مستودعات الذخائر لـ»جبهة النصرة» في محافظة إدلب، وبعد الهدف بلغ 300 كلم».

وكانت مصادر أفادت في وقت سابق، بأنّ القوّات السورية تعمل من المحور الجنوبي الغربي لفكّ الحصار عن مدينة دير الزور من تنظيم «داعش»، التي حاصرها منذ 3 سنوات.

في الوقت الذي أكّد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ «الوضع الميداني في سورية يتغيّر جذرياً لصالح القوّات الحكومية»، واعتبر أنّ الجيش السوري حقّق نجاحات مهمّة في هجومه على مواقع تنظيم «داعش» بريف دير الزور.

وكان قائد غرفة عمليّات قوات حلفاء الجيش السوري قال، إنّ تحرير دير الزور لم يكن ليتأخّر لولا «تآمر ما يسمّى بقوات التحالف، وعلى رأسها أميركا، ضدّ قوّات الجيش السوري»، مؤكّداً أنّ تورّط التحالف وعلى رأسهم أميركا مع تنظيم «داعش»، «مثبت بالوثائق الدامغة».

وفي السّياق، بسط الجيش السوري سيطرته على 8 قرى وبلدات جديدة في ريف محافظة دير الزور الغربي، نتيجة اشتباكات خاضها أمس مع مجموعات من مسلّحي تنظيم «داعش».

وأوضحت شبكة الإعلام الحربي السوري، أنّ مقاتلي الجيش بقيادة «مجموعة النمر» سيطروا على كلّ من شيحة والحمى شامي وحلبية وزلبية وادي أبو شهري والقصبي وجبل القصبي ومعدان عتيق، وذلك «وسط معارك عنيفة وسحق العشرات من إرهابيّي داعش».

وشدّدت شبكة الإعلام الحربي، على أنّ القوّات الحكوميّة تواصل تقدّمها في ريف دير الزور الغربي وتصل الحدود الإداريّة لمحافظة الرقة.

وكانت وكالة «سانا» السوريّة الحكومية قد ذكرت، في وقت سابق من يوم أمس، أنّ الجيش تمكّن خلال عمليّاته ضدّ تحصينات ونقاط انتشار المسلّحين في دير الزور الغربي، من استعادة كلّ من قرى حلبية وزلبية والقصبي، بما في ذلك المواقع الأثريّة فيها.

وأشارت الوكالة، نقلاً عن مراسلها في المنطقة، إلى أنّ عناصر قوّات الهندسة «تعمل على تمشيط القرى لتفكيك العبوات الناسفة والمفخّخات التي زرعها الإرهابيّون، قبل مقتل وإصابة أعداد منهم وفرار البقيّة باتجاه ما تبقّى لهم من ثغور في البادية».

ولفتت «سانا» إلى أنّ وحدات الجيش «تواصل التقدّم بنجاح في ريف دير الزور، وسط تقهقر وانهيارات بين صفوف الإرهابيّين».

وأحكمت القوّات السورية الحكومية، أول أمس الخميس، سيطرتها على قرية البويطية وبلدة التبني بعد تكبيد مسلّحي التنظيم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.

يُذكر أنّ القوّات السورية الحكومية تمكّنت، أواسط أيلول، بدعم من روسيا، من فكّ الحصار عن مدينة دير الزور، المفروض عليها من قِبل «داعش» منذ 3 سنوات، واستعادة مطارها، الأمر الذي وصفته وزارة الدفاع الروسيّة بالتقدّم الذي «يتجاوز في أهميته وحجمه كلّ الانتصارات السابقة على مدى السنوات الثلاث الأخيرة».

هذا، وقام تنظيم «داعش» خلال اليومين الماضيين بنقل معظم عناصره الأجنبيّة مع عائلاتهم من أحياء مدينة دير الزور إلى الريف الشرقي.

وكانت وزارة الدفاع الروسيّة، أعلنت ليلة الخميس، عن تحرير 87.4 في المئة من الأراضي السوريّة التي كان يسيطر عليها «داعش»، في الفترة منذ إطلاق روسيا عمليتها ضدّ الإرهاب في سورية.

وقالت الوزارة، في بيان صدر عنها حول نتائج العملية الروسيّة في سورية حتى يوم 20 أيلول، إنّ قوّات روسيا الجويّة نفّذت بشكل عام «أكثر من 30 ألف طلعة قتاليّة» أدّت إلى تدمير 96828 موقعاً للإرهابيّين.

وأوضح الإنفوغرافيك الذي احتوى عليه البيان، أنّ الغارات الروسيّة أسفرت عن تدمير 8332 مركز قيادة، و17194 نقطة محصّنة، و53707 تجمّعات للمسلّحين، و970 معسكراً للتدريب، و6769 مستودعاً للذخائر والمعدّات العسكرية، و212 حقلاً للنفط و184 مصنعاً لتكرير النفط، و132 محطّة لضخّ الوقود وقافلة لصهاريج النفط، وذلك بالإضافة إلى 9328 موقعاً آخر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى